مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/10/2005, 12:53 PM
شيروكي شيروكي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
تـحفة الأبرار فـي أذكار طرفي الليل والنهار

تـحفة الأبرار فـي أذكار
طـرفي اللـيل والنــهار
إعداد : كاملة الكواري
تقريظ الشيخ عائض القرني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العزيز الغفار الذي شرح بالأذكار، صدور الأبرار ، وجعل الذكر روضة للأخيار ، يتفيوا ظلالها أناء الليل وأطراف النهار ، والصلاة والسلام على أشرف من ذكر وأكرم من شكر ، وأنبل من صبر ما طلعت شمس وبدا قمر ، وعلى آله وصحبه أهل السير والأثر والعبر .

وبعد : فقد كاد علماء السنة والجماعة ، أن يجمعو على أن الذكر أفضل طاعة ، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا شبه إجماع وبعض الحفاظ جمع فوائد الذكر فأوصلها لمئة فائدة أو تزيد وقد أفتانا إمام الموقعين عن رب العالمين فقال صالى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون ، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) وراه مسلم .

وقد اتحفتنا مرة أخرى طالبة العلم النافع صاحبة التحقيق والتوثيق الأخت كاملة الكواري بهذا البحث في أذكار الصباح والمساء والبحث يقدم نفسه وهو على صغر حجمه جم الفوائد ، فيه فرائد وشوارد ، والقلم الذي كتب هذا هو ذاك القلم الذي دبَج لنا المجلى شرح كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى الذي لا يتركك إذا قرأته حتى تكون على حسنه وإبداعه من الشاهد ين .

وإذا كنت في شك مما أمليته عليك فسأل تلك الصفحات تجد الخبر اليقين . ويكفي أن هذا البحث وذاك يسقى بماء واحد من الدقة العلمية والتأصيل الصحيح والفهم البارع فزاد الله المؤلفة علماً نافعاً وعملاً صالحا لتواصل العطاء والإفادة .


كتبه : أبو عبد الله عائض بن عبد الله القرني

الرياض 25/ 4/ 1420هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل ذكره عدة للمتقين ، وجنة واقية للمؤمنين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بين للعباد فضائل الأذكار ، وما فيها من المنافع الكبار ، وكان به العمل في جميع الأعصار ، وبعد ،،
فقد كتب أئمة المسلمين مؤلفات في الأذكار التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأفردوا لأذكار الصباح والمساء مؤلفات أيضاً لعظم نفعها وضرورة المداومة عليها لحفظ الإنسان من الأعداء والأمراض والهوام إضافة إلى الثواب العظيم .
وقد اخترت أذكار الصباح والمساء من كتاب النووي وابن تيمية وابن القيم وابن الجزري وسلكت في كتابتها المنهج الآتي :
رتبت الأذكار حسب عددها ، فجعلت
أولاً : ما يقال مرة واحدة ،
وثانياً : ما يقال ثلاث ،
وثالثاً : ما يقال أربع ،
ورابعاً : ما يقال : سبع ،
وخامساً: ما يقال عشر ،
وسادساً : في فضل التهليل والتسبيح ،
وسابعاً : في فضل جوامع الأذكار

ابتدأت في كل فقرة بالأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما ، ثم بالأحاديث التي صححها أو حسنها الأئمة ثم بالأحاديث التي فيها ضعف أو سكت عنها أبو داود ، مع العزو إليهم في كل ذلك
سقت الأحاديث كاملة مع بيان فضلها ليعلم القارئ ذلك ، وجعلت متون هذه الأحاديث باللون الأحمر لأنها هي المقصودة .
ذكرت الروايات المختلفة لبعض الأحاديث ليستفيد القارئ ويعلم سبب الاختلاف الوارد في أذكار الصباح .
رجعت إلى أصول كتب السنة ومصادرها في ألفاظ الأحاديث ولم أكتف بما في كتب الأذكار التي أخذت منها
ذكرت الأحاديث التي سكت عنها أبو داود لأنها يصلح أن تكون من قبيل الحسن وخاصة إذا وافقه المنذري كما ذكر في خطبة الترغيب ، ولهذا قال العراقي في ألفيته :
قال : ومن مظنة للحسن **** جمع أبي داود ، أي في السنن
فإنه قال : ذكرت فيه **** ما صح أو قارب أو يحكيه
وما به وهن شديد قلته **** وحيث لا ، فصالح خرجته
فما به ولم يصحح وسكت **** عليه عنده له الحسن ثبت

وقال النووي في الأذكار ص36:
واعلم أن سنن أبي داود من أكبر ما أنقل منه ، وقد روينا عنه أنه قال : ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه ضعف شديد بينته ، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح ، وبعضها أصح من بعض . هذا كلام أبى داود ، وفيه فائدة حسنة يحتاج إليها صاحب هذا الكتاب وغيره ، وهي أن ما رواه أبو داود في سننه ولم يذكر ضعفه فهو عنده صحيح أو حسن ، وكلاهما يحتج به في الأحكام ، فكيف بالفضائل .
فإذا تقرر هذا فمتى رأيت هنا حديثاً من رواية أبى داود وليس فيه تضعيف فاعلم أنه لم يضعفه ، والله أعلم .
قد يكون في بعض الأحاديث ضعف ، وهذا لا مانع منه لأنه في باب فضائل الأعمال التي يرجو المؤمن فيها الثواب لسعة فضل الله وعظيم رحمته ، وهو صنيع بعض الأئمة كالنووي وابن تيمية في الكلم الطيب فقد ذكر حديث أبي الدرداء الذي رواه ابن السني وهو ضعيف ، وكذلك ابن القيم كما في الوابل الصيب وزاد المعاد .

ويؤيد ذلك ما قاله شيخ الإسلام في الفتاوى ( 18/65) :
قول أحمد بن حنبل : إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد ؛ وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ؛ وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال : ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به ؛ فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله ، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ؛
ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره ، بل هو أصل الدين المشروع .
وإنما مرادهم بذلك : أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع ، كتلاوة القرآن ؛ والتسبيح ، والدعاء ؛ والصدقة ؛ والعتق ؛ والإحسان إلى الناس ؛ وكراهة الكذب والخيانة؛ ونحو ذلك ، فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها : فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به ، بمعنى : أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب ، كرجل يعلم أن التجارة تربح ، لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره ، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالاسرائيليات ؛ والمنامات وكلمات السلف والعلماء ؛ ووقائع العلماء ونحو ذلك ، مما لا يجوز بمجرده اثبات حكم شرعي ؛ لا استحباب ولا غيره ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب ؛ والترجية والتخويف .
فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع فإن ذلك ينفع ولا يضر ، وسواء كان في نفس الأمر حقاً أو باطلاً ، فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه ؛ فإن الكذب لا يفيد شيئاً ، وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام ، وإذا احتمل الأمرين روى لامكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه ، وأحمد إنما قال : إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد ، ومعناه : أنا نروي في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم وكذلك قول من قال : يعمل بها في فضائل الأعمال ، إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة ، مثل التلاوة والذكر ، والاجتناب لما كره من الأعمال السيئة ا0هـ .

وقال النووي في الأذكار ص27 :
قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً ، وأما الأحكام : كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق ، وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك ، كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة ، فإن المستحب أن يتنزه عنه ، ولكن لا يجب ا0هـ
وبهذا نعلم انه لم يختلف شيخ الإسلام مع النووي في جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل بل في استحبابه كما هو ظاهر .
ملف مرفق
نوع الملف » doc تـحفة الأبرار فـي أذكار طرفي الليل والنهار.doc‏ (108.0 كيلو بايت, عدد المشاهدات » 0)
اضافة رد مع اقتباس