مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 11/12/2001, 08:45 AM
عـــواكيس عـــواكيس غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 16/11/2000
مشاركات: 567
Unhappy أقسم با الله العظيم أن أنشر هذا المقال

بسم الله الرحمن الرحيم

أقسم با الله العظيم أن أنشر هذا المقال

يقف العالم بأسره، وعلى رأسه المتحضرون في الغرب، بصمت مخجل ومتآمر، أمام مجزرة مزار شريف التي ارتكبتها قوات التحالف الشمالي بمساعدة الطائرات الأمريكية والوحدات البريطانية الخاصة، وراح ضحيتها اكثر من ستمائة أسير حرب معظمهم من الأفغان العرب. نحن نعرف كيف انتهت هذه المجزرة ولا يريدون لنا أن نعرف كيف بدأت، لأن جميع الأسرى جرى ذبحهم ولم يتركوا أسيرا واحدا على قيد الحياة حتى لا يفضح رواياتهم المزورة.

و يمضي عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي قائلا : قالوا لنا إن هؤلاء الأسرى تمردوا على حراسهم و أحدهم فجر نفسه في عملية انتحارية وهي كلها روايات كاذبة مغلوطة تهدف جميعا إلى إخفاء الجريمة الحقيقية بكل أبعادها المرعبة وغير الإنسانية، وهذه هي أسبابها:


الفصل الأول من الرواية الرسمية يقول إن مقاتلا شيشانيا (ثم قيل لاحقا انه طالباني) أخفى قنبلة في عمامته، وفجرها في نفسه و أحد الحراس. وعزوا وجود هذه القنبلة في العمامة إلى عدم تفتيش هؤلاء تفتيشا دقيقا عند أسرهم، وهي كذبة رخيصة مكشوفة، فهل يعقل أن لا يتعرض هؤلاء للتفتيش وهم الذين تصفهم المخابرات الأمريكية التي تدير الحرب والتحالف الشمالي، بأنهم اخطر الإرهابيين في العالم، ثم من الممكن أن يخفي أحدهم قنبلة في عمامة، ولكن هل يعقل أن يخفوا أسلحة ثقيلة ومدافع رشاشة في عمامتهم؟

الفصل الثاني من الرواية الرسمية الثانية تقول أن ضابطين من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ذهبا إلى مقر الاعتقال، وبدأ في استجواب الأسرى، وعندما سألا أحد الأفغان العرب عن أسباب وجوده هنا في قندوز أجاب بقوله انه هنا لقتل أمثالك (أي الأمريكي) ثم هجم عليه وقتله بعد أن جرده من سلاحه. وهذه الرواية على درجة لمن الهبوط والسخافة لدرجة أنها لا ترتقي إلى مستوى أفلام حسن الإمام.
فهل يعقل إن ضباط المخابرات الأمريكيين على هذه الدرجة من السذاجة بحيث يذهبون إلى مجمع الاعتقال ويحققون مع أسرى على هذه الدرجة من الخطورة في باحة المعتقل أو في عنابر الاعتقال وليس في غرف خاصة معدة لذلك إعدادا جيد آ.

الفصل الثالث يقول إن هؤلاء المقاتلين افتعلوا التمرد من اجل أن يقاتلوا حراسهم حتى الموت. فإذا كان هؤلاء يريدون فعلا القتال حتى الموت أما كان الأجدر بهم أن لا يستسلموا من الأساس، وان يصمدوا تحت الحصار المفروض عليهم، وان لا يفاوضوا لخروجهم أحياء.

هؤلاء الأسرى كانوا ضحية خدعة، فقد صدقوا الوعود الأمريكية الأفغانية الشمالية بتأمين سلامتهم، إذا ما ألقوا سلاحهم، وعندما فعلوا ذلك، جرى سوقهم إلى القلعة المسلخ لمواجهة عمليات إعدامهم دون رحمة أو شفقة، وبإشراف مباشر من المخابرات المركزية الأمريكية والوحدات الخاصة البريطانية. أما ما تبقى بعد ذلك فهو تفاصيل ثانوية لا تستحق التوقف عندها.

نعم.. قد يكون بعض هؤلاء قد تمرد وقرر الدفاع عن نفسه بعد أن اتضحت له خطوط المؤامرة واضحة، فطالما انه سيواجه الإعدام لا محالة، فلماذا لا يقاوم ويموت بكرامة وشرف!

جميع قادة التحالف الشمالي الميدانيين أكدوا أمام عدسات التلفزة العالمية أثناء حصارهم لقندوز أن المقاتلين الأجانب في صفوف الطالبان لن يخرجوا من هذه المدينة أحياء، وسيذبحون جميعا، و لعلهم ينطلقون في موقفهم هذا من تعليمات تلقوها من قيادتهم الأمريكية في هذا الخصوص.

فالسيد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي قال في اكثر من مؤتمر صحافي انه يفضل قتل جميع المقاتلين الأجانب، وسيكون آسفا لو خرجوا من حصار قندوز أحياء، لأنهم سيعودون لارتكاب جرائمهم الإرهابية.

هذا هو السيد رامسفيلد ممثل العدالة المطلقة ورسول الحرية والقيم الأخلاقية الغربية التي يقاتل تحت راياتها الغرب المتحضر اليوم في أفغانستان وغدا في العراق، وبعد غد في إيران وسورية واليمن

مجزرة مزار شريف هي واحدة من ابشع جرائم الحرب، وامتحان حقيقي للأمم المتحدة وميثاقها ومؤسساتها، مثلما هي امتحان للقانون الدولي، وكل المنظمات الإنسانية في العالم، فأما النجاح في هذا الامتحان بفتح الملفات جميعا وتقديم المسؤولين إلى محكمة مجرمي الحرب في لاهاي، واما السقوط في العار والنفاق والازدواجية، والاعتراف بان العالم بات محكوما بشريعة الغاب الأمريكية.

عبد الرشيد دوستم القائد الشمالي الذي قاد هذه المجزرة هو مجرم حرب مثله مثل ميلوسيفتش وكراديتش وشارون، يجب أن يواجه العقاب الذي يستحق. ويشاركه الجرم نفسه كل من تستر عليه، وشجع على جرائمه، من المسؤولين البريطانيين والأمريكان.

الأمم المتحدة أيضا مجرمة، وتتحمل مسؤولية اكبر، لأنها لم تفضح هؤلاء وجريمتهم، ولأنها أيضا ادعت على لسان مبعوثها الأخضر الإبراهيمي، أنها لا تستطيع الإشراف على استسلام هؤلاء، بحجة عدم وجود التسهيلات اللازمة، معطية بذلك الضوء الأخضر لتنفيذ المجزرة.

أما المسؤولون العرب فقد اثبتوا انهم أسوأ من شهود الزور. فالذين!جرى ذبحهم مواطنون لهم حقوق المواطنة، حتى لو كانوا مجرمين و إرهابيين وحكوماتهم مطالبة بالسؤال عنهم والدفاع عن حياتهم، و إعادتهم إلى بلدانهم ثم بعد ذلك محاكمتهم إذا كانوا قد اخطئوا أو ارتكبوا ممارسات تخالف القانون.

كنا كمواطنين عرب مستهدفين بالقمع والذبح من قبل حكوماتنا وأجهزتها الإرهابية الأمنية، و الآن أصبحنا مستهدفين مرتين، مرة من هذه الأجهزة، ومرة أخرى من العالم الغربي المتحضر، فكل عربي بات إرهابيا والعالم الإسلامي كله اصبح قلعة "قالا- اي جاهنجي " في مزار شريف التي ستدخل التاريخ كشاهد على ابشع المجازر البشرية، فهذه حرب إبادة وإذلال للعرب أولا، والمسلمين ثانيا، والأيام بيننا
اضافة رد مع اقتباس