حــوار صــريــح مــع طــفــل ثــائــر ( 1 ) ؟ [align=center]أحبتي ،،
هذا الحوار مع الطفل الصغير ،،
ليس إلا خيال وإبتداع ،،
ومحاولة لإيصال فكرتي وأفكاري من خلال شخصية الطفل ،،
محاولة خيالية لا أكثر ،، ولكنها تُعبّر عن آرائي وأفكاري ،،
وأي ملاحظات أو إنتقادات أن تحت الأمر وأتقبلها بصدر رحب ،،
وستلاحظون وجود معلمة بدلاً من معلم ،، وهذا لأني مدير مدرسة أجنبية ،،
وحين حضرت تلك الفكرة في رآسي كانت المدرسة مُختلطة ،،،
بينما الآن تم الفصل النهائي في كافة المراحل والفصل في الطاقم التعليمي
والإدراي لقسمين رجال ونساء ،،
أترككم مع الحوار ،،
..................................................
طفل لم يتجاوز السادسة من العمر وجدته في ساحة المدرسة ،،
أستغربت وجوده خارج الصف ،،
فكان هذا الحوار :
المحامي :
لماذا أنت خارج صفك ؟
الطفل الثائر :
معلمتي غائبة ،، ولا يوجد عندي ما أفعلهُ داخل الصف ،، فأستأذنت من
المعلمة البديلة للبقاء في ساحة المدرسة ،، طالباً نوع من التأمل .
المحامي :
ألا تحاول أن تستفيد من هذا الوقت في مراجعة دروس أخرى ؟
الطفل الثائر :
أستاذي أنا أراجع دروسي أولاً بأول في البيت ، أما في المدرسة فأنني
أفرغ نفسي ،، وأفتح خلايا عقلي لأستقبال سيل من المعلومات التي لا حول
لنا فيها ولا قوة ،، نُجبر على تقبلها دون رغبةً منا أو حتى مشاركة فيها
أو حتى نقاش في مُعظم الأحيان ،،
المحامي :
ماذا تقصد ؟؟
الطفل الثائر :
ما أقصده أن طريقة التعليم في أغلب الدول العربية قائمة في مُجملها على
إفراغ المعلم أو المعلمة ما في جعبتهم من المعلومات في آذان الطلاب
والطالبات دون أن يكون لهؤلاء الطلاب والطالبات دور في ذلك ،،
فقط مُستعمين لا أكثر ،،
المحامي :
لم أفهم جيداً هل لك أن توضح بشكل تفصيلي أكثر ؟
الطفل الثائر :
نعم أستاذي ،،، تدخل المعلمة ( المعلم ) للصف ،،
وقد حضّرت لدرسها ودروسها في البيت بشكلٍ جيد وسليم ،،
فتقوم بكتابة المعلومات الرئيسية والعناوين على
لوحة الكتابة في الصف ( السبورة )
ثم تطلب من طلابها إلتزام الصمت معلنةً بداية طوفان من المعلومات لا
يجد الطالب بدّاً من تقبلها وسماعها من المعلمات أو المعلمين ،،
( طبعاً نُدخلها من الأذن اليمنى ،، لتجد طريقها للخروج من الأذن اليسرى )
حتى آخر دقيقة من مدة الحصة الدراسية التي هي في الغالب عبارة عن
45 دقيقة أو 50 دقيقة ،،
وهذا الإلقاء من المعلمة ( المعلم ) أو هذا النهر الجارف من المعلومات ليس
للطالب فيه أي دور تفاعلي أو نقاشي ،،
كل ما علينا هو الإستماع فقط دون أن نبدي آراءنا أو نناقش في نقاط الموضوع ،،
أو نبدي وجهات نظرنا فيما إستمعنا لهُ ،
المحامي :
الآن فهمتك ،،، ولكن ما دمت فتحت الموضوع وأنا أؤيدك تماماً ،،
السؤال هو :
ما هو المطلوب من المعلمة أو المعلم من وجهة نظرك ؟؟
الطفل الثائر :
من المعروف أن المعلمة تحضّر للدرس في منزلها ،، وكذلك نحن الطلاب،،
لذا ما المانع من طرح الموضوع في الصف ،، للنقاش أمام الطلاب ،،
ويكون للمعلمة ( المعلم ) دور التوجيه وتصحيح المعلومات والباقي يكون على
الطلاب يطرحون ويناقشون بعضهم البعض ويناقشون المعلمة ولا مانع من
الدخول بين الفينة والأخرى من قِبل المعلمة للتحدث قليلاً عن موضوع
الدرس ،،،
وتصحيح طريقة الحوار إذا لاحظت أن طلابها بدأو يبتعدون عن جوهر الدرس ،،
إن لهذا الجو التفاعلي دور كبير في إثراء العملية التعليمية
وجعل الطلاب أكثر إحساساً بأهمية الدرس والمدرسة ،،
فمن المعروف أن الطفل والمراهق أكثر حباً للمناقشة وطرح الأسئلة ،،
لذى لما لا نجعل لهذ الحب دور في إضفاء روح النقاش
والحوار على الحصص الدراسية ؟؟
أستاذي ،،،
إن الطريقة المُتّبعة حالياً من إستقبال المعلومات وتخزينها فقط ،،
تُعلم الطلاب والطالبات أن دورهم في الحياة مُقتصر دائماً على التقبل دون
تفكير فيما يقال أو يُنقل لهم ،، تُعلمهم أن كل شيء يسمعونه يجب أن
يأخذوه على علاّته دون محاولة التفكير العقلي السليم المبني على عدم
تقبل الشيء دون تمحيصه في العقل وتنقيحه في الفكر ،،
تعلمهم الإعتماد على الآخرين دون محاولة بناء نفسه بنفسه ،،
المحامي :
نعم حبيبي الصغير .. كلامك عين العقل ،، بل هو الحقيقة الماثلة أمامنا وأنا
أشكرك على إثارة هذا الموضوع الجميل والحسّاس ،،
والغريب حقاً أنه صدر منك وأنت طفل صغير ،، بينما ينعم مسؤولينا
بمقاعدهم الوثيرة ومناصبهم التي لن تدوم لهم ،،
دون أن يتحركوا ويحركوا العملية التعليمية في بلادنا ،،
نعم إن كلامك صحيح من كل جهاته ،، وقد لاحظت في الطريقة التعليمية
الغربية أنها قائمة على النقاش والحوار وتجعل الطلاب والطالبات
هم ن يتحدثوا ويناقشوا ويثيروا النقاط ،،
فتجد الصف كله عبارة عن نقاشات وحوارات بين الطلاب وأساتذتهم ،،
بينما المعلم أو المعلمة دورهم توجيهي وتصحيحي مع بعض الوقت للشرح ،،،
الطفل الثائر :
نعم أستاذي ،، إن السبب الوجيه في قلة العلماء في عالمنا العربي
والأسلامي راجع للطريقة العقيمة في التعليم والتي عفى عليها الزمن ،،
وأيضاً للمناهج التي لم تتطور منذ زمن طويل ،، يجب على مسؤولينا أن
يطوروا من الطرق التعليمية في مدارسنا ومعاهدنا ،،
وأن يطوروا من مناهجنا بحيث لا يتعارض مع شرعنا الإسلامي وعقيدتنا السمحاء
ودون أن تُسبب لنا تراجع فكري وعلمي عن بقية الدول التي أصبحت
تصنع ونحن نستورد ،،
يجب علينا أن نعلم أطفالنا النقاش ،، والحوار،، والتفكير ،، لأنه
هو من يفتح عقولهم وينمي تفكيرهم بشكل سليم على عكس التلقين والحفظ ،،
ما أطالب به أستاذي هو :
دخولنا إلى عالم التطور العلمي والتكنولوجي وهذا لن يتأتى لنا إلا بالعلم والعمل
بالتفكير والحوار والنقاش ..
المحامي :
الله على هذا الكلام أنا معك في كل كلمة نطقت بها ،،
عزيزي أنا أستأذنك فقد حضر لي ضيوف ،،
ويجب أن أقابلهم في مكتبي ،، ولكن يجب أن نُكمل الحوار ،،
قال الطفل الثائر :
حاضر أستاذي وانا تحت أمرك ،،
ملاحظة :
أنتظروا الجزء الثاني من الحوار مع الطفل الثائر ،،،
( نـــــفـــــق إلـــــى الـــــذاكــــــرة )
يقول الــمــلــك فــيــصــل رحمه الله :
( لو لم أكن ملِكاً ،،،، لكنت معِّلماً )
ويقول لـــوي لامـــــــور :
( أفضل الأشياء التعلُّم ،، فالمال يُسرق ،، والصحّة تعتلّ ،، والقوة تنتهي
أمّا ما تتعلمهُ ،، فيبقى لك مدى الدهر )
تقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،
اخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة ..... سعود العتيبي [/align] |