مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 12/09/2005, 10:50 PM
زعيم روما زعيم روما غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/03/2002
المكان: roma alriyadh
مشاركات: 4,312
الله يحشرهم مع اسيادهم

والشر الان كله من هولاء المنافقين


وانظر ايضا ما كتبته الكلبة في جريدة الوطن



______+++++++++++++++++++++



كاترينا: أزمة الضمير العربي

نادين البدير*
نعاني اليوم من فرقة عالمية، أحدثها أناس استخدموا الإيديولوجيات والمذاهب ليفصلونا عن بعضنا، أصروا على أن يكون معيار الحكم على البشر هو الملة والدين، ليس ذلك فقط، بل عمدوا إلى تصنيف المناطق الجغرافية بحسب مذاهب قاطنيها، مناطق كافرة وأخرى نصرانية وهذه مسلمة سنية وتلك يقطنها الشيعة وأخرى للصوفية... ملل لا تنتهي ولن تنتهي يوما.
وقد ظهرت مؤخرا تقليعة جديدة لأولئك المفرقين، حيث عمدوا إلى تقسيم الكوارث الطبيعية بحسب ملة ضحاياها، وعليه فإن جميع الكوارث التي تصيب مناطق العالم الآهلة بالكفار تصنف على أنها انتقام من الله، أما الكوارث التي تصيب مناطق المسلمين فتقع تحت بند الابتلاء أو البعد عن الدين كما حدث في تسونامي، تلك المنطقة الواقعة جنوب شرق آسيا والتي كثرت فيها الموبقات التي تجذب الرجال، ولعل ذلك هو السبب في أن أكثر من وجه الشماتة لتسونامي كن سيدات سئمن من خيانة أزواجهن لهن. الطريف أن ذلك التقسيم لم يتطرق إلى تصنيف الكوارث الطبيعية التي حدثت في الأرض قبل أن يخلق الإنسان.
الرئيس بوش يسقط حكم البعث العراقي، فينتقم الله من سكان نيوأورلينز (أغلبيتهم من السود) يرسل عليهم إعصار كاترينا ليقتلع الأخضر واليابس، فيشردون ويفقدون المأوى والمأكل.
لكن الرئيس الأمريكي باق معافى وسياسات البيت الأبيض لم يصبها الإعصار، حتى الاقتصاد الأمريكي لم يصبه الإعصار، فهناك مخزون أمريكي ضخم من النفط يبعد فكرة سقوط الاقتصاد الأمريكي.
تركيا تتحول إلى دولة علمانية فينتقم الله من الشعب التركي بزلازل وهزات قاتلة. هل ينتقم الله من الحكومات بتدمير شعوبها؟
إذا كانت نظرية الانتقام صحيحة فلماذا لم يصب الإعصار واشنطن فيهدم البيت الأبيض أو مقر البنتاجون انتقاما من السياسات الأمريكية الخارجية؟.
ثم يتدافع الناس بفعل فاعل على جسر الأئمة، فنسمع شماتة بعض السنة في قتلى الشيعة، كان مؤثراً ما أذاعته قنوات الإعلام العربية عن قصة الشاب السني الذي دفع حياته ثمنا لإنقاذ ستة من الشيعة. وقتها تجلت بالفعل واحدة من أسمى المهام التي يمكن للإعلام العربي القيام بها، نشر التسامح بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
هناك على الضفة الأخرى، لم نسمع أحداً من مسيحيي العالم أو يهوده وهو يصيح شامتا في ضحايا جسر الأئمة. وحين حدثت تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة كانت المفاجأة أن تعرض إسرائيل يد المساعدة، وعندما زلزلت الأرض في "قم" الإيرانية وتشرد أهلها عرضت الولايات المتحدة المساعدة للدولة الإيرانية. كم كان جميلا وإنسانيا أن تمد الحكومة السعودية يد المساعدة للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فتك إعصار كاترينا بعشرة آلاف أمريكي.
وفي الوقت الذي قدمت فيه المساعدات الأمريكية لضحايا تسونامي المسلمين، كان العرب منشغلين بقضاياهم التي لا يريدون لأحد تعكير صفوها ورتابتها، قضيتان تشغلان العرب اليوم هما فلسطين والعراق فقط لا غير، يزعمون عند دفاعهم عنهما بأن دافعهم إسلامي بحت. ألم يكن السودان مسلما طوال السنوات المنصرمة؟ لو أنه امتلك نفس المساحة من الاهتمام التي أولاها الإعلام العربي للعراق لكان له شأن آخر بين العرب، كوسوفو أيضا كانت مسلمة، شعوب تسونامي كانت مسلمة، مَنْ مِنْ العرب ساهم بإنقاذهم؟ لا أحد. ذلك دليل على أن المصالح السياسية والاقتصادية هي التي تحرك العرب اليوم لا روابط الدين أو العرق.
وعودة إلى الشماتة التي يوجهها بعضنا إلى مصائب وكوارث العالم والتي لن تخدم قضايانا بقدر ما ستسيء إليها، فقد تمكنا من تصدير مفهوم خاطئ عن الإسلام للعالم وهو أنه دين حقد لا يشفي غليله سوى رؤية دماء أتباع الديانات الأخرى، أما الآخرون فيثبتون يوما تلو الآخر أن المسيحية دين محبة واليهودية دين سلام، والحقيقة هي أن الديانات الثلاث ليس فيها ما يحرض على الدماء والقتل، فالعنف من صنع البشر ولم يكن أبدا مطلباً من السماء العادلة.
كنت لا أزال على مقاعد الدراسة حين قلت لزميلاتي: تم اغتيال الرئيس اللبناني بالأمس. مسكين، ردت المدرسة قائلة: ذلك المسيحي كافر، يستحق القتل.
لم يعد هناك بعد إنساني في نظرتنا للأمور أو في حكمنا على الأشخاص، لم نعد نحزن أو تدمع أعيننا لرؤية الدماء، بل إن أكثرنا حين يسمع عن حادث لطائرة أو تصادم أحد القطارات، يصيبه الحزن ثم يتساءل عن ملة القتلى، ويعلم أنهم من الكفرة، فيريح ضميره ويكفكف بكاءه، ثم يقول: الله أكبر.
وفي عالمنا العربي تتكاثر وتكثر الطوائف والمذاهب ولكن هناك من يعمل دوماً على إقصاء الآخرين، أما هناك حيث الكفر والإلحاد، لن يغلب أحد وهو يبحث عن مسجد ليصلي فيه الجمعة، وفي أشد المناطق الأوروبية تعصبا وكاثوليكية سمعت أذان المغرب في رمضان. مساجد كثيرة منتشرة في أوروبا وأمريكا لم يهدمها أحد حتى بعد التفجيرات.

*كاتبة سعودية
اضافة رد مع اقتباس