مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #4  
قديم 05/09/2005, 03:16 AM
الهلالي الثقفي الهلالي الثقفي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 23/03/2005
المكان: ..
مشاركات: 2,640
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الغالية جوليانا

أحيي فيكي روح الأيمان و حب الخير و الغيرة

الكلام عن الحجاب يأخذ أبعاداً كثيرة

و البحث في أقوال العلماء يأخذ

الوقت و الجهد

و لكنك

أختصرتي الموضوع

و جعلتي الخطاب موجه للفتاة المسلمة

و لذلك

فأني أنقل لكل أخواتي

هذه الرسالة >>>>>> بتصرف

كتبتها الأخت رحاب


رسالة إلى امرأة متبرجة



رحاب عبدالعزيز سعد الدوّاي


أختاه :

أخاطبك باسم الأخوة التي تجمعنا .. وإني لعلى يقين أن بذرة

الخير وحب الدين والغيرة على محارم الله لا تزال فيك غضة طرية ..

وأن نور الإيمان ما زال يضيء جنبيك ..لكن ..قد تكون

نزوة أو طيشا أو حب التقليد ..!

ومتابعة كل جديد مهما كان مصدره ..هو ما دفعك

إلى ارتداء هذه العباءة المتبرجة .

أختاه :

إنني أكتب لك رسالتي هذه .. لعلها تصلك وأنت ترفلين

في ثياب الطهر والعفاف .. وتتقلبين في نعمة الإسلام ..

الذي رفع منزلتك وأكرمك أيّما تكريم .

إنها رسالة أخت لأختها التي تريد لها من الخير ما تريد لنفسها ..

فهات يدك .. ضعي يدك في يدي لنسير معا على نهج الحق المستقيم

الذي سار عليه أسلافنا الصالحون من قبلنا ..

يقول الله تعالى : ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريدالذين يتبعون الشهوات

أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) .

يريدك ربك عزيزة كريمة كالجوهرة المصونة وكالدر المكنون ..

لقد أكرمك الله أما وبنتا وزوجة .. في صغرك وشبابك ومشيبك ..

لقد كانت المرأة قبل الإسلام مهدرة الكرامة وكان الرجال يتشاءمون منها ..

اقرئي قول الله تعالى : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّا

وهو كظيم أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يزرون ) .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء

أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم )

هذا بعض شأن المرأة قبل الإسلام حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم

فانتشلها مما هي فيه وأكرمها وأعزها وحفظها وصانها

وما هذا الحجاب إلا من ضمن ما خُصّتْ به المرأة تكريما

وتشريفا وصيانة لها .. فهو كالحصن الحصين فإياك إياك

أن تعتقدي أو تظني أن الحجاب عادات وتقاليد ورثناها عن أسلافنا ..

تتقادم مع مرور الزمان .. بل هو عقيدة وعبادة نتعبد الله بأدائها

كما شرع وهو درع يحميك ممن في قلوبهم مرض ومن خائنة الأعين

فلا تنساقي خلف تيار الحضارة الزائفة بدعوى مسايرة

الموضة وإني أذكرك بقول الله جل وعلا : ( وقل للمؤمنات يغضضن

من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها

وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ...)

إلى آخر الآيات من سورة النور .

أما قوله تعالى : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )

أي على نحورهن وصدورهن ليخالفن شعار نساء الجاهلية اللاتي

كن مسفحات بصدورهن وأعناقهن وذوائب شعورهن ..

فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن .

والخمر : جمع خمار وهو ما يغطى به الرأس ..

و روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " رحم الله نساء المهاجرين

الأول لما أنزل الله ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن مروطهن فاختمرن بها " .

وقوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) فيه بيان لمحارم المرأة الذين يجوز

لها أن تظهر عليهم بزينتها لكن من غير تبرج .

وتقول أم سلمة رضي الله عنها لما نزل قوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن )

خرجت نساء الأنصاركأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية ..

أي لبسن الثوب الشامل المحيط بالجسم كله

ويقول العلامة النيسابوري : يدنين من جلابيبهن

أي يرخين عليهن طرفا من الجلباب فأمرن بستر الرأس والوجه

وذلك في تفسير قوله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك

ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى

أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما )

روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما

أنه قال في هذه الآية : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن

في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب

ويبدين عينا واحدة ( قال الصابوني : هذا النص عن ابن عباس صريح

في وجوب ستر الوجه وكذا رواية ابن كثير عن ابن سيرين

وغيرهما من الروايات الصحيحة الصريحة بوجوب ستر المرأة وجهها ) .

قوله تعالى : ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )

أي ذلك التستر أقرب بأن يعرفن بالعفة والستر

والصيانة فلا يطمع فيهن أهل السوء والفساد .

وأسوق لك فتوى فضيلة الشيخ محمد العثيمين ـ حفظه الله ـ

عندما سئل عن حجاب المرأة وحكم تغطية الوجه ؟

فقال : ( .. ولا ريب أن كشف وجه المرأة سبب للفتنة ويدعو للافتتان

بها ولأنه محل الرغبة والطلب لأن الناس إنما ينفرون من المرأة

لقبح وجهها إذا كانوا يقصدون الجمال الظاهر ) .

ولما سئل ـ حفظه الله ـ عن النقاب وأن كثيرا من النساء يكتحلن

عند لبسه خاصة أنه متسع تظهر منه العينان

وجزء من الوجه أجاب بأنه : ( لا يفتي بجواز النقاب ويرى

منعه لأن ذلك ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز ويرى

أن تتقي المرأة ربها ولا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه ) .

وعندما سئل ـ رعاه الله ـ عن ستر الوجه وكم طبقة

من غطاء الوجه ينبغي أن تضع المرأة على وجهها أجاب بأن:

( المرأة يجب أن تستر وجهها عن الرجال غير المحارم

لا أن تستره بما يصف لون البشرة سواء كان طبقة أو طبقتين أو أكثر ..

والمهم أن تستر وجهها بما لا يصف وليس المقصود أن تضع ( شيئا )

على وجهها بل المقصود ستر الوجه فلا يبين لغير المحارم )

من ـ فتاوى منار الإسلام ـ الجزء الثالث بتصرف يسير .

وبعد أختــاه :

ألقي نظرة على هذا الذي تلبسينه مما يسمى تجاوزا أو كذبا وزورا..

عباءة وغطاء وجه ورأس .. هل ترين فيها ما يسمى حجابا ؟!

ولأذكرك ببعض شروط الحجاب الشرعي .. فانظري أيها ينطبق

على ما تلبسين منها :

ـ أن يكون ساترا لجميع البدن

ـ غير محدد لمعالمه

ـ فضفاضا سابغا

ـ ولا يكون ثوب زينة أو شهرة

ـ ولا يكون ضيّقا ولا يشف ولا يبين ما تحته

ـ ولا يكون معطرا

أما غطاء الوجه والرأس .. فلا أراه مما جاء به الشرع

فهو مجرد ( شيء ) تضعينه على وجهك لا يستر ولكن

يظهر مفاتنه ويزيده جمالا .. كيف والعيون كحيلة ..

والوجه مليء بالأصباغ ..فماذا بقي ؟‍

أختـــاه :

أما وقد بلغت وبلغك البيان .. وحكم لباسك هذا ..

فإني أحذرك غضب الله وعقابه .. فإنما الأعمال بخواتيمها

وإن الله يغار أن تنتهك حرماته .. فبادري إلى نزع

ما تلبسين والبسي لباس الحشمة والحياء واستتري

عن أعين الرجال وغطي وجهك ورأسك وبدنك كله ..

وأذكرك بأن الله قد حذر من مخالفة أمره ..

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم .


أختك رحاب عبدالعزيز سعد الدوّاي ـ الرياض
مجلة الدعوة ـ العدد 1691ـ 27 محرم 1420 هـ

نالت هذه الرسالة الجائزة الرابعة في المسابقة التي نظمتها مجلة الدعوة من بين ستة آلاف رسالة إلى امرأة متبرجة

[/align]
اضافة رد مع اقتباس