مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #12  
قديم 16/12/2021, 03:48 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
DAWADMI DAWADMI متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 41,166


الخميس 12 جمادى الأولى 1443هـ 16 ديسمبر 2021م




ديربي العصر



في الـ 03:15 عصرًا.. تتجه الأنظار والقلوب نحو “درة الملاعب” ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، العاصمة السعودية، التي تعيش اليوم صخبًا عاليًا حيث قطبيها الهلال والنصر.. في قمة العصر والعصر.. ضمن “المؤجلة” بينهما من الجولة الثامنة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
الأزرق في حالة مريحة عقب تحقيقه اللقب الآسيوي، إلا أنه على صعيد الدوري يريد الفوز ولا غيره عقب تعثرات عدة، إضافة إلى أن هذه المواجهة ليست كغيرها إذ إنها أمام الغريم التقليدي.. في الطرف الآخر الأصفر الجريح يسعى لمحاولة تصحيح مساره ومصالحة جماهيره بعد خسارة آسيوية من الند اللدود وهزائم وتعثرات كثيرة دوريًّا.. مواجهة لكل من طرفيها أهداف مختلفة تحت عنوان من يعصر الآخر

؟مستجدات الهلال:

ـ كويلار سيلعب مكان كنو
ـ حمد اليامي بديلا عن محمد البريك
ـ جارديم المدرب اهتم بالكرات الرأسية


مستجدات النصر:
ـ روسو يحدد تشكيلته قبل المباراة بأربع ساعات
ـ وجه عبد الإله العمري بشكل مكثف
ـ لم يجرِ مناورة منذ تسلمه مهام التدريب




يخوض البرتغالي ليوناردو جارديم، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، وميجيل أنخل روسو، نظيره الأرجنتيني في النصر، تحديًا جديدًا على صعيد مواجهات الديربي اليوم، بعد مسيرة حافلة بمثل هذه المباريات في مسيرتيهما، حيث سيكون ديربي الرياض الديربي الرابع بالنسبة لجارديم، بعد ديربيات في فرنسا والبرتغال واليونان، فيما حضر روسو على الدكة في 6 ديربيات مختلفة بين الأرجنتين وكولومبيا والبيرو وتشيلي.
وفي الوقت الذي أدار فيه روسو أكثر من ضعف عدد الديربيات التي أدارها نظيره، يملك جارديم نسبة فوز أعلى في هذه التحديات، مستفيدًا من تجربته الناجحة مع موناكو في فرنسا.


الحائط الأ خـير



ألفت الأعين وجه أمين بخاري الشاب الطويل، النحيل، رشيق الحركة وسريع البديهة، قبل أن يتم العشرين ربيعًا..
كان حينها يذود عن عرين الأخضر السعودي في كأس العالم للشباب في 2017.. بخاري غادر إلى محطة العين معارًا من فريقه النصر الموسم الماضي، وهناك علا فوق الحاجب.. وعاد من الباحة إلى العاصمة محملًا بالنصر، عاد ونسف مقولة زميله وليد عبد الله الشهيرة عندما ذكر ذات عفوية ومجاز فني “وليد يمرض.. ولا يموت” لأن بخاري أصبح الحارس الأمين في النصر العالمي أو هكذا ينظر إليه المتفائلون بغد أكثر إشراقًا في مدرج الشمس. هناك وعلى القائم المقابل يقف رجل يفوقه بخبرة 10 أعوام، وذهب لا مثيل له، وأمجاد لا تضاهى.. إنه المعيوف عبد الله أسد الحراسة الهلالية وسيد الكأسين الآسيويتين العصيتين قبله.
المعيوف أيضًا غادر الهلال من الأبواب الخلفية موسم 2007 إلى أهلي جدة، لكنه عاد إليه بعد عقد من الزمن، بطلًا واثق الخطى.. معتليًا هامة المجد. المعيوف صاحب 945 دقيقة مع الأخضر السعودي، مصدر الاطمئنان والطمأنينة حين هدير القوة الزرقاء أو حتى صمتها. المعيوف تحدى المعوقات.. قهر الصعوبات.. وكان رجل أصعب اللحظات المصيرية في مسيرة زعيم آسيا..
المعيوف، حارس يختصر حضور القلق عندما يغيب.. هنا الحائط الأخير في الديربي الكبير المنتظر الليلة هذه ..



الطريق الأيمن



تحدٍ.. فتصدٍ.. فانطلاقة.. فتهديد.. مجموعة أدوار يقودها رجل واحد.. يؤديها السلاح الفتاك لأعظم المدربين.. من المرمى إلى الآخر.. يقف على ميمنة الصفوف.. يتأهب لإيقاف الزحف القادم من الضفة الأخرى.. يساند قلبي الدفاع في تخفيف وطأة الاختراقات الجانبية.. ويسهم في صناعة هجوم معاكس على الخصوم.. في الهلال والنصر.. ضدان متضادان.. بين الخبرة والعنفوان.. فالهلال يمتلك حمد اليامي الظهير الشاب القادم من القادسية.. صاحب الانطلاقات المميزة.. والتحركات المؤثرة.. وكأنه يطبق المثل القائل “من شابه أباه فما ظلم”.. حتى وإن لم يكن والده “تركي” اسمًا رياضيًا معروفًا.. إلا أن ما يميّز طريقة لعبه انطلاقاته من الأطراف مستغلًا قصر قامته في المراوغة والاختراق والوصول. أما النصر.. فقائده سلطان الغنّام الناضج كرويًا.. أحد أهم عناصر الفريق الأصفر.. يؤازر الدفاع.. يقود هجوم الطرف الأيمن.. يهدد ويسدد وأحيانًا يهز الشباك ويسجل. سلاح ذو حدين يحتاج إلى عملية توازن سريعة المعالجة.. عقلية نشطة.. وجسد قوي.. يواكب الهجوم والدفاع.. ويجيد الارتداد والتغطية.. جميعها مميزات يتحلى بها لاعبو الهلال والنصر.. وبينهما مسافة قطر كامل.. يسيران في خطين متوازيين بحثًا عن النقاط الثلاث.


الثقة المتجـــددة



على أرض المعركة، تدور رحى أحداث ساخنة.. وصدامات طاحنة.. مواجهات فردية.. وأخرى جماعية..
وفي عالم كرة القدم.. يتكرر المشهد.. ومعه يحضر الشهود.. يهتفون.. يصرخون ويحفزون .. وأحيانًا يشجبون.. أنظارهم تلاحق المستديرة.. يترقبون لحظة الهدف واهتزاز الشباك وقبل هذه اللحظة.. يحتدم الصراع.. ويحتد النزاع .. لتجاوز الخط الأخير..هنا.. في هذه المنطقة.. يقف جنود بواسل.. ينعتهم أنصارهم بالصناديد.. موقعة الهلال والنصر.. معركة تاريخية.. سجلاتها رصدت وترصد وسترصد أرقامًا وأحداثًا بعضها لم ولن يتكرر.. ومن أهم هذه الأرقام والأحداث ما يدور أمام المرمى.. حيث يقف المدافعون للذود عن شباكهم كما فعل بليهي الهلال بوقوفه في وجه هجوم النصر أثناء الموقعة الآسيوية الكبرى وأعقب ذلك بـ “ركزة علم أزرق” في قلب ساحة النصر ليقول كلمة فريقه بطريقة أخرى.. وبين الأمس واليوم.. قد يحضر متعب المفرج.. الفتى اليافع الشاب.. باحثًا لنفسه عن نصيب من اسمه يمني النفس بأن يصد الهجوم الأصفر.. وهي أمنية يشاطره فيها علي لاجامي لاعب النصر.. راغبًا في أن يلجم الأصوات المنتقدة له.. خاصة بعد الطرد الآسيوي ومساهمته في نقص أدى إلى مغادرة الساحة القارية وإفساح المجال للأزرق لتجديد عهد سيادة آسيا.



ممنوع الاقتراب



أعاد عبد الإله العمري مع عبد الله مادو، زميله في النصر ، بالحضور المميز محليًّا ودوليًّا، شيئًا من الزمن الجميل لثنائي الدفاع القوي المنيع والشرس المتين، الذي صنعه وأبقاه في ذاكرة السعوديين، العملاقان أحمد جميل ومحمد الخليوي ـ رحمه الله ـ صخرتا الدفاع الاتحادي السابقان. العمري الذي انطلق من وج في الطائف، قبل أن تلتقطه العيون الصفراء في 2015، أصبح القلب النابض في النصر، بعد إعارة قصيرة إلى الوحدة 2018، أعاد خلالها اكتشاف موهبته. وعلى الرغم من الإصابات التي يندى لها الجبين، غير أن العمري ظل رقمًا حاضرًا في قوائم المنتخبات السعودية المختلفة، سواء على صعيد الشباب كما كان في مونديال 2017 أو أولمبياد 2020، حتى اعتماد الفرنسي هيرفي رينارد عليه في قائمة جعلت الأخضر على هرم مجموعته المونديالية.
وعلى الضفة الأخرى، يستند الهلال على جدار جانج هيون، القلب الشجاع والشمشون الكوري الذي لا يهاب أحدًا.. رجل دفعه الشغف إلى التمسك بالكرة وعدم إتمام الخدمة العسكرية، ما حرمه تمثيل كوريا الجنوبية مدى الحياة، هذا الحرمان لم يطل قصته مع أزرق العاصمة، الذي توج معه على عرش الكرة الآسيوية مرتين. هيون الذي انضم إلى الهلال 2019، أصبح في جعبته 5 بطولات كبرى جعلت عشاق الأزرق يرددون “هيون.. كل شيء لعيونك يهون”.



الجبهة الشمالية



التاريخ يحفظ أسماء المهاجمين.. والسجلات تدونها بماء من ذهب.. ليس لأنهم ماهرون فقط.. بل لارتباطهم بالأرقام والنتائج.. هذه الحقيقة قد تنطبق على ياسر الشهراني، الظهير الأيسر لفريق الهلال.. فمنذ قدومه إلى بطل آسيا ووقوفه في الصفوف الزرقاء وموقعه الأساسي محفوظ مع أي مدرب يقود الكتيبة..
عنصر مؤثر في الجهة اليسرى بانطلاقاته وتحركاته يجيد الافتكاك.. وفي أحيان أخرى يعشق الارتداد.. يراوغ.. يناور.. يبني ويصنع.. علامة فارقة في الخارطة الزرقاء.. بل كذلك الخضراء.
وعلى الضفة الأخرى منصور الشمري، يأخذ من الشمس لونها الأصفر.. فيتقد حماسًا.. يبحث عن ديمومة أبدية في موقعه.. يسعى جاهدًا لإثبات نفسه وقدرته على العطاء.. وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه انسجم سريعًا مع مجموعة النجوم.. وعودة إلى التاريخ.. فقد يشرع أبوابه ليستقبل ظهيرًا أيسر شابًا، خاصة إذا أسهم مع زملائه في السيطرة على المد الأزرق المدجج بالنجوم المحليين والأجانب.



مواجهة السرعة والمهارة




من يتتبع مسيرة الثنائي الأرحنتيني بيتي مارتينيز لاعب النصر والمالي موسى ماريجا لاعب الهلال يطرب لخطواتهما الذهبية ولا سيما القادم من بلاد الفضة، التي حصل فيها على الذهب كأفضل لاعب عام في 2018، وتمكن من الفوز بكوبا ليبرتادوريس مرتين في 2015 و 2018 ولقبي كأس الأرجنتين 2016 و2017 مع ريفر بليت، مسيرة حافلة لبيتي الذي اختارت والدته أن تكنيّه بطائر الـ “بيتيتورا”، القريب من أشباه العصافير. بيتي مع النصر كان طائرًا ودودًا في أشباهه لكنه جارح في فعاله، فلقد قدم ظهورًا لافتًا في بداياته مع الأصفر قبل أن يخفت بريقه ويذبل ريشه وتبعده الإصابة أشهرًا طويلة، فيختفي من ذاكرة العشاق ويتمنى أن يعود لها من بوابة الديربي الكبير.. في المقابل لم يغادر ماريجا أذهان “بنو هلال” فكيف يرحل عنها وهو من منحهم اللقب القاري وترك بصمته بتسجيله هدفًا في مرمى بوهانج الكوري الجنوبي، كان الهاجس الأكبر لأنصار الأزرق حينما تم التعاقد معه لكنه برهن عكس ذلك فلا يعرف سوى الركض حتى في وقت تهدئة اللاعب وسجلت خطواته السريعة والمتسارعة أهم مفاتيح الفوز الهلالي ولقب فيما بعد بالشيخ موسى.


ضبط الإيقاع



يوازي لاعب الوسط المركزي في فريق كرة القدم قائد الأوركسترا في عالم الموسيقى.
يمسك بيديه خيوط اللعبة، مثلما يهيمن قائد الفرقة الموسيقية على أعضائها، ينظم أدوارهم وأوقات وطبيعة تدخلهم.
إذا غاب قائد الفرقة، حضَر النشاز، وبالمثل لاعب الوسط المركزي.
وفي الهلال، يؤدي سلمان الفرج، لاعب الوسط الدولي، دور قائد الفرقة منذ مواسم، لا ينتزعه منه سوى الإصابات.
يجاوره لاعب أجنبي تارة ومحلي تارة أخرى، ويبقى النحيل صاحب الـ 32 عامًا ضابط الإيقاعات الزرقاء وحاملها من منصات التتويج داخليًّا إلى الفضاء الآسيوي.
ويحاول عبد الله الخيبري “25 عامًا” تنفيذ مهام مشابهة في وسط النصر، لكن بقدمٍ يمنى ومع بعض الاختلافات.
وعانى الخيبري، خلال المواسم الماضية، من الإصابات، لكنه استرد موقعه أساسيًّا منذ مطلع الموسم الجاري، ويتطلع إلى الاحتفاظ به رغم تغير الأجهزة الفنية.



تغذية بصرية



يتقدم الدولي سالم الدوسري، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، على خصمه جلال الدين ماشاريبوف الأوزبكي الدولي، في نزال اليوم، بعامين في العمر، فالأول من مواليد 19 أغسطس 1991م، والثاني أبصر الدنيا بعده بـ722 يومًا ولكن يبدو أن الفارق في العمر لن يلعب دورًا كبيرًا في صالح الأوزبكي لو صح القول بأن اللاعب الأصغر سنًا يكون أكثر حيوية، فخصمه لم يبلغ سن اليأس الكروي بعد ويلعب بورقة مقولة: “أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة”.
وإن كان سالم يملك المهارة والسرعة والقوة فهي مواصفات غير بعيدة عن خصمه ماشاريبوف الذي سيواجهه كثيرًا في المباراة بحكم فني كونهما يلعبان في المركز ذاته، لكن الأخير لم يتوج بعد ظهوره الأنيق مع النصر بالألقاب إلى حد الآن، وهل يتمكن الأوزبكي ورفاقه من “الإحساس” بأهمية المباراة والسعي لكسبها كما فعل سالم و”حس” قبل أعوام عدة، وكان الضحية النصر.



رجل المحور



تتعدد مسميات لاعب المنتصف في خارطة أي فريق.. يسمى المحور ويسمى الارتكاز، وهذه أسماء تعطي دلالة واضحة لأهمية ودور كل لاعب يتولى مهمة قيادة خط الوسط في فرقته.. في الهلال يأتي الكولومبي الدولي كويلار، الذي أصبح حامل الرؤية المتوازنة في الفرقة الزرقاء.. قوي وجسور وصاحب بصمة لا يمكن تجاهلها في أي نزال يكون الهلال أحد أطرافه.. يعتمد عليه مدربو الهلال كثيرًا في الربط الدائم بين المهاجمين والمدافعين..
في الجانب الأصفر سيحضر علي الحسن، الذي ستمثل مباراة الهلال اختبارا جديدا بعد ظهور خجول امام الطائي لم ينال رضا اغلب النصراويين .. سيحمل كويلار والحسن اليوم على عاتقهما هموم فريقيهما وسيسعيان بلا جدال أن يكونا رقمًا فارقًا ومرجحًا في واحدة من أهم مباريات الدوري.



صراع الأسدين



لا أحد يستولي على اهتمامات الجماهير مثل اللاعب الذي يسجل الهدف.. هذا هو الرجل الأول في أعين كل المشجعين.. من بين كافة المرتدين للقمصان الزرقاء يحظى الفرنسي جوميز بتعامل خاص وآمال تتعلق بما سيفعله في كل مرة يدخل فيها 11 لاعبًا هلاليًّا على أرض الملعب.. الشيء ذاته عند النصراويين الذين سيحمّلون الكاميروني أبوبكر الآمال ذاتها هذا المساء، حينما يقود خط المقدمة الأصفر أمام الدفاع الهلالي.
جوميز وأبوبكر حكاية أسدين سينال كل منهما نصيب الأسد من التشجيع، والأمل لعل أحدهما يصنع الفارق ويرجح كفة فريقه أمام الغريم اللدود.



الوجه الأهم



حينما تظهر صورة البرازيلي تاليسكا، لاعب الوسط النصراوي، وابن جلدته بيريرا، المنضم للكتيبة الهلالية من بداية الموسم، تقفز مباشرة في أذهان المتابعين المبالغ المالية الكبيرة، التي دفعتها إدارتا العاصميين لانتزاعهما.. لا علاقة مباشرة للأموال والملايين باشتراطات الجماهير.. المشجع العادي يبحث عن مساهمة دائمة يضيفها هذا الثنائي على أداء العملاقين.. تاليسكا أحد البرازيليين المتمرسين في ملاعب آسيا، وجاء للنصر وسط احتفالية صاخبة.. وما يقال عنه يقال بالضبط عن بيريرا لولا أن الفارق الأهم هو قدوم هذا اللاعب من أجواء الدوري الإنجليزي.. سيحمل الثنائي البرازيلي اليوم مهمات مضاعفة فرضتها قيمتهما الفنية في ترجيح كفة الهلال أو النصر.. الصورة المتزنة ربما تأخذ مكانًا أكثر في قلوب مشجعي الفريقين، وقد تعصف بها الريح وتهتز بعد المباراة لأن لقاء الهلال بالنصر، وما يترتب عليه من عشاقهما، لا يمكن تعداده واعتباره مجرد تحدٍ عابر، وثلاث نقاط، فمساحة التنافس لا تحكمها أبدًا مباراة واحدة.





ثالث ديربيات العصر

يلتقي فريق الهلال الأول لكرة القدم، اليوم، نظيره النصراوي، عصرًا، للمرة الثالثة عبر تاريخ مواجهاتهما في دوري المحترفين، والأولى منذ نحو 3 أعوام.
وبقرار أعلنته أمس، قدَّمت لجنة المسابقات التابعة لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، موعد الديربي من الـ 08:00 مساءً، إلى الـ 03:15 عصرًا. وتواجه الفريقان في توقيت مقارب، مرتين من قبل في البطولة التي انطلقت بموسم 2008ـ2009. وفاز النصر في المرة الأولى، بينما تعادل الفريقان في الثانية.
وتعود الحالة الأولى إلى الجولة الـ 15 من موسم 2009ـ 2010، حين استضاف ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، الديربي عصر آخر أيام 2009. وفاز النصر في تلك المباراة بهدفين لعبد الله القرني ومحمد السهلاوي، مقابل هدف هلالي وحيد سجّله محمد الشلهوب. وفي ثامن أيام ديسمبر 2018، تزامن الديربي مع وقت العصر مجددًا، ضمن الجولة الـ 12 من موسم 2018ـ2019. واستضاف ملعب “مرسول بارك” في الرياض، مسرح مباراة اليوم، ذلك الديربي الذي انتهى بالتعادل 2ـ2. وسجل الفرنسي بافيتمبي جوميز، مهاجم الهلال، هدفي الأزرق، فيما أحرز البرازيلي جوليانو دي باولا، لاعب وسط النصر، وزميله المغربي عبد الرزاق حمد الله، رأس الحربة، ثنائية الأصفر.

ضربات الرأس سلاح الأزرق
أولى البرتغالي ليوناردو جارديم، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، اهتمامًا بضربات الرأس، أمس، خلال تدريب اختتم به تحضيراته لملاقاة النصر، اليوم، في ديربي مؤجل من ثامن جولات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين. وحرص جارديم خلال التدريب على اختبار تمركز اللاعبين أثناء الكرات الثابتة وركلات الزاوية، سواء هجوميًا بهدف الاستفادة منها، أو دفاعيًا لصدّ خطرها. وحذَّر المدرب لاعبيه من ارتكاب الأخطاء الدفاعية التي تكلف الكثير في مواجهات بهذا الحجم، مشددًا على ضرورة التركيز الذهني لتحقيق الفوز. وخصَّص بعض الوقت أيضًا للتدرب على تنويع الهجمات من العمق والطرفين، سعيًا لخلخلة دفاعات المنافس. وقبل المباراة مباشرة، سيعقد البرتغالي اجتماعًا فنيًا مع لاعبيه، سيشرح خلاله استراتيجية اللعب.

53 لاعبا مثلوا الطرفين
مثَّل 29 لاعبًا فريق النصر الأول لكرة القدم، خلال مبارياته في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، بزيادة 5 عن الهلال.
وأقحم البرتغالي ليوناردو جارديم، مدرب الأزرق، في الدوري، 24 لاعبًا، لا يزالون جميعًا ضمن قائمة الفريق.
في المقابل، رحل عن قائمة النصر لاعبان شاركا في الموسم الجاري من الدوري هما المغربي عبد الرزاق حمد الله، رأس الحربة، والبرازيلي بيتروس أراوخو، لاعب الوسط. واستغنى النصر عن خدمات بيتروس في أكتوبر الماضي، بعد خوضه 3 مباريات، فيما فسخ عقد حمد الله أخيرًا بعد تسجيله 6 مشاركات.








سعد المهدي


حقيقة «الديربي»

تعتمد الكتابة عن “ديربي” الهلال والنصر على ما تختزنه الذاكرة لمواجهاتهما، أكثر من المباراة التي تلعب في حينها، والسبب أنه لا ينظر إليها بل إلى ما يدور حولها وعنها، وهي الحالة التي تتلبس “ديربيات” الكرة في العالم، إذ لو تعاطيت معها بعيدًا عما يعلق وعلق بها تجدها مباراة عادية، لا تختلف عن غيرها.
رغم هذا لا نمل مثلاً من الحديث عن مباريات الهلال والنصر، باعتباره تقليدًا كرويًّا يجب الاحتفاء به في كل الظروف، من أجل المحافظة على بقاء حرارة التنافس في أعلى درجاته حتى مع عدم أهمية المباراة في ميزان التنافس، أو تساوي قوة الفريقين في التأثير على سلم الترتيب أو السجل البطولي.
من منتصف الستينيات الميلادية بدأ النصر يأخذ دوره في مشاركة ثنائي العاصمة الشباب والأهلي “الرياض”، في التنافس مع الهلال الذي كان قد صنع اسمًا كبيرًا بثلاث بطولات كبرى “كأسي الملك وكأس ولي العهد”، وإلى يومنا هذا ظلَّ يقاسم الهلال الجمهور والانتصارات والبطولات، وأن الهلال ما زال يبتعد ببطولاته عن الجميع منذ ذلك الزمن.
ديربيات المدن تتعدد لكنها تختزل في ناديين، والديربيات لا تعني التساوي في كل شيء، لكن عدم وجودها يفقد الإحساس، بمعنى أن يكون لك نادٍ مفضل تعشقه وآخر يهمك أن تتغلب عليه دائمًا، ولو أجريت دراسة لمعرفة إذا ما كان للعشق أن يبقى على نفس القدر دون منافسين صنعتهما الأقدار ينفثان بها الروح، أظن أن النتائج قد تسير خلاف الاعتقاد أنه عشق خالص يخلو من عداء الآخر.
اليوم الهلال والنصر في “ديربي” جديد، الأكيد أن التقارير الإعلامية أعطته رقمًا وضمنته النتائج والمفارقات والعناصر الغائبة قبل الحاضرة، وبعثت الروح في قصص مضت وأسماء رحلت، واستدعت شائعات جعلت منها حكايات وفبركات قلبت حقائق، ملفات جاهزة يتم جلبها في كل مرة يضاف لها ما استجد، الحال يشبه الأعياد التي يصنع فيها الفرح أيًا كانت ظروف أيامه.
في “ديربي” اليوم ليس من صالح النصر الفوز ولا الخسارة، التعادل يجنبه نسيان الإصلاح فيما لو فاز والانهيار الكامل إن خسر، الهلال فوزه لن يبعث داخله أي شعور إيجابي إضافي، أما تعادله أو خسارته فهي الأنسب لأن يتفقد موضع قدميه في مسيره المقبل.
اضافة رد مع اقتباس