مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #126  
قديم 16/11/2019, 09:37 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
DAWADMI DAWADMI متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 40,671
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة المائدة - ألآيه 41



يقولُ اللهُ تعالى مُخاطِبًا نبيَّه محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يَحْزُنْك- يا محمدُ- الذين يُسارعونَ إلى الدُّخولِ في الكُفرِ؛ من المنافقينَ الذين أَظْهَروا الإيمانَ بألسِنَتِهم، بينما خلَتْ قلوبُهم منه، ومِنَ اليهودِ؛ فهم يُصغُونَ للكذبِ- الذي يَصدُرُ مِن أحبارِهم ورُؤسائِهم- بكثرةٍ، وهم يَخضعونَ لأوامرِ قومٍ آخرينَ مِنَ الأحبارِ والرؤساءِ الذين أَعْرَضوا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا يأتونَ مجلسَه؛ هؤلاءِ الأحبارُ والرؤساءُ المعرِضونَ عن مَجلسِك يُحرِّفونَ كلامَ اللهِ تعالى عن المعنى الذي يدلُّ عليه، ويتأوَّلونه على غيرِ تأويلِه مُتعمِّدِينَ، وهم يعلمون الحقَّ، ويقولون لأتْباعِهم: تَحاكَموا إلى محمَّدٍ، فإنْ حَكَم لكم بما يُوافِقُ أهواءَكم فاقْبلوه، وإنْ لم يَحكُم بذلك فلا تأخُذوا بحُكمِه.
ثم أخْبَر تعالى أنَّه مَن يُرِدْ أن يَفتنَه ويُضِلَّه فلنْ يملكَ له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اللهِ شيئًا يَستنقذُه ممَّا أرادَه اللهُ له من الضَّلالةِ، وأمَّا أولئك اليهودُ الذين لا يَقبَلون من الحقِّ إلَّا ما وافَقَ هوًى لهم لم يُردِ اللهُ أنْ يُطهِّرَ قلوبَهم من الكُفرِ والشِّركِ؛ لهم في الحياةِ الدنيا ذلٌّ وهوانٌ، ولهم في الآخرةِ عذابٌ عظيمٌ هو عذابُ النار.
هؤلاءِ اليهودُ سمَّاعونَ للباطل، مُستجيبونَ له، يأكلونَ المالَ الحرامَ بكثرةٍ، ثم أرشَدَ اللهُ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّهم إذا جاؤُوه يَحتكِمون إليه، فله أن يَحكُمَ بينهم إنْ شاء، أو يُعرِضَ عن الحُكم بينهم، وأخبره تعالى أنَّه إنْ يُعرِضْ عنهم فلن يَضرُّوه شيئًا، وإنِ اختار أنْ يحكُمَ بينهم فليَحْكُم بينهم بالعَدلِ، والله يحبُّ المتَّصفينَ بالعدلِ بينَ الناس في أحكامِهم.
ثم يقولُ اللهُ لنبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كيف يُنَصِّبك هؤلاءِ اليهودُ حَكمًا، وهم في حقيقةِ الأمر يُكذِّبونك، وعندهم كتابُ اللهِ التوارةُ فيها حُكمُ الله؟! لكنَّهم أعْرَضوا عنه، وطَلَبوا حُكمًا غيرَ ما عندهم؛ لعلَّه يُوافِقُ أهواءَهم، وَمَا أُولَئِكَ الذين هذا صنيعُهم؛ بالمؤمنينَ.
اضافة رد مع اقتباس