مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #63  
قديم 25/10/2019, 11:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ DAWADMI
DAWADMI DAWADMI متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/07/2005
المكان: الدوادمي
مشاركات: 41,066
الرَّحْمَنُ , الرَّحِيمُ , الكَريمُ , الأكْرَمُ , الرَّؤوفُ



قال الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سورة الفاتحة - الآية 2 ,3 ,
وقال تعالى : (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) سورة النمل - الآية 40 ,
وقال سبحانه : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) سورة آل عمران - الآية 30
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى : الرحمنُ , الرحيمُ , والبرُ , الكريمُ , الجوادُ , الرؤوفُ , الوهابُ - هذه الأسماء تتقارب معانيها , وتدلّ كلُّها على اتصاف الرب , بالرحمة , والبر , والجود , والكرم , وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عمَّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته , وخص المؤمنين منها , بالنصيب الأوفر , والحظ الأكمل ,
قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) سورة الأعراف - الآية 156 , والنعم والإحسان , كله من آثار رحمته . وجوده , وكرمه . وخيرات الدنيا والآخرة , كلها من آثار رحمته ,
وقال ابن تيمية رخمه الله في تفسير قوله تعالى : (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) سورة العلق , سمّي ووصف نفسه بالكرم , وبأنه الأكرم بعد إخبارة أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى :
( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) سورة الأعلى ,
(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) سورة طه - الآيه 50,
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) سورة الشعراء - الآية 78 ,
فالخلق يتضمن الابتداء والكرم تضمن الانتهاء . كما قال قي سورة الفاتحة : (رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم قال : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) , ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء من تمام معناه , فإن الإحسان إلى الغير تمام والمحاسن والكرم كثرة الخير ويسرته ,,,
والله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها . فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال : «وربك الأكرم» فإنه لا يدل على الحصر . وقوله : (الْأَكْرَمُ) يدل على الحصر , ولم يقل : «الأكرم من كذا» بل أطلق الاسم , ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيّد , فدل على أنه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه .
اضافة رد مع اقتباس