هل الهلال حقاً يعاني بسبب المدربين؟ والرؤساء؟ ام ان هنالك خلل ما في مكان ما؟
لست اؤمن "كما يؤمن الجميع" من ان الهلال قد خسر نهائي بطولة عربية بطريقة قاتله لم يعتدها فريق "استثنائي" كالزعيم, والتي سبقها خسارة 6 نقاط مهمه امام فرق تتهاوى الى الاسفل بالطريقة ذاتها وكان يعاني حتى في تحقيقه للانتصارات تلك بتسجيله في لحظات متأخرة, وبطرق دراماتيكيه, بل تحول هذا الخلل في تاريخ الزعيم وثقافته بأن اصبحت الجماهير "الاستثنائية" تتقبله وكأنه امر طبيعي بأن يسجل الهلال اي هدف باي طريقة, ومن هنا نبدأ نستشعر حقيقة مشكلة الهلال, فلم يعتد هذا العملاق الازرق على ان يقبل التسجيل فقط, وحصد النقاط فقط.


هل يظن احدكم بأن هذه الشعبية الجارفة للهلال في تاريخه حدثت لأنه يفوز فقط؟ ام ان هذا الفوز كان يتكأ على امر ما تفرد به الهلال؟
هذا العملاق كانت كل نقاطه وكؤؤسه عبر تاريخه الذهبي الممتد منذ مطلع الثمانينات مرتبطة ارتباطاً جذرياً بابداع ازرق خاص "استثنائي", الهلال هو "المتعة والذهب" فقد كانت مدرسة الهلال تتفرد بتصدير تلك المواهب التي تمتاز بالحركة بدون الكرة, المراوغة والمهارة العالية,السرعة, التمرير السريع والدقيق, التسديد, الكرة الهجومية فقط.

لمحات من هلال غير حقيقي
ان الخلل الحقيقي الذي اصاب الهلال وبدأت ملامحه بالتشكل منذ العام 2012 واصبح اكثر وضوحاً في العام 2015 مع المدعو دونيس, حينما اصبح المدعو "ادواردو" المتواضع فنياً "بالنسبة لثقافة الهلال" هو القائد والافضل, حيث خلقت الجماهير مقياس خيالي ادواردو هو قمته, واصبح الهلال فنياً يتمحور حول هذا اللاعب فقط, والذي لا يجيد حق الاجادة سوا الركض والتسديد, ويفتقد لتلك الخصائص التي تميز لاعبي الهلال طوال تاريخه, وانتقل الهلال من طريقة اللعب الجماعية الى طريقة التمحور حول ادواردو "المتواضع فنياً".

مدرسة الهلال تتهاوى!
لم يعد يعتني الهلال بابناء الهلال, نعم ابناء الهلال اصبحوا بدون تأثير, ولم يعد صانع القرار الهلالي مهتماً بتطوير تلك البنية الخاصة بابناء الهلال من اجل ستمرارية تلك المتعة الساحرة "الاستثنائية", لقد تهاوت "متعة الهلال" وبقي كبرياءه, ولكني احذر رجالات الهلال وجماهيره من ان يقولبوا الهلال داخل قالب "روح الهلال" وكبرياء الهلال, ويتناسوا متعة الهلال, وامتاع الهلال وسحر الهلال, الذي كان مقترناً بذكر الهلال.

لمحات من هلال حقيقي
نواف العابد, سلمان الفرج, عبدالله عطيف ,سالم الدوسري, لعل هذا الرباعي هو افضل ما قدمه الهلال آخر عشرة سنوات, ففي هذا الرباعي تشاهد فيه شيء من هلال الثنيان والتيماوي والتمياط والغشيان, والدعيع وهلال سامي, والشلهوب والقحطاني, والدوخي الذين انساق خلفهم الآلاف من عشاق كرة القدم, لقد سحروا اعين العشاق, بسحر الهلال الذي تمّثل فيهم منذ سنين طفولتهم الاولى, لقد تميز كل اولئك بحب الهلال اولاً ثم بالانظباط ثم بالمتعة والاخلاص.

سحب الثقة من اللاعبين !
يجب على عشاق الزعيم ان يدعموا هذا الرباعي ,يجب اعطاءهم الثقة وتجديد الثقة فيهم الى الابد, فيهم تلك النزعة الهجومية النادرة "على مستوى العالم", الثقة, السرعة, المهارة.
عبدالله عطيف تأسس في الشباب ثم اشار عليه شقيقه الاكبر عبده "نجم الشباب" بالتسجيل للهلال!.

مدرسة الهلال هي كل شيء واهم شيء!
يجب على ادارة الهلال الحالية مع الامير محمد بن فيصل وما بعده, ان تعيد قراء واقع الهلال بتأني, وبناء عليه تبدأ بالتركيز على الفئات السنية وبناء اجيال اخرى افضل مما انجبته مدرسة الهلال, يجب ان يكون الطموح هو التفوق ولا غير التفوق, يجب اكتساح جميع بطولات الفئات السنية, لأن ذلك سيعني بالضرورة جيل قوي ومستقبل مشرق للهلال وعشاقه من 5-10 سنوات في المستقبل. ليس كذلك فحسب بل اعطاء الثقة لهؤلاء اللاعبين, واعدادهم من اجل ان يكونوا قادة للكرة السعودية كلها وليس للهلال فقط.

الهلال وبناءَ على الاوضاع الفنية الحالية وقياساً بالفرق المنافسة سيخسر إما الكأس او الدوري, وفي هذه الحالة ارجوا الجماهير الاّ تقسوا على اللاعبين فمعظم لاعبي الهلال الحاليين وخاصة في حراسة المرمى والدفاع والاظهرة اقل من المستوى بكثير, لذلك يجب ان يكون الطموح يتوافق مع الامكانيات الفنية المتوفرة.

بالتوفيق للازرق الى الابد.