سبق وان تحدثت بواقعية تكاد تكون مفرطة منذ الموسم المنصرم بأن مشكلة الهلال لا تكاد تكون تختلف عن مشكلة اي فريق سعودي اخر، سوا ان الهلال يتميز بالحزم الاداري وتهافت المواهب اليه من كل صوب في فئاته السنية، مما ادى الى حدوث التراكم الاداري والفني بطبيعة الحال وهو مفتاح تقدم ونجاح اي مؤسسة كانت رياضية او حتى سياسية.

وتحقيق الهلال للدوري العام المنصرم لا يعني بانه الافضل بطريقة سطحية وساذجة، بل يعني انه الاقل اخطاءً من جميع منافسيه، او الاقل مشاكل بشكل ادق وبصورة اوضح، على الاقل في عرف كرة القدم السعودية الحديثة (ما بعد العام ٢٠٠٤).

إن معاناة الهلال الفنية في هذا الموسم آسيويا ومحليا واضحة للناقد الفني المتابع للمشهد العام، ولان العمل الاداري والفني تراكمي بطبيعة الحال فالهلال انكشف اكثر هذا الموسم بعدما نافسته الاندية الاخرى محليا واسيويا في في مستوى اللاعبين واخص الاجانب بشكل خاص، فمن يشاهد اجانب نادي كالاتفاق في الامس يكاد يجزم بانهم افضل من ميليسي وخربين وريفاس على الاقل في الانظباط التكتيكي المطلوب منهم كلاعبين في مراكزهم المختلفة.
ايضا منافسة الهلال لم تقتصر على اللاعبين بل تجاوزتها حتى على مستوى المدربين ، فمدرب الباطن مثلا افضل بمراحل ممايقدمه دياز دفاعيا وهجوميا حتى من خلال ترجمة امكانيات لاعبيه المحليين المميزين والاجانب كذلك على رأسهم كل من الجوعي، عبدالملك الشمري، ماجد كنبه، والبرازيليان.

ملخص كل ذلك فيما يخص منافسة الاندية الهلال وتفوقها عليه يتضح في قيمة لاعبيه وامكانياتهم ، قلو قارنّ مركز بمركز لوجدنا ان الهلال يكاد يكون لا يملك اي لاعب مميز في الفترة الحالية ، سوا سالم الدوسري واسامه هوساوي، واقصد مميزين اي انهم لا يقارنون باي لاعب اخر في الاندية الاخرى وهنا تحقق انت كاداري النجاح المطلوب بان تملك الامتيازات الفارقة عن المنافسين.

وقس على ذلك المدرب، مدرب اللياقة، مدربي المراكز ان توفر ذلك في الاساس! اللاعبين، الاهتمام بالجوانب الفنية التفصيلية الاخرى. الخ...

هذا هو المنظور العام او المشكلة العامة، اما في الحديث عن المشكلة الانية والحلول العاجلة مع ايماني ان اي حل اني لا يمكن ان يضمن لك سوا شهور متقطعة من الاداء المطلوب اما الحل الدائم والتخطيط الاستراتيجي فنحن ابعد مانكون عنه ، فالمنافسة الان بين الاندية تكاد تكون متقاربة لانعدام التخطيط البعيد المدى واكتفاء الاغلب بالاخطيط الاني او الموسمي.

بعضا من اشكاليات الهلال الغير طبيعية:

١- اللياقة الذهنية:
اللياقة الذهنية تكاد تكون معدومة عند اغلب لاعبي الهلال في الموسم هذا بالتحديد، والسبب ياتي بكل تاكيد من المدرب اولا ومن رتم مباريات الدوري المتقطعة. واقصد باللياقة الذهنية هي سرعة التمرير وهي مفقودة، وسرعة اتخاذ القرار المعدومة كذلك.

٢- المركزية: مدرب الهلال دياز لا يثبت اللاعبين في مركزية واضحة من خلال لعب ادوار محددة، عطيف هو الوحيد الذي يقوم بهذا الدور واتوقع انه اجتهاد شخصي منه ببقاءه الدائم اثناء الدفاع والهجوم كذلك، واغرب حدث هو تواجده في الامس في منطقة الجزاء واقترابه من تسجيل هدف محقق وهو الغير معتاد منه، وربما هي حالة فقدان امل لا شعوريا منه. فسلمان الفرج كمثال ليس له اي اداء واضح في المباريات السابقة بل اصبح راكض اخر مثل ما يمليه عليه مدربه بكل تأكيد.

٣- النزعة الهجومية:
افقتقد الهلال نزعته الهجومية المعتادة بسبب المدرب دياز فقط، فاصبح اللاعبين فاقدي الهوية الهجومية وبالتالي فاقدي الثقة كما اتضح ذلك في اخر المباريات السابقة، سالم الدوسري بسبب امكانياته العالية جداً استطاع ان يتفوق على دياز وابنه وليس توجهياً منهما ، فسالم منذ نشأته كان ذا نزعة هجومية مفرطة.

٤- الاجانب اقل رتما واداء وامكانيات من اللاعبين المحليين:
خربين.، ميليسي ، ماتياس، اوضح صورة لذلك، فلاعب كمهند فلاته او ناصر الدوسري او كنو او عطيف يقدمون اضعاف ما يقدمه ميليسي. بدون هرولة كثيرة في ارض الملعب بل بتمريرات وتحركات تختصر الجهد البدني وتختصر المسافات والازمان، وهذا ما يفتقده ويا للاسف اغلب الاجانب في الدوري المحلي "الجودة الفنية".

ختاماً على ادارة الهلال ان لا تنقاد خلف كلام دياز الغريب في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الاتفاق بالامس واتهامه اللاعبين بانهم اقل امكانيات؟؟؟ !!! وانه سيجلب لاعب اجنبي يصنع الفارق؟! هذا التعالي والسفه الفني والسطحية والطفولية التي يمارسها دياز وابنه هي سبب ما آلت إليه الامور في الهلال من فقدان الهوية الفنية الهجومية واللعب السريع والجماعي. ثم يأتي متبجحا ويتهم لاعبيه من انهم اقل امكانيات من لاعبي الاتفاق ، والمضحك والمخجل انه من اصر على جلب خربين، ريفاس، وابقى على الراكض ميليسي، وجلب اسوأ محترف في تاريخ الهلال ربما ماتياس، وتجاهل مختار وكادش وكنو حتى افقدهم الرتم المطلوب ، ادارة الهلال عليها ان تواجه دياز او ابن دياز اللذان ما انفكا ضاحكان في اخر المباريات ثم ياتي ليحدثنا عن ان فريقه الذي صنعه وحقق معه الدوري هو فريق سيئ. تناقضات واستصغار لنادي كالهلال لا يمكن قبوله ابداً.