عادة ً ما يبحث بعض اللاعبين في نهاية مشوارهم الرياضي عن مهام أقل في أرضية الميدان , إما بالجلوس على دكة البدلاء والمُشاركـة في دقائق معدودة , أو في إختيار مراكز قد لايحتاج فيها اللاعب إلى بذل جهد بدني كبير .
بعض المراكز في كرة القدم يستطيع فيها اللاعب أن يُعمّر ويقضي أوقات أطول في الملاعب , كحراسة المرمى على سبيل المثال أو مركز قلب الدفاع إذا ماحافظ اللاعب نفسه على لياقته وصحته وإنسيابية جسده .
باولو مالديني .. أسطورة الكرة الإيطالية وأحد أعظم المدافعين الذينَ أنجبهم نادي ميلان العريق , إستبدل مركزه الأصلي في الظهير وتحوّل إلى قلب دفاع , وأبدعَ كثيرًا في هذا المركز الجديد نوعًا ما عليه .
لماذا لايفعلها عبدالله الزوري ؟
في عهد الفرنسي الأسمر كمبواريه , لَعِبَ عبدالله كقلب دفاع في بعض المباريات , وقد أبلى بلاءً حسنًا , ولكن لم يقدر على مواصلة تميّزه , بسبب ضعف المنظومة الفنية والعناصرية في تلكَ المرحلة , حيث كانَ الزعيم يُعاني في خط المحور بوجود جوستافو ( الأصلع ) .. بالإضافة إلى هشاشة الفريق ككل وجفاف مردوده الفني والتكتيكي .
أمــا الآن , فالهلال شبه مُكتمل عناصريًا , ويملك مستودع بشري على مستوى عالي جدًا من المهارة والقوة , إذا ما تمّ توظيفهم بالشكل الصحيح الذي يتناسب مع قدراتهم الجيّدة .
الزوري لديه مواصفات رائعـة , ربما تجعله من أفضل اللاعبين في هذا المركز الجديد ( القديم ) عليه .. ومن تلكَ المميزات :
طول القامـة
قدمه اليسرى
تجربته السابقة في نفس المركز
قوته البدنية
خبرته العريضة
إجادته للرقابة ( مان تو مان )
اللاعب يخدم في الهلال منذ مباراة النصر الشهيرة التي أحرزَ فيها هدفًا بالرأس , تلكَ الموقعة التي سجل فيها مدير الكرة الحالي المفرج ( باكوورد ) والخثران بتسديدة ذهبية .. يعني أنهُ أصبحَ مُدججًا بالخبرة ومُسلّحًا بالهدوء والرزانـة .. وهذا مايحتاجه الهلال في الوقت الحالي بجانب أسامـة هوساوي .. أضف إلى أن الهلال يمتلك في خانته لاعبين أفذاذ , يستطيعونَ القيام بما كانَ يقومُ بهِ سابقًا وأفضل , وأعني هنا بحديثي ( ياسر الشهراني والبريك ) .. وهـو نفسه لم يعد ذلكَ اللاعب الخفيف الجاهز بسبب عامل السن والإصابات المتتالية أيضًا .
الفريق يُعاني في هذا المركز تحديدًا , وقد شاهدنا في المباريات الماضية ماذا حدث .. ولربما يعود جحفلي لسابق عهده بعدَ ركنه على الدكـة .
أعتقد أن ما ميّزَ جحفلي في الموسم الماضي هـي خطة دونيس بوجود ثلاثة عناصر كقلوب دفاع , وتمكّن هذهِ العناصر المُبدعة والممتعة مثل كواك وديقاو .. وهذا ما أخفى زلاته وغلطاته لنـا كمتابعين وجماهير .
عمومًا الفكرة ليست بالمستحدثة ! بل سبقَ وأن طُرِحت كثيرًا بينَ عشّــاق الزعيم , وقد لاقت إستحسان لدى البعض , وإستهجان من فئة أخرى .
هيَ تجربة .. فلنجرّب , فالزوري لاعب نعرفهُ جيّدًا وليسَ لاعب أجنبي قد يضعنا في مأزق ! إذا نجحَ اللاعب في تغطية المركز بإيجابية فإننا بذلك قد قطعنا فكرة الإستعانة بلاعب أجنبي .. وإذا فشل , أعدناه لمركزه وحاولنا إيجاد حلول أخرى لهذا الصداع المُزمن .. وعلى أية حال لن يكون الزوري أسوأ من جحفلي , وأكاد أجزم بذلك .
أقترح أن يبدأ المُدرب بالزوري في هذهِ الخانة أمام الفرق المتوسطة , حتى نستطيع أن نحكم عليه وعلى مستواه ومدى فاعليته الفنية للفريق في هذا المركز
