صنع أحد الطيور وليمة فأرسل يدعو بعض إخوانه من الذين هم على شاكلته ، فغلط أحد من أرسلهم لدعوة الطيور، فجاء إلى الثعلب، فقال : أخوك يدعُوك. فقال : السمع والطاعة. فلما رجع أخبر الطائر، فاضطربت الطيور وقالوا: لم دعوته؟ أهلكتنا وعرضتنا للموت! فقالت القنبرة: أنا أصرفه عنكم بحيلة. فمضت إليه فقالت: أخوك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أتحب أن يكون مجلسك مع الكلاب السلوقية أو مع الكلاب الكُردية؟ فبلع الثعلب ريقه وقال: أبلغى أخى السلام وقولى له: أبو الحصين يسلم عليك ويقول: إننى نذرت منذ مدة أن أصوم يوم الخميس!
المصدر : الأذكياء ، لابن الجوزى، صفحة 294 (بتصرف)