عندما قامت ثورات الربيع العربي في بعض الاقطار العربية كانت شعوب تلك الدول تتطلع لاسترداد آدميتها بعد ان انهكها الفقر والجوع والمرض نتيجة الفساد المستشري في تلك الدول حتى اصبح المواطن البسيط يظن أنه غريب في وطنه !

قامت تلك الثورات تحمل احلام عظيمة الا انها سرعان ما اصطدمت بعد ذلك بمتغيرات شتى جعلت تلك الاحلام الوردية تتحول الى واقع دموي ملئ بالرعب والألم والفواجع حتى اصبح لسان من كانوا ينشدون شئ من انسانيتهم بأن ليتهم بقوا كما هم حقنا لحقول ومستنقعات الدماء والارواح التي سلبت نتاج مطاباتهم بالحد الأدنى من حقوقهم التي ينشدها اي انسان !

مع تلك الاحلام ومع ما ترتب عليه بعد ذلك من وقائع الحروب والفتن والقتل والمعتقلات ، ظهرت بعض الشخصيات من العالم المجهول لتدفع الناس نحو المزيد من نزف الدماء من خلال المتاجرة باحلام البسطاء والفردوس الذي ينتظرهم في الدنيا والآخرة !

تلك الشخصيات الافتراضية من العالم المجهول وجدت البيئة المناسبة لتبث سمومها وتصنع اكاذيبها من خلال مساحة الفساد التي توفرها تلك الدول او من خلال تظليل الحقيقة والبحث عن اي شبهة لتضخيمها وجعلها واقع في عقول الناس في أقطار عربية أخرى ،،

المغرد الشهير ( مجتهد ) كان احد تلك الاسماء من العالم المجهول ، بل نستطيع القول انه أكثرها حضورا من حيث عدد المتابعين ، وابرزها حيطة من حيث عدم القدرة على التعرف على موقعه بالرغم من السنوات التي قضاها مغردا ! ، ولعل تغريداته الاخيرة فيما يتعلق بملف الهلال والنصر بناء على احداث الموسم الماضي تظهر كيف يعمل هذا الرجل في استغلال الشبهات لصناعة نظرياته والتي تبحث دائما عن هدم جدار الثقة بين اطراف المجتمع الواحد !

استغل ( مجتهد ) نقطتين رئيسيتين في صناعة نظريته الأخيرة :

( 01 )

ما يتمتع به الهلال من شعبية تصل الى 50 % من المجتمع الرياضي في السعودية ، كما اشارت الى ذلك كثير من الدراسات الاحصائية .

( 02 )

الشبهات التي واكبت نادي النصر في احداث الموسم الرياضي الماضي وما تبعه بالموسم الرياضي الحالي ، ناهيك عن تصريحات مسؤوليه والتي زادت الطين بله دون ان تجد اجراءات او اقل تقدير توجيهات للحد منها .

مع هذه المعطيات ، وجد ( مجتهد ) المساحة ليبدأ صياغة نظريته ، فالطرف المظلوم هنا الهلال والذي يحظى بأكبر شعبية جماهيرية بالمملكة ، والطرف المتهم هنا النصر بتصرفات وتصريحات مسؤوليه التي غالبا ما تحمل لغة الاصطدام حينا او التهديد حينا اخر ! ، فكانت هذه العوامل بيئة مناسبة لاستدراج عاطفة الجماهير الهلالية لتبني تغريداته ، واستدراج عاطفة الجماهير النصراوية للدفاع عن التهم الموجهه الى ناديها ، ومن ثم يتطور الأمر الى ان تصبح تغريدات ( مجتهد ) حديث الوسط الرياضي بأكمله ما بين مؤيد ومعارض له ، وهو بالتالي يكون قد تمكن من الوصول الى أكبر شريحة في المجتمع سوف تتجه نحو متابعة تغريداته ، باعتبار ان الرياضة واخبارها ركن رئيسي في ثقافة المجتمع من الطفل حتى الطاعن في السن !

وبالتالي ما يهمنا كهلاليين في هذا الجانب محورين رئيسيين :

( 01 )

لا تبني قاعدة معلوماتك الثقافية والمعرفية بناء على اسماء اشخاص وهميين ، خاصة اولئك الذين تجد في تصريحاتهم دعوة الى فتنة ما سواء وطنية او مذهبية او طائفية او حتى رياضية ! ، فلا يمكن التنبؤ اذا ما كان هذا الشخص غيور كما يدعي او إنه يغرد بناء على تقديرات ودراسات استخباراتيه من تل ابيب او طهران او حتى واشنطن !

( 02 )

اشاعات النفوذ والسيطرة والتأثير على نتائج المباريات ، كنا نسمعها منذ الثمانينات الميلادية ! ، فقد ارتبطت تلك الاشاعات بالهلال والنصر والأهلي والاتحاد في ظروف ومناسبات مختلفة ، ومع ذلك لم يتمكن اي نادي ان يفرض سيطرته المطلقة وان يستأثر بالبطولات وحده دون الاخرين ، وبالتالي يجب على الهلاليين كجماهير ولاعبين تحديدا ان لا يركنوا لنظرية النتائج المعدة سلفا ، فكرة القدم تخدم من يخدمها ، وتمنح نفسها غالبا للأكثر روحا وعطاء في داخل الملعب .

من حولنا هنالك منظمات وربما دول لا يتمنون لهذه الارض المباركة ولأهلها ان يكونوا في أمن وإيمان واستقرار ، وهنالك كثيرون قد فتنوا ظنا بانهم دعاة هدى وصلاح بينما هم يحفرون قبور أوطانهم وشعوبهم بايديهم ! ، وبالتالي اتمنى من كل قلبي ومع الفواجع والآلام التي نشاهدها في العراق وسوريا ومصر وليبيا وبلادي اليمن ، ان لا يكون الناس اداة لأكاذيب اولئك المجرمين الذين يتدثرون رداء الصلاح والتقوى ! ، وعلينا ان لا ننسى أن عبدالله بن سبأ صاحب الفتنة الشهيرة كان قدر خرج على الناس في ثياب الصالحين يدعوا الى الله ونهج النبوة واحقاق الحق ودفع الظلم ! ، وان مسيلمة الكذاب كان قد خرج على الناس بثياب النبوة كرسول من رب العالمين !

حفظ الله المملكة وبلادنا وبلاد المسلمين ، وكفانا الله واياكم والمسلمين شر من اراد بنا الشر ،،


ودمتـم في خيـر



تويتـر

https://twitter.com/Tariq_AlHilal