مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/12/2014, 06:29 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
[ قهوة الثلاثاء - 57 ] .. العالـم غـرفة نـوم !

كنت في رحلة مؤخرا الى فيتنام ، وكان رحلتي الى هنالك تتضمن رحلة بالقطار من العاصمة هانوي الى قرية ( سابا ) والتي تبعد مسافة 10 ساعات بالقطار !

كان من ضمن خيارات القطار توفر غرفة صغيرة تضم 4 أسرة ، بحيث تجد اثنين فوق بعضهما على اليمين ومثلهما على اليسار ، فكان ان اخترت أحد هذه الأسرة وأنا أمني نفسي بامكانية قضاء جزء من مساء الرحلة في النوم .

كان الموعد المقرر ودخلت غرفتي وتعرفت على سريري والقيت بجسدي عليه وانا أمني نفسي ان يحمل النذر اليسير من الراحة بعد يوم شاق جدا ورحلة قادمة أكثر مشقة ! ، بضع لحظات ووجدت على باب الغرفة فتاه عرفت فيما بعد انها من استراليا ثم تبين لي بعد ذلك انها ابن بطوطة النسخة الاسترالية من العدد المهول من الدول التي زارتها بمفردها ، ولن انسى دعابتها بعد حديث طويل عن رحلاتها ومغامراتها ان قالت لي : هل زرت امريكا اللاتينية ؟
فقلت لها : لا !
فردت علي : اذن انت لم تسافر !
فعقبت عليها بالقول : هل سافرت الى اليمن ؟
فقالت لي : لا !
فقلت لها : أذن انت لم تعرف العالم !

استأذنت الدخول واختارت سريرها والقت بنفسها واغراضها عليه ، انتظرت قليلا وانا مترقب الشخصان المتبقيان لمشاركتنا الغرفة حتى اعلن القطار عن تحركه ، واعلنت الغرفة انها ستضمني والاسترالية بمفردنا !

تم التعارف فيما بيينا ، وهو أمر مهم طالما فرض علينا ان نتشارك الغرفة وذلك حتى تتوفر الحد الدنى من الطمأنينة فيما بيينا ، فربما ابدو لها انني مجرم محترف ! ، وربما كنت اظنها مختلة عقليا وحقيقة كنت اعتقد ذلك !

تحدثنا طويلا وقد راق لي الحديث معها ، فهي تتحدث كثيرا ، وهذه النوعية مفيدة جدا بالسفر ، حتى اذا ما استطردنا بالحديث وجدنا مفتش القطار يقف على باب الغرفة والتي كنت قد تعمدت ان ابقيها مفتوحة ، ولكنه طلب منا ضرورة ان نغلقها من الداخل وذلك خشية ان يكون هنالك لصوص بالقطار قد يتسللون ويسرقون اغراضنا ونحن نيام ، وكأي فيتنامي محترم قام باغلاق الباب دون ان ينتظر اي رد فعل من احدنا ايجابا او رفضا !

شعرت انني ورطت ! ، وزاد الطين بله ان الفتاه الاسترالية المنفتحة والمتحررة والمتقدمة والتي جابت عشرات الدول وصاحبت العشرات من الرجال بدى عليها شئ من التحفظ بعد ان اغلق الباب ! ، وحدثت نفسي بأنه بالرغم من التقدم والمدنية وشعارات حرية المرأة واستقلالها والتي تتمتع به هذه الاسترالية وقريناتها من نساء الغرب والشرق ، الا انه ظل في داخلها شئ فطري من الحياء ان تجد نفسها في خلوة مع رجل ! ، وكنت أظن نفسي قد تورطت ولكن يبدو انها من تورطت ، لذلك استأذنتها بالنوم واستلقيت على فراشي واعطيتها ظهري وذهبت في نوم عميق.


كان برنامج الرحلة الذي وضعته يتضمن اقامتي مع اسرة فيتنامية في منزلهم الريفي في قرية نائية لم اتمكن ان اجدها عبر كل الاقمار الصناعية ! ، وكان هذا البيت الريفي لا يتضمن اي غرف ! ، بل كانت هنالك مساحة من المنزل تم تخصيصها للنوم وقد اصطفت فوقه عدد من المفارش والمخدات ، وكان يفصل بين كل مفرش واخر خرقة من القماش تشبه ثوب الصلاة للنساء ، هكذا وجدت نفسي اختار احد المفارش ، ثم كان ان جاورني في فراشي شاب وفتاه من اوروبا !

لم يروقني هذا الحال فليس هنالك حقيقة ما يفصل بيننا نحن الثلاثة ، وكنت اخشى ان يكونوا من الاشخاص الذين يتقلبون كثيرا اثناء نومهم ، فاجد نفسي في حضن الرجل بينما الفتاه مستلقية في فراشي !

هكذا فرض علي ممارسة دور صديق العائلة ! ، ووجدت نفسي قريبا منهما وهما يتحدثان ويتعاتبان ويتغازلان ويخلعان ملابسهما امامي لاستبدالها دون احم او دستور ! ، حتى اذا ما انتهوا ارسلوا لي ابتسامة مع كلمة ( سوري ) وكتفين مرفوعين باستنكار دلالة ان لا حيلة لهما !


عدت الى احبتي بعد قضاء رحلتي في فيتنام وقالوا لي كيف تصفها ؟

فقلت لهم :

كانوا يقولون ان العالم أرض رحبة ..

ثم تطور الأمر

فأصبح العالم قرية صغيرة ..

ثم يبدو ان الأمر تطور كثيرا

فأصبحت أصف العالم بأنه غرفة نوم !



ودمتـم في خيـر
اضافة رد مع اقتباس