|
متفائلون يا زعيم
قبل لقاء ذهاب الهلال بويسترن، قلت بأن الكثير بالغ في تصوير قوة الفريق الأسترالي، والبعض ربما كان دافعه التحذير منه، وهذا قد يشحن فريقنا سلبياً، وأن الزعيم لو لعب بشخصيته وبحضوره المعروف عنه لن يجد صعوبة في الفوز عليه، وأنه من غير المقبول أن نقارن فريقاً في نهاية عقده الخامس، وحقق 55 بطولة، ويتسيد آسيا ويتزعمها بعدد البطولات، حتى وإن خسر هذه البطولة، بفريق مازال في الفطام!! وليس في رصيده سوى بطولة يتيمة، وجاءت أحداث المباراة مطابقة لما كنت أتحدث عنه، فالزعيم يظهر بمستوى رائع وملفت جداً، ويحاصر ويسترن في ملعبه، ويشن عليه الغارات من كل الجبهات، وبدا لنا أن الهلال هو المضيف وأن ويسترن هو الضيف!! ولكن الزعيم لا يسجل بعد هذا كله، وهذا ربما كان دليلاً على الشحن الإعلامي والجماهيري الزائد الذي تعرض له، عند استعداده للقاء، ولا أدل على ذلك من التشتت الذهني الذي لازم كل اللاعبين، وكرة سالم الدوسري التي رمى بها بعيداً، وهو يقابل مرمى خالياً عرضه سبعة أمتار، وفي المقابل ويسترن يظهر كحمل وديع، يستقبل الغزو من كل مكان ويقول اللهم سلم سلم، ومن شاهده في الملعب يخيل إليه أنه جاء بـ(الترشيح) لهذا النهائي، ولم يتأهل عن طريق التصفيات، وكل ما كان يقوم به هو الدفاع عن مرماه، والتقوت على عثرات الخصم، والتي سجل من إحداها هدف اللقاء الوحيد، وعاد سريعاً لحصنه إلى نهاية المباراة، وهذه الخسارة قد تكون محبطة ومؤلمة للكثير، ولكنها في المقابل قد تأتي بالخير كله، وقد تنعكس إيجابياً على الهلال بشكل أكبر من الفوز لو تحقق، فهي ستبعد اللاعبين عن الكثير من الضغوط والشحن الإعلامي والجماهيري الرهيب، الذي لازم الفريق قبل الذهاب وكان مؤهلاً للزيادة في حال تجاوز سيدني هناك، وستبعدهم عن الثقة الزائدة والغرور، وعن أعدائهم وأعداء الوطن والذين كانوا يتمنون خسارة الزعيم جهاراً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل دون حياء!! وستجعلهم يعيشون حالة من الاسترخاء النسبي والتركيز إلى وقت لقاء الإياب، والتي من خلالها سيتمكنون من حسم اللقاء بإذن الله، فوق هذا كله الزعيم عود عشاقه على هذا السيناريو، فهو يعشق الصعاب، ولا يحب العبور إلا من أصعب الطرق، وأضيق المنافذ، والكرة والكأس مازالا على أرضه إلى الآن على كل حال، وأجزم بأن كل تلك المعطيات السابقة ستجعله ينفجر في وجه خصمه ويمزق شباكه، وربما بنتيجة كبيرة وغير متوقعة، هكذا أتوقع وهذا ما أتمنى، وما أعرف عن هذا الفريق العنيد، وذلك ما أقرأ في عيون اللاعبين عند استقبالهم في المطار، بقي أن نشدد على دور الجماهير فهي إما أن تساهم في الخسارة، بصيحات الاستهجان عند كل خطأ يقع فيه أحد لاعبينا وتربكهم وتشحنهم بدلاً من دعمهم، أو بقلة التشجيع والمؤازرة إلا عند الهجمات الخطرة فقط!! وإما أن تزفهم إلى الكأس بحسن تفاعلها مع المباراة وتشجيعها طوال التسعين دقيقة أو أكثر، مهما كانت أحوال المباراة، كما فعلت جماهير ويسترن تماماً، عندما زفت فريقها المتواضع إلى الفوز زفاً.
صالح الصنات
 | 