مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/08/2014, 07:41 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
ico2 [ قهوة الثلاثاء - 55 ] .. حينما طاردتني الشرطـة في المانيـا ؟! .. ( الجزء الثاني والأخير )

تابعت تحركهم نحوي دون ان اتحرك من سيارتي ، وتذكرت أن الأشخاص في الافلام الامريكية يضعون ايديهم على مقود السيارة في هكذا حالات لإظهار حسن النية ( لأول مرة أشعر أنني أدين بالفضل للأفلام ! ) ، ويبدو أن الهدوء في تصرفاتي وايضا أسرتي قد منحهم نسبة ضئيلة من الطمائنية حتى بادروا بفتح باب سيارتي وليس فتح النافذة كما هي العادة ! ، وطلبوا مني كافة الأوراق فمنحتهم اياها ، ثم سألوني جملة أسئلة على شاكلة : من اين اتيت والى اين ساتجه والغاية من تواجدك واين وكم ستقيم في المانيا ؟ ، فأجبتهم ،،،fficeffice" />

كانوا قد بدؤا يرفعوا ايديهم من زناد مسدساتهم حتى تسائل الشرطي الأول الذي تجاهلت طلبه بالتوقف في البداية وهو يقول لي مستنتجا بأنني أجيد الإنجليزية ! ، فأجبته أن لغتي لا بأس بها ، فكان أن طلب مني تفسير عدم توقفي بالرغم أنه وضع في نافذته الخلفية حسب قوله ذات العبارة ( أتبعني ! ) ولم أتبعه ؟!

حقيقة لم أكن أتذكر أنني شاهدت العبارة التي يتحدث عنها في النافذة الخلفية لأي سيارة ، فقلت له أنني لم اشاهدك سوى مرة واحدة حينما اخرجت لي العصى المضئية ! ، فقال لي : فلماذا لم تتوقف ؟ ، فقلت له : لقد ظننت وأنت تشير لي بعصاك المضيئة كأنك تطلب مساعدة ، ولم أكن صراحة مهتم بمساعدتك !

طلب مني الشرطي الترجل من السيارة والسير معه الى أن وصلنا الى سيارته ، وقام بتشغيل اللوحة بالنافذة الخلفية لسيارته ، ولكن مع اثار اتساخ النافذة نتيجة الامطار فلم تظهر العبارة بشكل واضح ، فانتهى الموضوع بأن حسم احد رجال الشرطة الأمر بعبارة : بالفعل ، لم يشاهدها !

ثم طلب مني اذا كان بالامكان ان يطرحوا علي بعض الاسئلة ؟! ، فأجبتهم بالموافقه ، فكان أن سألوني اذا ما لدي مخدرات أو سجائر أو كحول ؟! ، فأجبتهم وأنا لم اتمالك أبتسامتي بالنفي !

كان ينتابني شعور غريب حينما كانوا يسألونني بأن هنالك خطأ ما ! ، فأنا مسلم يفترض بديهيا ان لا اتعاطي تلك الممنوعات ، وهم من الغرب حيث يفترض ان لا يهتموا كثيرا بالسؤال عن ممارسات تروق لهم في العادة ! ، وبالرغم من ذلك شعرت ان هنالك حكمة ما بأن ما حرمه الله علينا كان قد توصل اليه الآخرين بعقولهم وتجاربهم أن به خطأ ما !

استئذنني بعد ذلك الشرطي بتفتيش السيارة ، فطلبت منه ان أطلب من عائلتي الخروج منها ، فأشار لي أن لا ضرورة وسوف يكتفون بتفتيش شنطة السيارة ، وهكذا بحرفية عالية جدا تناولوا حقائبنا وقاموا بتفتيشها واعادتها كأنها لم تتعرض الى تفتيش ! ، لذلك بعد ان اطمئنوا نظر كبيرهم نحوي وقد أنفرجت أساريره ورسم على وجهه ابتسامة مرحبة ، وهو يقول : نشكر لك تعاونك معنا ، نحن متأكدين أنك لم تشاهد اللوحة في المرة الأولى ، ويسعدنا ان تكون في المانيا ، ونتمنى لك قضاء وقت ممتع .

لم يكن الأمر قد أنتهى بالنسبة لي ! ، لذى قلت لهم وقد تأكدت انهم قد أنتهوا من عملهم : ولماذا كل هذا ( أقصد اجراءات ايقافي وطلب المستندات وتفتيش الحقائب ) ؟ ، وما هو الخطأ الذي ارتكبته حتى اتعرض لما تعرضت له ؟
أجابني من أطلقت عليه لقب كبيرهم : نحن نعتذر عن إي سوء فهم ، ولكن هذا اجراء روتيني نقوم فيه باختيار عينة عشوائية لأي زائر بالسيارة الى المانيا ( أظن إنه من باب الأدب لم يرغب بقول أننا نجري هذا التفتيش ممن يقدمون من هولندا بسبب أن تعاطي المخدرات لديهم مسموح ! ) ، إضافة إنه حدث سوء فهم وظننا في البداية انك فررت منا !
قلت له : وكيف عرفت ان السيارة ليست من المانيا بالرغم ان جميع لوحات سيارات الاتحاد الأوروبي متشابهه ؟!
قال لي : هي متشابهه ولكن تختلف بالحرفين الأوليين ، ففي المانيا تبدأ بحروف DH ، وفي فرنسا كما سيارتك FR ، وهكذا .
قلت له : شكرا .
قال لي : هل تود باي استفسارات أو اي خدمة ؟
شكرته ورحل كل منا في طريقه ،،،


ما يستفاد من القصة :

الشرطة العربية أذكي تعاملا ، وارقى سلوكا ، وأكثر ادبا ، وأشد احتراما ، وأقدر تفهما ، من الشرطة الألمانية ،،،



ودمتـم في خيـر

اضافة رد مع اقتباس