مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 10/11/2001, 07:52 AM
طلال طلال غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 09/09/2000
المكان: عروس البحر الأحمر
مشاركات: 2,243
Thumbs up الأخـــوة في الإســـــلام

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من دعا بدعوتهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين ... وبعد...


أخواني الأعزاء .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


أحب أن أكتب لكم عن (( الأخوة الإسلامية )) خاصة بأني أكتب هنا في موقع وشبكة تجمع الجميع محبة وألفة في الله ... وجمعنا لهذا المنتدى الرائع شباب مخلصين وأوفياء نحبهم في الله ... ونتمنى أن تكون محبتنا خالصة لوجه الله تعالى ولا تكون محبتنا لبعضنا البعض في نادي الهلال تطغو على محبتنا في الله ...


فالأخوة في الله هي منحة قدسية وإشراقة ربانية ونعمة إلهية يقذفها الله عز وجل في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أولياءه والأتقياء من خلقه .. كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأنفال (( لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )) وقال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً )).


فهذه الآيتان نزلتا في شأن الأوس والخزرج فإنه قد كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم صاروا إخواناً متحابين بجلال الله متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى ... ويوضح سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بأنك لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم... ولكن الله سبحانه وتعالى هو اللذي ألف بينهم..


وأخلص الأحاسيس الصادقة في اتخاذ مواقف إيجابية كالتعاون والإيثار والرحمة والعفو والتنفيس وقت الشدة والتكافل عن العجز .. وفي اتخاذ مواقف سلبية من الابتعاد عن كل مايضر بالناس وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم الإنسانية ..


فالأخوة في الله هي صفة ملازمة للإيمان وخصلة مرافقة للتقوى إذ لا أخوة بدون إيمان ولا إيمان بدون أخوة كما أنه لا صداقة بلا تقوى و لا تقوى بلا صداقة ...


أما أنه لا أخوة بدون إيمان فلقوله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات (( إنما المؤمنون إخوة )) ..


وأما أنه لا صداقة بلا تقوى فلقوله تعالى (( الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) ..


ولا شك أن الأخوة اذا أنعدمت من الإيمان ألتقت على المصالح الذاتية والمنافع الشخصية وأن الصداقة اذا أنسلخت من التقوى قامت على توريث العداوة والبغضاء في أول صراع على الدنيا يبدو ، وفي أول تنافس على المغانم وابتغاء المصالح يظهر !!!


وإن وجدت في المسلم ايماناً وتقوى ولم تجد جانبه أخوة صادقة وصداقة مخلصة فهو إيمان ناقص وتقوى مزعومة ..


وأما أن إيمانه ناقص فلقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه )) ...


وأما أنها تقوى مزعومة فلقوله تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ))


فهذه هي الأخوة الحقيقية في الله عز وجل فما عليكم أخواني الأعزاء الا أن تجلبوا باب الأخوة في الله وتتحقق قلوبكم بمعانيها وتذوب نفوسكم فيها لتكونوا فيما بينكم رحماء وعلى أعداءكم أقوياء أشداء متأسين بالرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنهم الله عز وجل (( محمد رسول الله ... والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) ...


فيا أحبتي في الله ... أحكموا أخوتكم ورسخوا وحدتكم .. وتآخوا بروح الله بينكم ... وأصلحوا بالإخلاص والتوبة نفوسكم .. وتميزوا بين الناس بأخلاقكم وسلوككم .. وأعطوا القدوة بأفعالكم وحسن تعاملكم.. وسيرو على منهج الإسلام في تثبيت محبتكم وتآلفكم وخذوا بهدي القرآن في تراحمكم وتوادكم ....


وجزاكم الله خير ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أخوكم المحب في الله
أبو فيصل



----------------------------------------
المراجع:
القرآن الكريم.
السنة النبوية المطهره.
الأخوة الاسلامية لعبد الله ناصح علوان.
مختصر تفسير ابن كثير .
اضافة رد مع اقتباس