مواهب في صناعة الأعداء ،،، أعتقد ليس هناك شيء في الدنيا أسهل من أن تصنع لك عدواً أو أعداء ، فكل ما عليك فعله هو إطلاق للسانك العنان ليقول ما شاء دون خوف من الله أو حياء من الناس .
تأملوا هذين الموقفين اللذين حدثا في الأيام القليلة الماضية :
ــ تلقى فريق الأهلي رباعية قاسية من الزعيم خرج بعدها سمو الأمير محمد بن عبد الله الفيصل بتصريح هادئ رزين يتضمن دروساً في احترام المنافسين ومعرفة أقدارهم وصناعة الأصدقاء ، ولم يزده ذلك التصريح في قلوب الهلاليين إلا حباً على حب ومودة على مودة وهكذا هم الكبار وهذه هي المثالية ، فلله دره من مسؤول .
ــ في الطرف الآخر المظلم هناك نائب رئيس النصر والذي هزم فريقه البارحة من الأهلي بجدارة ومع الشفقة ، وعز عليه أن يعترف بالهزيمة المستحقة فأطلق لسانه البذيء ليرتع في أعراض الأهلاويين والحكام في آن واحد ، وليخسر تعاطف الأهلاويين مع فريقه ، ويكسب مقت وشماتة عقلاء النصراويين ، ربما لا تقف الخسائر عند هذا الحد .
المباراتان انتهتا وسجل التاريخ نتائجهما ولكن التصريحان بقيا ، فالأول صنع أصدقاء بطول البلاد وعرضها والثاني صنع أعداء كذلك ، والمجهود لا يتعدى كلمات معدودة مخرجها واحد .
إن علماء الاجتماع وضعوا كتباً ومؤلفات مستقلة في [ فن صناعة الأصدقاء ] ولم يفعلوا الشيء نفسه مع [ صناعة الأعداء ] إذ الأمر سهل وميسور ولا يتطلب مواهب أو قدرات خارقة .
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
قال الشاعر :
مقالة السوء إلى أهـلهـا ....... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمه ....... ذمـوه بالحق وبالباطل |