مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 21/12/2013, 11:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ abo-Mouhanad
abo-Mouhanad abo-Mouhanad غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 06/01/2013
المكان: الرياض
مشاركات: 137
الورقة الرابعة :
الإيثار


الإيثار هو ان يقدم الانسان حاجة غيره على حاجته رغم احتياجه لما يبذله ، ويعتبر الإيثار من محاسن الأخلاق الإسلامية, فهو مرتبة راقية من مراتب البذل, ومنزلة عظيمة من منازل العطاء, لذا أثنى الله على أصحابه , ومدح المتحلين به, وبين أنهم المفلحون في الدنيا والآخرة قال الله تبارك وتعالى: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ﴿الحشر: ٩﴾

كما أن للسيرة النبوية ذكر للإيثار فقد روى البخاري وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لَا يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )
، وهناك الكثير من أمثلة الإيثار الكثيرة المنتشرة بيننا منها هو إثار الوالدين أبنائهم على أنفسهم .

وللإيثار أقسام أولاً: أقسامه من حيث تعلقه بالغير ويندرج في قسمين ، أولهما : إيثار يتعلق بالخالق ،لهذا النوع من الإيثار علامات دالة عليه, وشواهد موضحة له, لا بد أن تظهر
على مدعيه, وتتجلى في المتحلي به وهي علامتان، إحداها: أن يفعل المرء كل ما يحبه الله تعالى ويأمر به, وإن كان ما يحبه الله مكروهاً إلى نفسه, ثقيلاً عليه ،الثاني: أن يترك ما يكرهه الله تعالى وينهى عنه, وإن كان محبباً إليه, تشتهيه نفسه, وترغب فيه.

ثانيهما : إيثار يتعلق بالخلق ، ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى شروطاً للإيثار المتعلق بالمخلوقين تنقله من حيز المنع أو الكراهة إلى حيز الإباحة ولعلنا نجملها فيما يلي: • أن لا يضيع على المؤثر وقته • أن لا يتسبب في إفساد حاله • أن لا يهضم له دينه • ألا يكون سبباً في سد طريق خير على المؤثر • أن لا يمنع للمؤثر وارداً ، فإذا توفرت هذه الشروط كان الإيثار إلى الخلق قد بلغ كماله, أما إن وجد شيء من هذه الأشياء كان الإيثار إلى النفس أولى من الإيثار إلى الغير

وللإيثار فوائد كثيرة وخاصة في المجتمع الواحد منها :
• دخولهم فيمن أثنى الله عليهم مِن أهل الإيثَار، وجعلهم مِن المفلحين • الإيثَار طريق إلى محبَّة الله تبارك وتعالى • تحقيق الكمال الإيماني،
فالإيثَار دليلٌ عليه، وثمرة مِن ثماره • ومِن أعظم الثِّمار والفوائد: أنَّ التَّحلِّي بخُلُق الإيثَار فيه اقتداءٌ بالحبيب محمَّد صلى الله عليه وسلم .

أن الإيثار خلق نادر في زمان كهذا ورتبة الإيثار من أعلى المراتب، قد يكون اختفى في كثير من لحظات حياتنا فعلينا جميعاً
التعاون لأرجاع هذه الخصلة الطيبة والمباركة وأن نرغب فيها .