[ قهوة الثلاثاء - 46 ] .. أنـا مخطـوف ذهنيـا !
يبدو اننا امام واقع جديد يفرض حقيقة مفادها ان الاسلام اصبح تهمة ! .. وان كل من ينادي بشرع الله ويحث على تبني الفكر والخلق والسلوك الاسلامي هو مجرد مجرم يستحق لأجل ما يعتقد به الموت دون رحمة او شفقة !
ان هذا التطرف في الفكر والسلوك حيال الذين يعتقدون ان دين الله هو منهاج حياة يمكن تطبيقه في مجتمعاتنا طالما انها اسلامية ويفترض منها ان تحتضن افكارنا الاسلامية .. جعلنا للأسف الشديد نظن اننا نعيش في وهم ! .. وان الاسلام كمنهاج شامل للحياة لا يفترض ان يكون واقعا ملموسا في عقولنا وقلوبنا في آن معا !
بالأمس كنت اتابع المذبحة التي مارسها النظام المصري في حق شعب من ابناء وطنهم مارسوا حقهم كما الاخرين ونصوص الدستور في الاعتصام والذي كان بسبب انقلاب عسكري على سلطة قاموا بانتخابها عبر صناديق الاقتراع ! .. مذبحة الأمس كانت نتاج سلسلة مذابح سابقة توالت على اولئك الناس حين صلاة الفجر ثم حين صلاة العشاء وحين مسيرة النساء ! .. في رسالة من النظام المصري مفادها أجتثاث واستئصال كل من يحلم ان يقيم على وطنه مشروع الدولة والمجتمع المسلم !
لم أكن لأتعاطف مع إي أنقلاب ضد حكومة منتخبة ديمقراطيا حتى لو كان مدبري الانقلاب يحملون فكرا اسلاميا ضد خصومهم من العلمانيين او الليبراليين ! .. كما أنني بالرغم من خلافي الحاد مع فكر الروافض أو العلمانيين أو الليبراليين لم أكن لأبرر من يقتلهم او يعذبهم او يزج بهم في السجون لمجرد ان لديهم افكار ومعتقدات لا تتناسب مع الفكر او المعتقد الذي اؤمن به ،،،
اؤمن دوما ان العنف لا يولد سوى العنف .. واذا ما كان لدي أحدهم القدرة على الضرب فهنالك دوما طرف آخر قادر على الرد ! .. كما لا يمكن مطلقا اجتثاث عقيدة او فكرة طالما لديها اتباع سواء اتفقنا معهم او اختلفنا .. وان الشخص او الهيئة او النظام الذي يبرر العنف حيال خصومه سوف يأتي يوم ويبرر جرائمه حيال أقرب الناس اليه !
ودمتـم في خيـر
