الموضوع: دِيمُغلاطيّة !
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/07/2013, 05:55 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مسّتريح البال
مسّتريح البال مسّتريح البال غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 05/07/2008
المكان: بين ذاكرة الجسد وفوضى الحواس !
مشاركات: 1,119
دِيمُغلاطيّة !




دِيمُغلاطيّة

هجير مفرط يُداعب ليلة عذراء .. أصمّها الظلام .. وأعمى عينيها السواد .. لا تَسمع سوى طنين .. ولا ترى سوى الغسق عين اليقين .. تمشي الهوينا خشية الوقوع في براثن خديعته .. ويُغالطها واثباً ككلبٍ مسعور .. ثم يقترب منها مُدَاعِباً مُرَاوداً لها .. رغم ما تقاسيه من هم دفين .. وَجَرّح دامٍ ثخين .

يَهمِس لها ولا تَسّمَع .. يُعيد الكرَّة ولا يُسّمِع .. ورغم هذا يحاول إخضاعها مِراراً ولا تخضع .. تشعر بهِ يَقترب منها حدَّ التلامس .. مستغلاً ضعفها وظلام توشّحها دامس .. مسكينة هي لا تدري ماذا يريد! ويا ويل ليلتنا مما يُريد!

طال الظلام وغَرِقت في غسق الدجى
طال الظلام وانقطع حبل الرجاء
طال الظلام والليل يا ليلى سجى!

طال وفقدت بِكارتها .. وخطف الوجع نظارتها
طال وليته قصر .. قبل أن تعظُم خسارتها ..
تُحاول كتّم أنينها ولا تقدِر ..
تحاول جاهدةً الوقوف ولا يُثّمِر ..
تحاول أن تتماسك ..
ولكن يجهض عزمها عار المخاض غداً ..
ويا ويلُ ليلتنا من غدِ ..

معها الجموع تعاطفت
مقلٌ تحيرُ وما غفت
سالت محاجرهم دماً
والجرح يصرخُ ما خفت ..

الشعرُ جفَّ مَعِينَه
والصبحُ وارى جَبينَه
ليلٌ تطاول بالوجع
يسقيها قيء من فمه
حتى تورّم ثغرها
حتى تعفّر نحرها
لمّا ترضب وانتشى
أسقاها منهً شربةً
ما أغنى شيئاً ما روى ..

ليلُ الظلامِ وقد مضى
رفعت يداها باكية
تصرخ وتشكو راجية
رَبّاهُ تَعلو في الفضاء
حَكَمَ القوي وقد قضى
أمهِلّهُ ربي ساعة ً
وأريهِ عدلُكَ بالقضاء ..


وأخيراً : نامت بعد أنّ عَلَت شمس الضحى .. بعد أن نامت أعين الجبناء .. نامت بعد أن تلحّفت عباءة ذلك العناء .. نامت وهي على علمٍ يقين .. أن بعض السقوط علواً للسماء !


ودمتم في رعاية الله وحفظه



اضافة رد مع اقتباس