مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 10/06/2013, 05:22 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
alfayhaa Sport alfayhaa Sport غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
أرابيوم ــ هيام الإبس

أكد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف المصري من بناء سد “النهضة الإثيوبي “موقف سيئ للغاية، أوضح ان البدء الفعلي في إجراءات بناء السد بتحويل مجرى النيل الأزرق يعتبر صفعة سياسية ضد السلطة المصرية وإهانة بالغة، فقد حدث هذا الامر بعد يوم واحد من مقابلة الرئيس المصري للرئيس الإثيوبي، ومن الواضح أن الرئيس الاثيوبي لم يطرح الموضوع أصلاً على الرئيس مرسي.
وأكد هاني رسلان في تصريحات ل” محررة أرابيوم ” أن “مشروع سد النهضة له أهداف سياسية أكثر منها تنموية لإثيوبيا، ويبدو أن الأخيرة انتهزت فرصة انشغال السلطة السياسية المصرية حالياً بمشاكلها الداخلية، فتأكدت أن مصر لن تفعل شيئاً تجاه هذا الأمر، فقامت بالإعلان عن مشروعها”.
وكشف هاني رسلان أن “إثيوبيا غيّرت تصميم السد عدة مرات حتى وصلت سعته في المرة الأخيرة إلى 74 مليار متر مكعب، وهذا يؤكد أن إثيوبيا لها أهداف سياسية لأن هذا التصميم الأخير يولد طاقة أقل”.
وأضاف رسلان أن “لسد النهضة الإثيوبي أكثر من أربع تصميمات ودراسات متعددة آخرها وهو ما تم اعتماده ويشمل إقامة بحيرة ضخمة ملحقة بالسد تصل سعتها لـ74 مليار متر مكعب من المياه يتم امتلاؤها على مدى ست سنوات كل عام تملأ فيه هذه البحيرة سيتم اقتطاع 12 مليار متر مكعب من نصيب مصر من مياه النيل كل عام والذي يصل لـ55 مليار متر مكعب، ولا يكفي في الظروف الحالية للاستهلاك المائي للمصريين، كما أن هذه الكمية التي ستنتقص كل عام ستصيب مناطق زراعية كاملة بالصعيد بالتصحر بعد انخفاض منسوب السد العالي وبحيرته، إضافة الى أن انخفاض مخزون المياه سيمنع السد من توليد الكهرباء ما سيؤدي لحرمان مئات القرى المصرية من التيار الكهربائي، وهو ما لم تقبله مصر وتوضحه كل الدراسات الدقيقة بالأرقام.
وحذر هاني رسلان من خطورة انهيار سد النهضة المزمع إقامته لأنه تم تشييده على منحدر شديد الوعورة، حيث إنه سيُبنى على فالق جيولوجي يجعل القشرة الأرضية تتعرض الى تشققات ستؤدي الى انهيار السد وتدمير كافة المنشآت السودانية في مناطق “سنار، الروصيرص، ومروى” وسيؤدي انهيار السد أيضاً الى إغراق المساحات ما بين الخرطوم وصولاً الى السد العالي في الشمال عند أسوان”.
وأضاف رسلان “أما بخصوص الأخطار على مصر فهذا يتوقف على سعة تخزين بحيرة ناصر، حيث تصل المياه الى السد العالي بعد 18 يوماً من انهياره فإذا لم يكن منسوب البحيرة منخفضاً فإن السد العالي معرّض للانهيار”.
أما عن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها مصر ضد بناء السد، أوضح هاني رسلان أنه “مع هذه التصريحات التي نسمعها من السلطة المصرية بأنه لا ضرر على مصر من بناء السد، فأعتقد أنها لن تتخذ أي إجراءات لا سياسية ولا عسكرية، ولا تستطيع أن تتجه للتحكيم الدولي لأن من شروط اللجوء للتحكيم الدولي أن يتفق الطرفان المتنازعان على ذلك أولاً، وهذا بالطبع لن يحدث على الأقل من الجانب الإثيوبي”.
وبشأن التحرك السوداني في الأزمة، قال رسلان: “السودان سوف يستفيد من السد استفادة مؤقتة من خلال انتظام تدفقات المياه طوال العام وتحاشي أخطار الفيضان وزيادة المساحة الزراعية لديه، لكنه سيواجه مشكلة على المدى البعيد، أبرزها أن السودان سيتحول للأسمدة الزراعية بدلاً من الاعتماد على الطمي، وهذا فيه كلفة على السودان، ولكن الخطورة التي ستقع على السودان عندما يتعرض السد للانهيار؛ لأنه في هذه الحالة سوف تنهار كل المنشآت السودانية القريبة من السد، ويخشى أن تختفي العاصمة الخرطوم تحت المياه حال انهيار سد النهضة.
وأضاف رسلان أن جوهر الأزمة الحالية هو السعى لتغيير القواعد الحاكمة لتوزيع المياه على حساب مصر، وهذا أمر صعب الحدوث ما لم تقم مصر بالتوقيع، لأن هناك اتفاقيات وقواعد دولية مستقرة، ثم أن الطبيعة الحاكمة للأزمة الحالية ذات أبعاد سياسية واستراتيجية وليست تنموية أو فنية فقط، كما تحاول إثيوبيا وبعض الدول الاخرى أن تروج لها، ومن ثم فان المعالجة يجب ان تسير فى نفس الاتجاه، وعدم السماح لممثلى بعض البعثات الدبلوماسية من بلدان حوض النيل بترويج معلومات خاطئة أو التحدث بقدر من عدم اللياقة عن بعض المواقف أو وجهات النظر المصرية.
ونوه إلى أهمية التوضيح والتركيز الكامل على أن مصر تسعى للتعاون دائما، وهناك الكثير من الوقائع التى تشهد على هذا تاريخيا. وفى الوقت الحالي، فمصر لا تقف حجر عثرة أمام تنمية أى دولة فى منابع النيل ولابد من بذل جهد أكبر لرفع أى التباس قد يقع لدى الرأى العام والإعلام، والابتعاد بهذه القضية عن مجال التراشق السياسى حول أخطاء النظام السابق تجاه أفريقيا، ثم سحب ذلك على قضايا المياه، لأن ذلك فى الحقيقة يضر بالموقف المصرى كثيرا، ويعنى التراجع عن مطالب مصر الأساسية، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.




المصدر : أرابيوم
اضافة رد مع اقتباس