الموضوع: أفكار متلاقحة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/02/2013, 05:01 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مسّتريح البال
مسّتريح البال مسّتريح البال غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 05/07/2008
المكان: بين ذاكرة الجسد وفوضى الحواس !
مشاركات: 1,119
أفكار متلاقحة



جيبوا لي دكتور نفسية

منذ قديم الأزل والإنسان يشكّل محورا ً أساسيا ً في الشر , وحجر زاوية في كل ما يحدث من حوله من مشكلات ومعضلات ومصائب , حتى أصبح بعض بني البشر أشد مكرا ً وخبثاً من ذلك الذي أبى أن يسجد لأباهم .

ولو أن الإنسان خيّر كما يروج هو لنفسه , لقدّم بعض التنازلات حتى يعم الخير الأرض , ويصبح السلام واقع ملموس وغصن الزيتون الذي يصرخ كل يوم أعتقوني , يستغل في شيء آخر غير الشعارات المستهلكة التي ترفع الآن .

ما نعلمه جميعا ً أن الفرد ينشأ محاطا ً بمجتمع يؤثر فيه ويتأثر به , ويغذي سلوكه حتى يصبح جزءا ً لا يتجزأ منه , ويؤدي ذلك الاندماج إلى واقع حتمي وملموس في حياة ذلك الفرد لا شعوريا ً يتحكم بـ أفكاره وخواطره ومشاعره , والإنسان بطبيعته خلّاق ومحلل ومفكر بما وهبه الله من عقل يميزه عن غيره من مخلوقاته , فتصبح تلك الأفكار التي ينتجها الشخص نتاج طبيعي لتفكيره واستنتاجاته حسب قدراته العقلية التي وهبه إياها خالقه .

تتلاقح الأفكار فتنتج لنا أحد اثنين , إما خيراً أو شر ومكر , وفي كلا الحالتين تكون النتيجة خلاصة ما توصل إليه ذلك الفرد من خلال مجتمعه وبيئته وظروفه المعيشية .

عندما تجتمع تلك الأفكار وتصبح سلوكا ً ومكونا ً أساسيا ً من شخصية ذلك الإنسان تتبلور تلقائيا ً في عقله الباطن وتصبح كالأداة المغيبة وقتيا ً حتى يأتي الموقف الذي يستثيرها فتخرج لا شعوريا ً كفعل أو ردة فعل يحددها الموقف أو الصدمة المصاحبة لها . ولكن عندما يتطور الأمر وينتقل من مرحلة السلوك إلى مرحلة الصراع النفسي ( أفكار نفسية ) يصبح الأمر متأزم وبدل أن تصبح مجرد فكرة تنتقل إلى درجة المرض النفسي ويطلق حينها على صاحب تلك الأفكار مصطلح ( نفسية ) .

والنفسيات من حولنا كثر أجارني الله وإياكم منهم ومن شررهم المتطاير , فمنهم من صاحب نفسه على سبيل المثل ومنهم أيضاً من يتمسك بشيء ما ملك لغيره ويظنه من ضمن أشيائه ولا يزيد إلا عبثاً به رغم أنه ليس في رغدٍ من العيش! , فلا يكاد يخلو بيت أو شارع أو مدرسة أو مؤسسة أو منظمة أو نادي أو منتدى من تلك العينات بل في بعض الأحيان تجدهم بكثرة حتى يكاد يطغى عددهم على عدد الأصحاء !

وهذا بلا شك مؤشر خطير ينبأ بحدوث كارثة محتملة , أشد وقعا ً على النفوس من وقع اغتيال المنخل من قبل شبيحة النعمان بسبب فتاته فتاة الخدر رغم أن ذنبه الوحيد أنه كان عاشقاً متيماً خانه التعبير فكتب قصيدته التي لازال العشاق يتناقلونها إلى اللحظة.

لكن السؤال الذي يلح علي وأريد أن أجد له إجابة : ما سبب تزايد تلك الظاهرة ( النفسية ) وهل لذلك علاقة برخص الريال أم أنه كان نتاج حتمي لـ الانحلال ؟!


ودمتم في رعاية الله وحفظه


اضافة رد مع اقتباس