الموضوع:
* مجلة طله العدد العاشـ 10 ـر:ثرثرة من صنع أحمد! وأبو ميرا "عليمي"! والسيناتور يُمنع من أكل تفاحه .. والكثير داخل العدد
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
3
19/02/2013, 06:43 PM
مجله طله
شبكة الزعيم
تاريخ التسجيل: 26/02/2010
المكان: في المجلس العام
مشاركات: 144
"
قناعات
"
-
قبل عشرات السنين حينما وصل التحضر والتمدن إلى أوساط أفريقيا كانت هناك قبائل في أوغندا تعيش بمعزل عن بقية القوم في صحراء قاحلة لا ينبت فيها الزرع ، وكان مصدر عيشهم الوحيد الحليب الذي تدرّه ضروع مواشيهم التي كساها الضما والعطش ، ولم تكن تلك القبائل تعلم عما يدور في داخل المدن بسبب عزلتها ووجودها في مكان قصي .
كان ما يميز تلك القبائل أن رجالها لا يرتدون الثياب بينما نسائها يكتفين فقط بقطعة من جلد ، وكان هذا الأمر يقلق رئيس البلاد ، فنما إلى مسامعهم أنه لابد لهم من ارتداء السراويل والثياب وانتعال الأحذية ، وأن أي شيء غير ذلك يعتبر مخالف للقوانين والأنظمة !
صعق أبناء تلك القبائل بذلك الأمر واعتبروه عملاً قمعياً , وحينما حاول كبار القوم في القرى المجاورة من الجهر بهذا القول وإسداء النصح لهم ، كانت كلماتهم تضيع وسط صراخ رجال القبائل الساخطين !
أيقن رئيس البلاد أن الأمر يتطلب تحركاً على نطاقٍ أوسع فاضطر إلى الذهاب إليهم بنفسه والتجول في أوساطهم وإقناعهم بمحاسن ارتداء السراويل والثياب وأن في ذلك فضائل ومحاسن كثيرة ! فاقتنع بعض عقلائهم بكلامه وامتنع البعض الآخر ، وما هي إلا أيام حتى انتشر وباء الكوليرا في أوساط تلك القبائل ، ليؤكد لهم بما لا يدع مجالاً للشك – أن كل ما تفعله الثياب هو أنها تخبئ المرض! – فعادوا على ما كانوا عليه وخلعوا ملابسهم !
-
تخرج من إحدى الكليات التطبيقية وكان من أوائل تلك الدفعة ، بعد عناء تلك السنين وبعد أن حصل على الشهادة ، ذهب يبحث عن وظيفة تناسبه وتخصصه الذي اختاره ، لم يجد! حاول مرة وأخرى ، كان يصدم دائماً بالرد : ما نحتاجه خبرة عملية حتى نتمكن من توظيفك الشروط واضحة !
مرت الأيام تتلوها الشهور حتى مضى من لحظة تخرجه أكثر من عام ، لم يجد سوى وظيفة في إحدى الشركات الصغيرة موظف استقبال بمرتب ضعيف جداً ، الحاجة وقلة الفرص وإصرار والده جبرته على القبول ، ولكن لم تفت في عضد طموحه ، اعتبرها محطة عبور إلى ما هو أبعد .
ثابر اجتهد عمل بلا كلل ، بعد خمس سنوات وجد نفسه في شركةٍ كبرى وقد أصبح رئيساً للقسم الذي لطالما كان رؤسائه ينهرونه عنه بداعي الخبرة !
-
مُسنة أحفادها وحفيداتها أصبحوا أباء ، أُمية لم تتعلم لا تعرف إلا الفاتحة وقصار السور لتؤدي بها صلاتها ، استحت أن تموت وتقابل ربها بحالتها تلك !
قررت أن تبدأ في تعلم القرآن ، انتسبت إلى دار يعلم كبار السن والأميين قراءة القرآن ، ثابرت اجتهدت أخلصت وكل ذلك ابتغاءً لمرضاة الله .
ما هي إلا عامين حتى أصبحت حافظة لتسعة عشر جزءاً من كتاب الله ! ولا زالت تطمح أن تتم حفظ كتاب الله كاملاً .
-
أُدخل السجن بسبب خطأ ارتكبه بحق نفسه ومجتمعه ، بعد أقل من عام خرج إلى الحياة من جديد ، لم يستطع التأقلم والتكيف ، أصبح يرى كل نظرة تواجهه بأنها اتهام مُبطن ، عَلِم أنه دخل عالم الإجرام ولن يخرج منه .
مرت الأيام تلو الأيام ، عاد إلى السجن مرةً أخرى ، ولكن بتهمةٍ أكبر بكثير ! أُقتيد إلى المحكمة ونطق الحكم : القصاص تعزيراً ، وما هي إلا أيام ونُفّذ الحكم .
-
إنها القناعات
!
مجله طله
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة مجله طله