عندما أسدل الظلام ستاره ... ونشر القمر خيوطه وخيم السكون أرجاء غرفتي أويت إلى فراشي .. وما لبث إلا وأنا أسمع أنات وبكاء شديد ... تسارعت نبضات قلبي لا أعلم من أين يصدر هذا الصوت ؟؟؟ وإذا بالصوت يداهمني من جديد ويزيد في بكائه وأناته .. نهضت من فراشي وبدأت أقول : من الذي يبكي أرجوك حدثيني من أنتى ؟؟ وإذا بصوت يكلمنى وبقول بنبرة حزينة .. آسفة على إزعاجك ... قلت باستغراب من أنتي ؟؟ قالت :
أنا تلك النجمة اللامعة في السماء ..... وقد بدأت على محياها علامات الحزن والحيرة ......
قلت : يا تلك النجمة الساطعة المضيئة ما الذي يعلو محياك ....
قالت : لقد اخذت للحزن عنوان ........
قلت : ولماذا كل هذا الحزن يا نجمتي الساطعة ....
قالت بنبرة الحزن والألم يعتصر قلبها ...
كم من شاب فقد والمستقبل ينتظره بسبب السرعة ؟؟؟؟
وكم من أسرة فقد عائلها بسبب الحوادث المرورية ؟؟
وكم من نساء ترملن بسبب الحوادث المرورية ؟؟؟
وكم من شخص فقد بسبب الحوادث المرورية ؟؟؟ فقالت تلك النجمة : ما مفهوم الاستراتيجية العامة للحملة الوطنية الشاملة للتوعية المرورية ؟؟؟
قلت : لا بد لكل عمل رشيد في الحياة من غاية وهدف يسعى إلى تحقيقه ومن هذا المنطلق ، فإن الحملة الوطنية هي الطريقة المثلى لتحقيق الأهداف الإعلامية المنشودة ...
قالت وقد بدأت الحيرة تعلو محياها ... ما هي الأهداف العامة للحملة ؟؟؟
قلت : * تنمي الحس الأمني وحفز الشعور بالمسؤلية للجميع لدى كافة أفراد المجتمع .... كما أنه واجب وطني لا بد من استشعار المسؤولية ( فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته ) ...
* توطيد العلاقة ومد جسور من الثقة بين رجال الأمن العام وأفراد المجتمع من خلال الثقة المتبادلة من أجل تعزيز الجهود ... والحد من الحوادث المرورية ومن مبدأ ( أن المواطن هو رجل الأمن الأول ) ..
قالت : إذن ما هي الأهداف الخاصة في المرحلة الثانية من الحملة ؟؟
قلت : * التصدي لظاهرة السرعة في قيادة المركبات كأحد المسببات الرئيسية للحوادث المرورية ...
فالسرعة ظاهرة لها تأثير مباشر على حياة الفرد وأسرته ومجتمعه سواء كان بالفقد الكلي أو الجزئي وأثر ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ..
قالت : إذن ما هو شعار تلك الحملة ؟؟
قلت : مكونات الشعار : يحمل مفهوما دقيقا " لحماية ارواح الناس " من خلال :
* ورقة نبات خضراء ترمز للحياة ..
* تربة صفراء ترمز لنهاية مصير الإنسان ..
* وبين الرسمين رمز الإنسان يقف بين المفهومين في إشاره واضحه لأهميه الحفاظ على النفس البشرية ..
قالت بعد تفكير طويل : ما أبعاد الاستراتيجية الإعلامية ؟؟
* البعد الديني : حيث تهدف الحملة إلى ربط الشعور الديني لدى المواطن بمفهوم وغاية الدين من صيانة النفس وتعزيز الوعى .. فالشريعة الإسلامية تؤكد على منع الضرر سواء للفرد نفسه أو مجتمعه .. امتثالا لقول الله تعالى ( ولا تلقوا بإيديكم إلى التهلكة ) ..
* البعد الإنساني : تتعاظم المعاناة الإنسانية في مواجهة الفقد الإجتماعي الناجم عن التفريط البشري بالأمن والسلامة لأفراد المجتمع ، حيث تكون المعاناة الإنسانية في قمة صورهاحين يكون الإنسان ذاته هو مصدر شقاء نفسه أو بني مجتمعه ...
* البعد النفسي : يرتبط البعد النفسي بصورة الشعور بالأمن ونفي الآثار الناجمة عن القلق ومظاهر عدم الشعور بالسلامة الاجتماعي ..
* البعد الاقتصادي : إن السرعة عنصر مؤدي للفقد والإصابات الجسدية وهدر للعقول الإنسانية من خلال المؤثرات العقلية ...
قالت والحيرة تعلوها ، والدمع لا يفارقها .. ماهي نتائج الحوادث المرورية خلال 30 سنة ؟؟؟
قلت : إن نياط القلب تتقطع لتلك الارقام المخيفة حقا .. وان الدمع تنساب على كل خد مترقرق ...
عدد المتوفين في الحوادث المرورية 46778 متوفى .. عدد المصابين في الحوادث المرورية 840588 مصابا ..
عدد الحوادث المرورية 3265511 حادثا ..
حالة وفاة واحدة وأربعة مصابين كل ساعة على طرق المملكة .. قالت إيضا : لا ننسى أن احد الاعضاء البارزين في شبكة الزعيم هما : شايب الهلال / وتاج رأسي .. لقد فقدوا في تلك الحوادث ... 