مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 25/11/2012, 05:27 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ maxezo7
maxezo7 maxezo7 غير متواجد حالياً
نائب رئيس رابطة برشلونة
تاريخ التسجيل: 26/11/2008
المكان: :) Camp nou
مشاركات: 7,016
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
معاني الكلمات :

اتل : اقرأ.
من إملاق : من فقر.
الفواحش: جمع فاحشة كل ما قبح واشتد قبحه كالزنا والبخل.
حرم الله : أي حرم قتلها وهي كل نفس إلا نفس الكافر المحارب.
إلا بالحق : وهو النفس بالنفس وزنى المحصن، والردة.
بالتي هي أحسن: أي بالخصلة التي هي أحسن.
أشده: الاحتلام مع سلامة العقل.
بالقسط: أي بالعدل.
إلا وسعها: طاقتها وما تتسع له.
تذكرون: تذكرون فتتعظون.
السبل: جمع سبيل وهي الطريق.

معنى الآيات :

ما زال السياق في إبطال باطل العادلين بربهم المتخذين له شركاء الذين يحرمون بأهوائهم ما لم يحرمه الله تعالى عليهم فقد أمر تعالى رسوله في هذه الآيات الثلاث أن يقول لهم: {1تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} لا ما حرمتموه أنتم بأهوائكم وزينه لكم شركاؤكم. ففي الآية الأولى جاء تحريم خمسة أمور وهي: الشرك، وعقوق الوالدين، وقتل الأولاد، وارتكاب الفواحش، وقتل النفس فقال تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم2 ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً} فأن تفسيرية3، ولا ناهية وهذا أول محرم وهو الشرك بالله تعالى، {وبالوالدين إحسانا}، وهذا أمر إذ التقدير وأحسنوا بالوالدين إحساناً، والأمر بالشيء نهي عن ضده فالأمر بالإحسان يقتضي تحريم الإساءة والإساءة إلى الوالدين هي عقوقهما، فكان عقوق الوالدين محرماً داخلاً ضمن المحرمات المذكورة في هذه الآيات الثلاث. {ولا تقتلوا أولادكم1 من إملاق نحن نرزقكم وإياهم} فهذا المحرم الثالث وهو قتل الأولاد من الإملاق الذي هو الفقر وهذا السبب غير معتبر إذ لا يجوز قتل الأولاد بحال من الأحوال وإنما ذكر لأن المشركين كانوا يقتلون أطفالهم لأجله وقوله تعالى {نحن نرزقكم وإياهم} تعليل للنهي عن قتل الأولاد من الفقر إذ مادام الله تعالى يرزقكم أنتم أيها الآباء ويرزق ابناءكم فلم تقتلونهم؟ وفي الجملة بشارة للأب الفقر بأن الله تعالى سيرزقه هو وأطفاله فليصبر وليرج، ولا يقتل أطفاله. وقوله تعالى: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن }. هذا الأمر الرابع مما حرم الله تعالى، وهو فعل الفاحشة التي هي الزنى وسواء ما كان منه ظاهراً أو باطناً والتحريم شامل لكل خصلة قبيحة قد اشتد قبحها وفحش فأصبح فاحشة قولاً كانت أو فعلاً أو اعتقاداً، وقوله: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق2} هذا هو المحرم الخامس وهو قتل النفس التي حرم الله قتلها وهي كل نفس ما عدا نفس المحارب فإنها مباحة للقتل، والحق الذي تقتل به النفس المحرمة واحد من ثلاثة وهي القود والقصاص فمن قتل نفساً متعمداً جاز قتله بها قصاصاً. والزنى بعد الإحصان فمن زنى وهو محصن وجب قتله رجماً بالحجارة كفارة له، والردة عن الإسلام، وقد بينت هذه الحقوق السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وقوله تعالى في ختام الآية {لعلكم تعقلون} أي ليعدكم بترك هذه المحرمات الخمس لأن تكونوا في عداد العقلاء، لأن من يشرك بربه صنماً أو يسيء إلى أبويه أو يقتل أولاده أو يفجر بنساء الناس أو يقتلهم، لا يعتبر عاقلاً أبداً إذ لو كان له عقل ما أقدم على هذه العظائم من الذنوب والآثام.
وفي الآية الثانية وهي قوله تعالى {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده3، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها، وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى، وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} ففي هذه الآية جاء تحريم أربعة أمور هي: كل مال اليتيم، والتطفيف في الوزن، والجور في الأقوال والأحكام، ونكث العهد. فقوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم} أي بما ينقصه أو يفسده إلا بالحالة التي هي أحسن له نماءً وحفظاً وقوله {حتى يبلغ أشده} بيان لزمن اليتم وهو من ولادته وفوت والده إلى أن يبلغ زمن الأشد وهو البلوغ، والبلوغ يعرف بالاحتلام أو نبات شعر العانة، وفي الجارية بالحيض أو الحمل، وببلوغ الثامنة عشرة من العمر وعلى شرط أن يبلغ اليتيم1 عاقلاً فإن كان غير عاقل يبقى في كفالة كافله، وقوله تعالى: {وأوفوا الكيل2 والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها} أمر بتوفية الكيل والوزن، والأمر بالشيء نهي عن ضده، وبذا حرم بخس الكيل والوزن والتطفيف فيهما وقوله {بالقسط} أي بالعدل بحيث لا يزيد ولا ينقص، وقوله {لا نكلف نفساً إلا وسعها} أي طاقتها رفعاً للحرج عن المسلم في الكيل والوزن إذا هو نقص أو زاد بغير عمد ولا تساهل.
وقوله تعالى {وإذا قلتم فاعدلوا3 ولو كان ذا قربى} هذا المحرم الثالث وهو قول الزور وشهادة الزور، إذ الأمر بالعدل في القول ولو كان المقول له أو فيه قريباً نهى عن ضده وهو الجور في القول.
وقوله تعالى {وبعهد4 الله أوفوا} متضمن للمحرم الرابع وهو نكث العهد وخلف الوعد، إذ الأمر بالوفاء بالعهود نهي عن نكثها وعدم الوفاء بها، وقوله تعالى {ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} إشارة إلى ما تضمنته هذه الآية الثانية مما حرم تعالى على عباده، وقوله {لعلكم تذكرون} أي ليعدكم بذلك لأن تذكروا فتتعظوا فتجتنبوا ما حرم عليكم. وقوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} هذه هي الآية الثالثة من آيات الوصايا العشر وقد تضمنت :
الوصية الأولى: تحريم الشرك بالله
أول وصية أوصانا بها هي عدم الشرك بالله تعالى ، فأوجب علينا أن نخصه و حده بالعبادة و أن نترك الخرافات و أن نبتعد عن الاستعانة والاستغاثة وطلب المعونة والرزق والشفاء من غير الله فالله وحده هو الرزاق الشافي
هو القادر على كل شئ
الوصية الثانية : الإحسان إلى الوالدين
بعدها مباشرة أمرنا الله عزّ وجل بالإحسان إلى الوالدين و معاملتهما معاملة كريمة بمقامهما نابعة بالحب و الحنان و العطف ، و بعدم أهانتهما و عقوقهما لأنه بذلك يؤذيهما و لما فيه من مفسدة عظيمة في الدنيا و الآخرة
الوصية الثالثة : تحريم قتل الأولاد خشية الفقر
لما أوصى ربنا تعالى ببر الوالدين و من في حكمهما اتبع ذلك بضرورة الإحسان إلى الأبناء و الأحفاد ، فأوصى الآباء بعدم قتل الأولاد و خاصة البنات – و هي عادة جاهلية – خشية الفقر ، فالله تعالى هو الرازق لجميع العباد
الوصية الرابعة : تحريم اقتراف الفواحش
حذرنا الله تعالى من الاقتراب من الفواحش و الكبائر و الآثام من أقوال و أفعال قبيحة سواء كانت في الظاهر المعلن أو في الباطن السري و قد نهانا عن الاقتراب منها فما بالك بمن فعلها أو اقترافها ؟؟..
الوصية الخامسة : تحريم قتل النفس
حرّم الله تعالى قتل النفس و الاعتداء عليها لان ذلك جريمة كبرى في حق الإنسانية و اعتداء على خلق الله و قتل النفس مؤمنة كانت أم معاهدة لا يجوز شرعا
الوصية السادسة : و جوب المحافظة على مال اليتيم
لا يجوز أخذ شيء من أموال اليتامى، إلا بما فيه مصلحة و نفع لهم في حفظ المال و تنميته و حمايته من المخاطر و الأنفاق منه بحسب الحاجة
فأكل مال اليتامى ظلم و اعتداء على حقوق الضعفاء و استغلال لحاجاتهم و صغرهم
الوصية السابعة و الثامنة : أيفاء الكيل و الميزان
إتمام الكيل و الميزان بالعدل و البعد عن التطفيف في الأخذ و العطاء و عند البيع و الشراء فيه حفاظ على الحقوق المالية من الضياع بين الناس و عدم ظلمهم ، لذلك و جب تحري العدل
في البيع و الشراء بقدر المستطاع
الوصية التاسعة : العدل في القول
أوصانا الله عز و جل بوجوب العدل و الصدق في الشهادة أو الحكم الحديث إذ بيه تصلح شون الأمم و الأفراد .
و العدل هو أساس المُلك وركن العمران و قاعدة الحكم
فيه إنصافا للحق و إظهارا له و من المعلوم إن الإسلام هو دين الحق و العدل
الوصية العاشرة : الوفاء بالعهد
على المسلم إن ينجز و يفي بما عاهد الله تعالى عليه أو ما عاهد الناس بيه لأنه يوفر بين الناس الخير و العطاء ، ويحقق معنى النظام و احترام المواعيد و الوقت.
اضافة رد مع اقتباس