مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 04/11/2012, 02:33 AM
ابو المثنى ابو المثنى غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 29/08/2007
مشاركات: 325
المتابعه الاخيره ( هام )
.

السنن الربانية والحدث الكوني

القرينة الثالثة : السنن الربانية في إهلاك الأمم


القرآن الكريم منهاج الأمة الخالد ونبراس الحق ، ونور القلوب في استلهام مجريات الصراع بين الحق والباطل ، وقد تضمن سنناً ثابتة للنصر أو الهزيمة ، للبقاء أو الهلاك ، وهذه السنن المنثورة في القرآن الكريم ضمن سياقات محددة تشير بوضوح إلى أن هناك قانوناً ربانياً عاماً مبنياً على أسباب ونتائج – وفق قدر الله – وهذا القانون يتحدد من خلاله بقاء أمة أو هلاكها ، وهذا القانون شأنه شأن القوانين الطبيعية الأخرى التي قدرها الله سبحانه وتعالى في الكون بحيث يترتب على وقوع السبب حصول النتيجة المترتبة عليه ، بل السنن الربانية في إهلاك الأمم أكثر ثباتاً من القوانين الطبيعية في الكون ، والذي دل على كونها أكثر ثباتاً هو الذي قدرها ، وهو الله سبحانه وتعالى .

يقول الله سبحانه وتعالى : } سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً { ([1]) } سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً { ([2]) } سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً { ([3]) } وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً، اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً { ([4])


فالآيات تشير صراحة إلى هذا القانون الإلهي المقدر والمبني على السبب والنتيجة في تصريف الأمم وهلاكها والآيات واضحة الدلالة على ثبات هذه السنن ، وهذا المعنى أشار إليه محمد الغزالي بقوله : » .. والأساس أن القرآن نبه فعلاً إلى أنه كما توجد سنن كونية في إطار المادة تجعل درجة الغليان مثلاً عند المائة ، ودرجة التجمد عند الصفر ، أو تجعل للغازات ضغوطاً معينة .. كذلك الأمر في الحضارات البشرية ، وانهيارات الأمم وانتصاراتها : إنها تخضع لقوانين لا يمكن أن تتبدل .. سنن الله في المجتمعات هي صور أخرى مكملة أو امتداد طبيعي لسننه في العلوم التطبيقية .. ليس هناك فوضى في الكون من ناحية البناء العلمي له ، ومن ناحية الانطلاق الحضاري ، سنن قائمة بيقين ، وسنن ثابتة .])

كلام الغزالي صريح ، ولا يحتاج إلى تعقيب ، والآيات السابقة دلالتها واضحة على أن الأمم – من حيث الزوال أو البقاء - تحكمها قوانين ربانية ثابتة لا تتبدل ولا تتحول ما دامت السماوات والأرض ، ولئن كان الغرب أوفق منا في اكتشاف قوانين الطبيعة وتوظيفها في الحياة من خلال التأمل في آيات الله المنظورة ، فنحن أولى منه في اكتشاف قوانين السماء في صراع الحق والباطل من خلال التأمل في آيات الله المقروءة والدالة على هذه القوانين ، وهذا باب عظيم غفلنا عنه ، ولا يتسع مجال البحث هنا لملاحقته ؛ لأن هذا الموضوع لوحده يحتاج إلى مجلد ضخم ، لذا سأقتصر هنا على بعض الإشارات التي سأخلص منها إلى نتيجة تعتبر قرينة دالة على وقوع حدث كوني هائل يعصف الكرة الأرضية .
1- السنن الربانية المهلكة .


خلال استقراء قمت به لكتاب الله والسنن المبثوثة فيه مقارنة بواقعنا المعاصر وجدت أن أكثر هذه السنن قد تجسدت في العالم بما يوحي بقرب عقوبة ربانية تتناسب و طبيعة الجرم ، ولعل أهم السنن الربانية المهلكة والمذكورة في القرآن هي الظلم ، وهو مشاهد في عصرنا بشكل واضح وبكامل صوره سواء كان الكفر بعينه أو الظلم الاجتماعي أو الظلم الاقتصادي أو الظلم لأهل الله سبحانه وتعالى في الأرض بإثارة الشبهات حولهم وببث الشهوات بينهم ، أو بتعذيبهم أو تكذيبهم أو حصارهم اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً أو بالمكر بهم وملاحقتهم .


ومن هذه السنن أيضاً الاستكبار والعلو في الأرض والنموذج العادي والفرعوني لحظة هلاكهما موجودان في عصرنا وهناك من نرى لسان حاله يقول : من أشد منا قوة ، ومن يرى أن أهل الله سبحانه وتعالى في الأرض شرذمة قليلون ، وهناك من يرسل إلى المدائن بل إلى الدول ليحشر كل طاقاته وجيوشه للكيد بالإسلام وأهله ، وهناك من يرى استخدام القوة بأبشع صورها مع كل من يثبت على دينه ، ويتمثل منطق فرعون القائل : سنقتل أبنائهم ، ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون .
ومن هذه السنن الكيد لأهل الله من خلال التآمر عليهم ، وهذا واضح في عصرنا ، ومكرهم لا تزول منه الرجال فقط بل تزول منه الجبال ، سواء كان مكراً بالقرآن نفسه أو بالسنة أو بمدارس القرآن أو بالمناهج الدينية حتى لو كانت تتضمن قصوراً ، أو بتعاليم الإسلام وثوابته من خلال ملاحقة المرأة العفيفة والكيد بها ومصادرة فكرها التليد ، وبث الأفكار المسمومة في ذهنها باسم تحرير المرأة أو حقوقها .


ومن السنن المهلكة أيضاً تحرك المترفين في الأرض ليفسدوا فيها فساداً موجباًً للعقاب ، وهذا ملاحظ في عصرنا حيث يؤمر المترفون أمراً بأن يكون لهم نصيب في الإفساد من خلال الفضائيات الخاصة وأماكن اللهو و وعروض الأزياء وغيرها .
ومن هذه السنن أيضاً تزين الأرض التي يترتب عليها ثقة الإنسان العمياء بنفسه وسيطرة الوساوس الشيطانية عليه بأنه قادر علي كل شيء ، فهو يملك أن يتحكم بعناصر الطبيعة حوله كيفما يشاء ، بل هو قادر لأن يتحكم في الأجنة قبل خروجها من بطونها ، وفي النبات قبل بروزه من الأرض .
ومن السنن المهلكة انتشار الفاحشة والموبقات في الأرض ؛ حيث لم تعهد البشرية انتشاراً للفاحشة والإعلان بها عبر أجهزة التلفاز والفضائيات والانترنت كما نعهد في عصرنا .
ومن السنن المهلكة أيضاً فتح باب المواجهة بين الحق والباطل ، وهذا ملاحظ حتى أصبح المستهدف الوحيد في الأرض هو المسلم و دينه ورسوله وكتابه ، بل استُدرج كل ملوك الأرض وتناسوا كل خلافاتهم واتفقوا على حرب واحدة لأول مرة على مستوى الكرة الأرضية بأكملها .
2- الإنذارات التي تسبق الهلاك .


هذه بعض السنن المهلكة ، وهناك كثير من الآيات القرآنية الدالية عليها ، ويلحظ أن تجسدها في المجتمع المعاصر قد رافقه بعض الإنذارات الربانية الخفيفة التي تعتبر إرهاصاً بين يدي العذاب الأليم ، وإشارة إلى قربه ، فالمعلوم أنه قبل نزول العذاب الممحق تأتي بعض الإنذارات الربانية من باب الرأفة والرحمة ، وهذه أشار إليها الله سبحانه وتعالى في سورة النحل حيث قال : } أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ { ([6]) فهذه الآية فيها إشارة عجيبة وهي أن حكمة الله سبحانه وتعالى تقتضي أحياناً أن يأخذ القوى الكافرة العظمى على تخوف ؛ والمراد بالتخوف الإنقاص من قدرتها تدريجياً سواء كان ذلك من الناحية الاقتصادية في الغالب أو من الناحية العسكرية والنفسية ، وذلك من



خلال تسليط جنود الله التي لا يعلمها إلا هو عليها ، وإنذارات التخوف هذه ملاحظة في عصرنا ، ولكي يتم فهم المراد بها أسوق نموذجاً قرآنياً دالاً عليها وقع مع قوة عظمى في الماضي ، وهي دولة فرعون التي أرسل الله سبحانه وتعالى عليها بعض الآيات كإنذار قبل العقوبة الماحقة ، يقول الله سبحانه وتعالى : } فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ { ([7]) فهذه الآيات ابتلي بها قوم فرعون ، وكانت بمثابة إنذار لهم ، وهذه الإنذارات أو الآيات نراها بأم أعيننا تصيب القوى العظمى وغيرها من دول الكفر أو الظلم ، فالأعاصير المتكررة وموجات الجفاف ، والأمراض الماحقة في الزراعة والحيوان والطير والإنسان ، فالعالم ابتلي بالإيدز ، و الغرب ابتلي بجنون البقر وانفلونزا الخنازير ، والشرق بأنفلونزا الطيور ، والأمراض الثلاثة السابقة في الإنسان والطير والحيوان تعتبر من باب الآيات حقاً فنحن في عصر العلم ، وعصر الثقة العمياء للإنسان بقدراته ، وبالرغم من ذلك هناك من الأمراض المهلكة التي أعجزت البشرية وحارت في فهم أسرارها ، وأثقلت ميزانية الدول بتكاليف باهظة ، وهذا هو معنى قول الله « يأخذهم على تخوف » .
وهذا يهيج سؤالاً في هذا المقام وهو ماذا ستؤثر تلك الأمراض على الدول العظمى الظالمة ؟ ولماذا لم يكن هناك عقوبة رادعة قوية لهم على كفرهم وضلالهم .


وللإجابة على هذا السؤال أقول :كم سيؤثر القمل على دولة عظمى كدولة فرعون ؟ وبالرغم من ذلك اعتبره القرآن آية من الآيات لما فيه من تنغيص لحياة أهل الباطل وإنذار لهم . وهذه سنة ربانية تساق دائماً قبل العذاب ووجه الحكمة فيها أن طبيعة العذاب الرباني أنه شامل وممحق و أليم ومباغت ، لذا ناسب الأمر أن يكون له بعض الإرهاصات المحذرة من باب الرأفة والرحمة كما صرحت الآية في سورة النحل .


لذا الأعاصير تأخذ جانباً من اقتصاد الدول العظمى وتنغص عليها حياتها التي ترنو إليها ، وكذلك جنون البقر والإيدز وغيره من الأمراض لها نصيب ، وللحتباس الحراري نصيب ، فإن لم يكن لهذه الإنذارات صدى في قلوب هؤلاء ، وازدادوا غروراً وعنجهية ، عندها يرتفع مستوى الإنذار إلى درجة أعلى ليعصف بموجة قاتلة مسومة في متنفس المترفين في الأرض ، وفي لحظات يأكل البحر قرابة النصف مليون إنسان في مناطق السياحة والترف في شواطئ جنوب شرق آسياً ، والحكمة من ذلك هو « لعلهم يرجعون – لعلهم ينتبهون إلى أن هناك قوة حقيقية مهيمنة على الكون كله وبيدها مقاليد كل شيء » فإن لم يحصل الارتداع ، عندها يصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى « وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون . » ويكونون أقرب شيء من سطوة ربانية عظمى مباغتة لهم ، ومن حكمة الله أن سطوة العقاب تأتي لحظة فرح وثقة واستهزاء بأهل الحق وشعور بالقدرة المطلقة وإحساس بالأمن . (_ )


3- توجيه القول في قرينة السنـن الربانية ووجه علاقتها بالحدث الكوني .
أعلمُ أن هذه القرينة بالذات تعتبر أكثر القرائن غموضاً لتعلقها بأسرار السنن الربانية في تصريف الصراع بين الحق والباطل ، وهي كما ذكرت تحتاج إلى مجلد ضخم لتجليتها وتوضيحها ؛ لذا أفتح المجال للقارئ الحبيب لكي يتدبر الآيات التي تبرز تلك السنن وليقارنها بالواقع المعاصر ، وليدرك في أي المراحل نحن منها ، وليعلم القارئ أن آيات الله واضحة وصريحة لكن تحتاج لدراسة استقرائية تأملية يستطيع أهل الفهم من خلالها معرفة طبيعة هذه المرحلة ، وتصور نوعية العقوبة المتوقعة للأرض .
وهذه القرينة في ظني بالرغم من غموضها إلا أنها أقوى القرائن على حدوث حدث كوني يعصف بالكرة الأرضية جميعاً ، وهذا أوضحه في العناصر التالية : : 1- الملاحظ أن كل سنن الهلاك موجودة في عصرنا وبشكل صارخ قد يغفل الكثيرون عن الانتباه له .2- يلاحظ أن أهل الباطل على وجه الكرة الأرضية كلهم قد استدرجوا للصراع مع أهل الإسلام أو الدين الإسلامي بجميع معالمه على وجه الخصوص ، وهذا أمر
غريب وفيه إشارات عجيبة .
3- نلاحظ أن تضييق الخناق الوحيد في الكرة الأرضية كلها هو فقط على المسلم على وجه الخصوص .
4- يلحظ أن أكـثر المؤتمرات والمؤامرات في الأرض هي للكيد بأهل الإسلام ودينهم .
5- يلحظ أن العالم كله متواطئ ومشارك في جرائم تشريد وقتل وتضييق على المسلمين في الأرض .
6- يلاحظ أن أهل الترف أيضاً قد دخلوا مضمار الشر بأوسع أبوابه لإشاعة الفاحشة والمنكرات في الأرض كلها ، وما زالت جهودهم بازدياد .
7- يلاحظ أن الكرة الأرضية في العصر الحاضر قد اختلفت عن الماضي حيث أشبهت القرية الكونية أكثر من كونها أراضي مترامية الأطراف ، وأصبحت الأمراض القلبية والروحية متشابهة ومتجذرة في أكثر مناطقها .
8- يلاحظ أن إنذارات الهلاك والتي يأخذ بعضها شكل الآيات قد عمت الكرة الأرضية كلها وبنسب متفاوتة مما يوحي بقرب العقوبة وعمومها .

المحصـلة


الملاحظ على الكرة الأرضية كلها أنها أصبحت كتلة واحدة تتضمن معاصي متشابهة ، ومكر واحد وحرب واحدة ومستهدف وحيد وإنذارات متشابهة ، وهذا لأول مرة بهذا الشكل في كامل الكرة الأرضية بما يوحي أن العقوبة ستكون واحدة للجميع ولكن بنسب متفاوتة ، وتكون هذه العقوبة متنفساً للدين الإسلامي لينطلق في عالميته الثانية .
ونموذج عهد نوح عليه السلام في أول البشرية يشهد لذلك فلما كان الصراع واحداً على الأرض ناسب الأمر أن تكون العقوبة شاملة بالطوفان .
وفي آخر البشرية في عصرنا لما تحولت الصراعات الأرضية إلى صراع واحد موجه نحو أهل الرسالة في الأرض ناسب ذلك أن تكون العقوبة أشبه بطوفان قوم نوح ، ولكن بشكل آخر ، وهو آية الدخان لتنهي صفحة بالية من البشرية وتفتح أخرى ممهدة للعالمية الثانية للإسلام وليست منشئة لها
هلاك الامم و القوى العظمى يتناسب مع كل زمن ففرعون حاكم مصر دولته كانت القوى العظمى في وقته الله لم يهلكه بغته بل ارسل اليه انذرات القمل و الدم و الضفادع قد تكون هذه بالنسبه لعصرنا شيء بسيط لا يدل على سخط الله و لكن في عصره كان شيء مؤذي الي شكل كبير . اما اليوم معظم الدول العظمى و على رأسها الولايات المتحده عندما ينذرها الله يبعث عليها الزلازل و البراكين و الاعاصير كلا حسب قدرته و زمنه و قوته . و انا اقول و ارى ان هذه الامم انتهى انذارها من الله فارسل عليهم كل المنذرات فلا يخلى اسبوع الا هناك اعاصير و عواصف و زلازل و هذه هي انذرات الله لهذا الزمن . و بناء عليه فهلاك هذه الامم بايه من الله اقرب مما يتخيلوا البعض لانهم استوفوا الشروط و لم يتعظوا بالمنذرات و الله الموفق و المستعان
==================================

تم بحمد الله العظيم

منقووووووووووووووووول
اضافة رد مع اقتباس