مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #68  
قديم 11/10/2012, 04:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اليوم الرابع - المكان : الأرض السعيدة - الزمان : 03/09/2012 م

بعد انتهاء جولتي التاريخية السابقة توجهت الى أحد المكاتب في المساء بحثا عن رحلة الى ضواحي وقرى اسطنبول .. فكان أن لفت أنتباهي احدى الرحلات والتي وصفت بأنها الى ( الأرض السعيدة ) !

وانا شخصيا اعرف ان ( اليمن ) هي الأرض السعيدة .. ولكن ان ينافسنا الاتراك في ذلك ويحاولوا ممارسة المطامرة على التاريخ .. فقد أثار ذلك غضبي الشديد واستيائي من هذا العدوان والسرقة .. وضرورة الرد من طرفي بطريقة عنيفة توازي عنف الربيع العربي .. الا انني وجدت الاتراك اكثر مني فآثرت السلامة .. وتذكرت قول الفارس العربي الهمام : الشردة نصف المرجلة ! .. لذلك حجزت مقعد في رحلة اليوم التالي بكل هدوء ورحابة صدر الى الارض السعيدة

في اليوم التالي كنت استقل الباص الى الارض السعيدة .. والحقيقة انه لا وجود لمسمى الأرض السعيدة ! .. انما هو عنوان فقط لجذب السياح .. بالعربي : نصب على برستيج ! .. حتى ان مكتب الرحلات افادني عندما استفسرت عن حقيقة اسم المنطقة .. فافادني ان ترجمة اسم المنطقة من العربية الى التركية هي : الارض السعيدة ! .. يعني كذب مع سبق الاصرار والترصد !

اختصار .. الرحلة كانت متوجهه الى مدينة صغيرة مطلة على ( البحر الأسود ) إسمها بالتركي ( شيلي ) ! .. وهي تبعد عن اسطنبول قرابة 100 كيلومتر ..

هذه صورتها على الخريطة ..



طبعا الـ ( S ) المكسورة تنطق بالتركي ( ش ) .. وحرف الـ ( V ) تنطق بالتركي ( ي ) .... الخ ، ولمن يرغب بمزيد من المعلومات عليه الاتصال باقرب سفارة او قنصلية تركية لحضور دروس في اللغة التركية ويفكنا من شره

( شيلي ) يمكن اعتبارها مثل متنزه بحري لسكان مدينة اسطنبول .. وكما قلت سابقا انها مطلة على البحر الأسود .. وحقيقة ان هذا البحر عجيب غريب ! .. فالبرغم إنه يكاد ان يكون مغلقا بالكامل الا انه يتميز بامواجه العاتيه والمرتفعة جدا والتي قد لا نشاهدها في البحار المفتوحة ! .. إضافة ان له من إسمه نصيب .. فهو عميق جدا جدا لذلك يوحي في بعض مناطقه لمن يشاهده ان البحر يكاد أن يكسوه السواد ،،،

كانت لي ذكرى قبل سنوات طويلة جدا مع هذا البحر .. ففي صيف عام 1986 م .. وحينها كنت طفلا صغيرا ينظر للحياة عبر مباسم الورود .. طبعا اذا ما استثنينا ذلك الحجر في يدي وذلك ( الفقش ) كما في الرواية اليمنية أو الضربة المدمية فوق الجبين ! .. وما عدا ذلك فقد كنت طفلا حالما وديعا مسالما .. اتذكر جيدا وقد كنت في حينها مع العائلة في زيارة الى تركيا .. وكنا في زيارة لأحدى المدن الصغيرة المطلة على البحر السود .. وكنت على الشاطئ مشدوها لمنظر البحر ! .. ليس لأنني لم أشاهد البحر من قبل .. ولكن لأنني لم أشاهد أمواج في ذلك الأرتفاع من قبل ! .. حتى انني لم أجرؤ على مجرد الأقتراب !

وبينما كنت احاول ان اجد موطأ قدم لي حتى أقترب من مياه الشاطئ اذ الوالد يحفظه الله يناديني ان اعود بسرعة ! .. حاولت ان اجعله يتناساني .. ولكنه كان مصر بشدة .. فما كان مني سوى العودة على مضض ! .. وعندما وصلت اليه كنت اسمعه يتحدث عن وجود انفجار في احدى المصانع النووية بالقرب من البحر السود في دولة اوكرانيا .. وان الاشعاعات النووية ربما تكون قد تسربت الى البحر او انتقل عبر الهواء الى تركيا القريبة ! .. اتذكر انها لأول مرة كنت استمع فيها الى مفردة ( نووي ) .. وعندما كبرت قليللا وبدأت استوعب ما حولي .. تذكرت الحادثة وسألت الوالد يحفظه الله عنها وبحثت فيها فكانت تلك الحادثة يطلق عليها ( كارثة تشرنوبل ) .. ولمزيد من المعلومات يرجى مراجعة أحدى المكتبات العامة أو الخاصة

هذه صورة لمدينة شيلي ..



وحقيقة ان هذه الصورة ابرز منظر لها .. فمن الأعلى مطعم مطل على الشاطئ .. وفي الاسفل شاطئ ذو مساحة محدود الى حد ما

وهذه صورة لأحد الكهوف الجبلية حول الشاطئ ..



بعد ان انتهينا من قضاء بعض الوقت في هذه المدينة الصغيرة توجهنا الى احدى القرى المحيطة والمطلة على النهر

ما يميز هذه القرية النهرية هي وجود سلسلة مطاعم متناثرة على امتداد النهر .. ولكي تنتقل بين ضفتي النهر للوصول الى احد المطاعم يفترض ان تستقل ما يشبه الصندوق الذي يستخدم فيه الحبال لسحبه من مكان الى اخر

صورة لأحدى هذه المطاعم ..



صورة أخرى للمكان ..



صورة لطريقة الانتقال بين ضفتي النهر ..



وفي هذا المكان اعلاه تناولنا طعام الغداء في وقت متأخر بسبب المشوار الطويل حتى وصلنا هذه المنطقة وكان قرابة الـ 5 مساء .. ولنا ان نتخيل ان الباص كان قد تحرك الساعة الـ 9 صباحا !

تناولت الغداء .. وشربت الشاي .. وقمت بأخذ جولة بالمنطقة مشيا على الاقدام .. واقترح ان من لديه مشكلة مع ( الكلاب ) اكرمكم الله ان لا يتجول بمفرده .. فالمنطقة تبدو انها نائية .. واهلها يستعينون بهذا المخلوق من اجل الحراسة خاصة بالمساء

بعد ذلك اخذنا جولة نهرية .. وكان مقرر للرحلة ان تكون مدتها نصف ساعة في قارب مستقل لمجموعتنا .. وعندما اتى الشخص المسؤول عن هذه الرحلة كان يريد ان ( يحشرنا ) مع عدة مجموعات في رحلة مدتها ( ربع ) ساعة ! .. كان معي 3 أسر عربية .. رجلين كبيرين وزوجتيهما .. وشاب يبدو انه في شهر العسل مع عروسه .. وسائني ان جميعهم في حالة سلام مع العالم وليس لديهم الرغبة بالاعتراض ! .. فوجدت نفسي مضطرا ان اعترض وادافع عن حقوق مجموعتي طالما الجميع اكتفى بالصمت

كلمة من هنا .. كلمة من هناك .. أصر الرجل الا ان نكون مثل الآخرين .. وأصريت أنا أننا لسنا معنيين بالآخرين ! .. طبعا الحديث استخدمت فيه جميع ادوات الاتصال من اللغات العربية والتركية والانجليزية انتهاء بلغة الاشارة !

من المواقف الطريفة .. انني اثناء ما احتدم الكلام بيني وبين التركي .. وكان الله يصلحه ذو جثة مكتنزة ( بالشاورما والكباب ) ! .. ولديه شارب ما شاء الله مثل ( الستارة ) ! .. لأول مرة اشاهد شارب يمتد الى الذقن ويخفي الفم ! .. هذا فاهم المرجلة بشكل متطرف

المهم ان احدى النساء الكبيرات .. شعرت بالخوف أو القلق والكلام اصبح لهجته حادة بيني وبين ذلك الرجل ! .. والمراة الله يحفظها تقول لي : يا ولدي صلي على النبي .. يا ولدي سيبك منه .. يا ولدي خليه ينقلع الله يقلعه .. عمى في وجهه هو وشنبه

انتهى الموضوع بعد ذلك على خير .. وأحضروا لنا زورق مستقل .. ومدة الرحلة نصف ساعة كما كنا متفقين .. طبعا طول الرحلة وصاحبنا التركي يناظرني كأن بيني وبينه قتيل ! .. وتذكرت قول الشاعر : الا الحماقة اعيت من يداويها !

كنا بعد نهاية الجولة النهرية قد شارفنا على المساء .. فاستقلينا الباص عائدين الى ( شيلي ) مرة اخرى وكنا قد وصلناها عند المغرب .. فتوقف الباص على سفح جبل ليمنحنا اطلالة جدا مميزة على لحظات الغروب

هذه صورة لوداع يوم في شيلي ..



ومن ثم توجهنا عائدين الى اسطنبول ..


ما يستفاد من الرحلة :

لا أنصح بزيارة هذه المنطقة اذا كان برنامج الرحلة لمن يرغب في زيارة اسطنبول ضيقا .. فمجمل الوقت قضيناه في الطريق .. ولكن اذا كان هنالك متسع كبير من الوقت .. فليس من بأس !

لا تصعد رحلة دون ان تعرف مالك وما عليك .. حتى تحاسب من يريد ان يقصر في حقك أو تتجاوز حقك برضاك

اي مشكلة قد تعترضك لا تحاول ان تمنح الطرف الاخر فرصة ان يخرب عليك برنامجك .. هنالك اشخاص فاضين او طريقة تفكيرهم لا تستطيع فهمها .. كما لست مطالب بفهمها .. تناول حقك بما يرضي الله ودع الآخرين يناظرونك العمر كله



نلتقي قريبا ...

اضافة رد مع اقتباس