مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #31  
قديم 25/09/2012, 03:37 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ فتى الازرق ..
فتى الازرق .. فتى الازرق .. غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 23/06/2011
المكان: سعودي في قلب الزعيم !!!
مشاركات: 9,773
Icon16 & يا غافلا والموت يطلبه &




الحمد لله رب العلمين , وأصلي صلاة وتسليما يليقان بمقام أمير الأنبياء
وإمام المرسلين .
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين. وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا
وحبيبنا محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين.
صلي اللهم وسلم وبارك على هذا النبي الأمين, وعلى آله وصحابته الغر
الميامين,وارحم اللهم مشايخنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين.
اللهم إنا نستعينك, ونستهديك,ونستغفرك ونتوب إليك,ونؤمن بك,
ونتوكل عليك,ونثني عليك الخير كله ,نشكرك ولا نكفرك,ونخلع ونترك من
يفجرك .اللهم إياك نعبد , ولك نصلي ,ونسجد ,وإليك نسعى ونحفد.نرجو
رحمتك ونخشى عذابك .إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى, وخير الهدي هدى سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة,وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار .

(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا)

وقد سأل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز تقي الدين الحسن البصري
فقال له : عظنا .فقال الحسن : يا أمير المؤمنين , صم عن الدنيا وأفطر
على الموت , وأعد الزاد لليلة صبحها يوم القيامة .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)

في هذا المشهد القرآني ينادي الله تعالى على البشرية آمرا إياهم بالتقوى وقد

فسر الامام على كرم الله وجهه التقوى بأنها الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل,
والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل.

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

والمراد بزلزال الساعة ما يحدث للنفوس من فزع وكرب شديد.
قال جل جلاله:

(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) الأنبياء
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ)

أي يشتغل كل حميم عن حميمه .ويفر كل صديق من صديقه. حتى إن الأم
تلقي ولدها فتقول له : يابني لقد كان بطني لك وعاء, وكان ثديى لك سقاء,وكان حجري
لك وطاًء وأنت تعلم ما بي ,أمعك حسنة يعود على خيرها اليوم؟ فيقول
ابنها : ليتني يا أماه أستطيع ذلك ,إنني أشكو مما منه تشكين , ويلقي الوالد
ولده فيقول له ولده : يا أبت لقد كنت بك بارا , وإليك محسنا , وعليك
مشفقا , فهل أجد عندك حسنة يعود علىٌ خيرها اليوم ؟ فيقول له والده:
يا بني ليتني أستطيع ذلك , إنني أشكو مما منه تشكو . وهذا معنى قوله جل
شأنه :

(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
وفي قوله تعالى وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)


معنى بلاغي معجز , فإن الحامل لا
تضع حملها قبل تمام مدتها ,إلا إذا أصيبت بفزع شديد , وهلع عنيف . وهل
هناك بعد زلزلة الساعة فزع أعنف أو هلع أشد ؟ إنها كناية من ألطف
الكنايات , وعبارة تتبوأ مكانتها في أعلى طبقات البلاغة .

قال تعالى : (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)

وذلك لما أصابهم
من الدهشة والشرود , لهول ما يرون .

(يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) المعارج

ألا يكفي أن يكون هذ المشهد جديرا بأن تذهل المراضع عمن أرضعن , وأن
تضع الحوامل حملهن قبل تمام مدته ,وأن يصير الناس في سكرة وحيرة , العقول
شاردة , والألباب في دهشة , والأفئدة قد بلغت الحناجر ؟ .

(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) عبس

إنهم سكارى من شدة ما رأوا من خطوب وأهوال , وما هم بسكارى من
شراب تعاطوه ,أو كؤوس مترعة تجرعوها , ولكن عذاب الله شديد .

(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) الفجر

إن هذه الآية الكريمة لو نزلت على جبل لخر لها الجبل هدا .
إنها تنخلع من هولها القلوب , وتشيب من جلالها الولدان .

(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) الواقعة

ما النجاة؟
في الآيتين السابقتين إشارات صريحة إلى أهوال يوم القيامة .ويكفي أن نضع
يد القاريء على هذه المواقف التي تجعل الولدان شيبا , وتنفطر لها القلوب ,
وتنخلع من هولها الأفئدة .

(إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)

ويكفي أن تعلم أن الذي أخبر عن كون الزلزلة شيئا عظيما هو الله العظيم .

(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ)

وهل هناك صلة أقوى من صلة الأم برضيعها ؟
وهل ثمة عاطفة ورحمة تفوق عاطفة الأم برضيعها ورحمتها به؟

(وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)

وهل هناك هول أشد من هذا الهول الذي تطرح فيه الأرحام أجنتها , وتلفظها
من القرار المكين لفظ النوى؟

(وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى)

وهل هناك تعبير عن الحيرة أقوى من السكرة؟

(وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)

في كلمة العذاب والشدة ما تقف أمامه النفس خاشعة لجلال ربها ,
متواضعة لكبريائها . إن كلمة عذاب في حد نفسها كلمة عصيبة وخطيرة ,
فإذا ما أخبرنا عنها بالشدة بلغت أعلى مكان الهول والخطب الجسيم .
وبعد هذا العرض السريع , والمواقف الحاسمة التي نراها تتخلل الآية الكريمة ,
نسأل ما النجاة ؟
ويأتي الجواب على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنما سأله عقبة بن
عامر رضي الله عنه وهو يقول: ما النجاة يارسول الله ؟
قال له (أمسك عليك لسانك, وليسعك بيتك , وابك عل خطيئتك)).
أما إمساك اللسان فعن اللغو , والرفث ,والكلام الفاحش,وعن كل ما حرم
الله من الغيبة والنميمة وشهادة الزور , وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات .

وهنا نسأل فما البديل عن كل هذا ؟
ونجد الإجابة في قوله صلى الله عليه وسلم (( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند
مليككم ,قأرفعها في درجاتكم ,وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ,وخير
لكم من أن نلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قلنا :بلى . قال:
ذكر الله))
ما أروعك يا رسول الله عندما تتكلم بجوامع الكلم فترفعنا إلى أعلى درجات
البلاغة. وما أروع ما قيل فيك :
فما عرف البلاغة ذو بيان *** إذا لم يتخذك له كتابا
كلمة موجزة ,أجاب بها الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا العرض العظيم
من الخيرات والأجر ,والدرجة والفضل .هذه الكلمة هي ذكر الله .ومعنى الذكر استحضار
عظمة الله تعالى في قلب المؤمن .

(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد

نعم تطمئن لرحمته ومغفرته وعطفه .
فذكر الله دواء وشفاء ,وذكر الناس أسقام وداء .
وهل طابت الدنيا إلا بذكره؟ وهل طابت الآخرة إلا بعفوه ؟ وهل طابت
الجنة إلا برؤيته؟

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) الأنفال

وجلت قلوبهم تعظيما لمهابة الله , وتوقيرا لجلاله وكماله وجماله .فالذكر في
القلب طمأنينة لرحمته وعفوه .وهو أيضا خوف وإجلال لعظمته ومهابته , فإذا
ما أمسك الإنسان لسانه عن اللغو فإنه يشغل بذكر الله .
والذكر كما قالوا على سبعة أنحاء :ذكر العينين البكاء , وذكر الأذنين
الإصغاء , وذكر اللسان الثناء , وذكر اليدين العطاء , وذكر البدن الوفاء , وذكر
الروح الخوف والرجاء , وذكر القلب التسليم والرضاء.
فإذا ما وسع الإنسان بيته فقد أصبح بعيدا عن مواطن الشبهة ومجالس الريبة,
وأماكن الفسق .
ومن وضع نفسه موضع الريبة والشبهة فلا يلومن من أساء الظن به .
إذا ما وسع الإنسان بيته كما أخبر النبي عليه السلام , في إرشاده ((وليسعك بيتك))
فإنه بيته كالمصباح المضيء بين أولاده بعيدا عن كل ما يلهي ويشغل
ويصبح بيته من البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه .
وتأتي الفقرة الثالثة ((وابك على خطيئتك )).
وهل يبكي الإنسان على خطيئته إلا إذا كان مليئا بخير وتوبة ؟
وهل يصل الإنسان إلى هذه الدرجة إلا إذا استحضر عظمة الله في قلبه؟

(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران

إذن فمدار الأمر كله , وطريق النجاة يدور حول ذكر الله , ويرتكز عليه,
فهو قطب الرحي ,ومناط الاستنباط ,وحجر الزاوية ,ومحور الارتكاز , ومركزالدائرة .




واستمع بارك الله فيك لهذا المقطع المبكي كامل وتدبر السورة اثناء سماعها :







والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،










اخوكم في الله :




& فتى الازرق &
اضافة رد مع اقتباس