مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 18/09/2012, 11:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
ico3 الرحلة اليمانية الى البلاد التركية ( التقرير المصور لمدينة إسطنبول وضواحيها ) - اليوم [ السادس - قبل الأخير ] مشاركة رقم ( 87 )


يبدو لي أنني من عشاق السفر ! .. حاولت ان اقنع نفسي بغير ذلك الا انني فشلت فشلا ذريعا ! .. ولطالما تطلعت في احيان عدة ان املك جناحان يحلقان بي في مدى لا يبدو انه سينتهي ولكنني لا املك ذلك !

فكرت ان أكون مليونيرا ! .. ليس لشئ سوى ان اتمكن من السفر دون قيد او شرط ! .. وانا احلم ان اضع خريطة العالم امامي وفي يدي حجر نرد .. ارجه في قبضتي حتى يستغيث ومن ثم القي به على سطح الخريطة .. وحيثما يستقر به المقام احمل حقيبتي وأغادر ! .. وعندما تأكد لي ان من المستحيلات المليون ان اكون مليونيرا ! .. قررت وتعاليت على نفسي وطلبت ود عدو الله ( بيل جيتس ) لعل وعسى اتمكن من اقناع اغنى رجل في العالم ان يتبنى جنوني وعشقي للترحال وسوف اتكفل ان احضر له مالم يراه أو يسمع به أحد من العالمين ! .. فطلب مني بعض الوقت لكي يفكر .. وانا لا زلت في انتظاره منذ عام الفيل بصحبة اخونا العزيز مواصل


تولدت لدي قناعة شخصية خلال جولاتي المتواضعه من هنا وهناك .. خاصة وقد اصبحت عضوا في القفص الذهبي .. حيث لا استطيع ان ازج بنفسي ومن معي كما كنت ازج بنفسي في مواقف لا زلت اتسائل اين كان عقلي حينها ! .. الا انني اعرف مشكلتي جيدا .. وهو رغبتي ان اشاهد مالا يتم عرضه على المشاهدين !

في السفر .. لا يهمني عادة شارع مثل الشانزلزيه بامتداده ومقاهية ونخبة المجتمعات والموضه والحسنوات بقدر ما تهمني ماذا تحدث في الازقة التي تحيط بذلك الشارع ! .. كما لا يهمني كيف وصلت الولايات المتحدة لكي تقود العالم حضاريا بقدر ما يهمني كيف لا تزال قبائل ( اورانج آسيل ) البدائية على قيد الحياة ! .. وفي مرحلة متأخرة حاولت ان اقنع احد اصدقائي لكي نذهب في رحلة الى القطب الجنوبي حتى نشاهد الحوت الأزرق على مقربه .. فاكتفي بقطع علاقته بي !


في لحظة ما دون سابق انذار أو موعد مسبق .. وجدت ان لدي اجازة لمدة اسبوع ولم يبقى على موعد الاجازة سوى 3 ايام .. فكان القرار لابد من السفر ! .. ولكن يبقى السؤال : الى اين ؟!

وبين خيارات عدة كلما طرقت منها بابا صدني الوقت اللازم للحصول على تأشيرة ! .. كان القرار لقناعات عدة ان يكون الخيار تركيا .. ولم أكذب خبرا فأنهيت كافة الإجراءات استعدادا للسفر وعلى بركة الله ..


من قناعة شخصية جدا .. وهي نصيحة من غير ثمن ! .. ومن يرى ضرورة ان يقوم بسداد ثمن هذه النصيحة فلن اتردد بارسال رقم حسابي

النصيحة تكمن للعوائل او الازواج الشباب .. من يرغب بملامح السياحة الاسيوية والشرقية فان ماليزيا تكفيه .. ومن يرغب بملامح السياحة الأوروبية والغربية فأن تركيا تكفيه .. ومن يرغب بالسياحة العربية فان مهد العروبة ( اليمن ) تغنيه .. ولكن ليس الآن !

والاسباب لذلك بالنسبة للدول الاسلامية .. يمكن تلخيصها في ثلاث محاور رئيسية :

1 - حجاب نساؤنا ليس ملفت للنظر في تلك الاقطار الاسلامية ولا يتوقع وجود عوائق امام ارتدائهن للحجاب .

2 - تستطيع ان تتناول طعامك بأمان عوضا عن قضاء وقت طويل من البحث والتمحص والتحقق حول دهون الخنازير ولحومها والمواد المسكرة في صناعة الحلوى

3 - صوت الأذان .. انا من الاشخاص الذين لا يشعرون بالغربه اذا ما سمع الأذان .. ولكن اذا ما افتقدته فأنني أشعر ان العفاريت والشياطين تلعب حولي لعبة البرع اليمنية

اما اذا كانوا شبابا .. فالنصيحة حتما سوف تختلف


من جانب آخر .. يجب ان اشير الى خصوصية العلاقة ( اليمنية - التركية ) .. فكلاهما يمتازان بتقفيلة المخ اذا قرروا ذلك

تعود هذه العلاقة التاريخية الى زمن العثمانين .. وفي ذلك الوقت عندما بدأت الدولة العثمانية ترث عرش الدولة العباسية واخذت في التوسع واسقاط الامارات الاسلامية الصغيرة .. كان اليمانيون أول من رحب بحضور الاتراك وانضمام اليمن تحت كنف رعاية دولة الخلافة العثمانية .. وكان ذلك حبا من شعب اليمن لما فيه الوحدة على حساب الفرقة .. وكان ان شارك اليمانيون الجيش العثماني اسقاط الامارات اليمنية في حينها .. فالولاء للمسلمين مقدما على حساب الولاء للارض !

بعد سنوات طويلة .. بدأ عمال الدولة العثمانية ( الحاكم أو الأمير ) على اليمن يميلون الى الفساد وما يرتبط به عادة من ظلم وعدوان ونهب للحقوق ! .. فما كان من اليمنيين سوى ان يشكوا اولئك العمال الى السلطان العثماني ولكنهم لم يجدوا آذان صاغية .. فكان بعد ذلك في لحظة من التاريخ سوى اعلان الثورة على الحكم العثماني باليمن .. ويقال انها اول ثورة عربية ضد الحكم العثماني في مفارقة تاريخية ان يكون اليمنيين أول المبايعن وأول الثائرين ! .. وتبقى شرف تلك الثورة والتي شهد لها الأتراك فيما بعد ان الثورة اليمنية على العثمانيين رفضت تدخل القوى الاجنبية لمساندتها كبريطانيا وفرنسا وايطاليا في حينها الذين كانوا يبحثون عن الصيد في الماء العكر !

بعد سنوات طويلة من القتال بين الاتراك واليمنيين في اليمن .. قرر السلطان العثماني ان يرسل ابرز قادته العسكريين من اوروبا مع قواته الخاصة والتوجه الى قمع الثورة باليمن .. وكان اسم هذا القائد سنان باشا !

ذهب الأخ : سنان الى صنعاء .. ولم يكذب خبرا وهو يرص جماجم اليمنيين وجثثهم الشريفة في ازقة صنعاء وشوارعها اعلانا منه ان تواجده لا يحمل سوى رسالة واحدة وهي : استئصال الثورة من جذورها !

هكذا دارت حروبا كبيرة ومتعددة بين الجيش العثماني والثوار اليمنيون امتدت لسنوات طويلة استنزفت فيها الدولة العثمانية عدد كبير من رجالاتها وقادتها وعتادها واموالها الا ان عاد سنان باشا الى السلطان العثماني يحمل قرار واحدا وهو : ان تحصل اليمن على استقلالها .. واعتراف الدولة العثمانية بها كدولة مستقلة ! .. وهذا ما كان حيث كانت اليمن هي الدولة الوحيدة التي حصلت على استقلالها رسميا من الدولة العثمانية ..

في صنعاء باليمن هنالك مقبرة شهيرة تحظى بعناية فائقة اسمها ( مقبرة الشهداء الاتراك ) .. ونحن باليمن نطلق عليهم الشهداء ونصفهم بالأبطال .. لثقافة يمنية خاصة ان المعارك شئ وقيمة الرجال أمر آخر .. والاتراك كانوا ابطالا في حربهم وكانوا مسلمين وكانوا امتداد لدولة الخلافة الاسلامية .. ونحن نقدر ذلك ونحترمه مهما كانت الجماجم ومهما كانت الدماء !

وفي تركيا .. لا زالت هنالك اغنيتين شعبيتين شهيرتين مفادهما : لماذا يذهب ابناؤنا الى اليمن ولا يعودوا !



ملف فيديو : رأي عن الرئيس التركي في حربهم مع اليمن

اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 11/10/2012 عند الساعة » 09:59 PM
اضافة رد مع اقتباس