أصبحت بحاجة ماسة لقرارات تاريخية تعيد لها هيبتها«رياضة الوطن» تاهت بين إعلامِ التَعصُب وشامت ورعاة عائِبين وأَنظِمَةِ بَاليَة 
«الاخضر» خسر من اسبانيا.. ماهو الجديد والغريب؟
بريدة- عبدالله العمري
الرياضة السعودية دخلت نفقا مظلما، وتحتاج لاعوام طويلة حتى تخرج منه، هذا هو الواقع مهما حاول البعض تجميل الحال وتصوير الوضع بصورة مختلفة، ويحدث حاليا اثبات حقيقي على ماتعانيه رياضتنا، فالخسارة من المنتخب الاسباني بطل العالم وأوربا ليس بمستغرب او جديد، بل الجديد فيه هو ان الاعلام الدخيل للاسف اصبح يتشمت بمنتخب بلاده، وسط صمت مطبق من الرقيب ومن امن العقوب أساء الادب، اما المعاناة الاصلية فبدأت منذ اعوام من خلال تحذيرات اطلقها عدد من مسؤولي الأندية والتي تعتبر هي النواة الحقيقية لقوة أي منتخب بالعالم، وقد بحت اصواتهم وهم يشكون ضيق الحال والعوز، وبعضهم اصبح يتسول المال للارتقاء بفريقه وطموحات جماهيره، دون ان يجدوا آذانا صاغية لشكواهم، فكيف ينشدون منتخبا قويا والأندية تقتات على صدقات وهبات الميسورين من اعضاء شرفها، وحقوقها من الراعي الرسمي للدوري والناقل التلفزيوني لم تستلم أي شيء منها طوال الاعوام الثلاثة الأخيرة حتى ان الناقل التلفزيوني تغير وذهبت حقوق الاندية مع الناقل السابق دون ان يخرج أي مسؤول ليوضح حقيقة حقوق الاندية الضائعة!!
فعن أي تطور يتكلمون وهم عجزوا عن حفظ حقوق الاندية المالية، ومن يبحث وينشد التطور يجب ان يخرج بشجاعة كبيرة ويحمي الاندية ويرد لها حقوقها، لا ان يخرج ويسرد حججا واهية، اصبحت محل تندر المتلقي العادي الذي اصبح اكثر وعياً من السابق، ومنذ تحويل الدوري السعودي الى دوري محترفين، وتأسيس هيئة للدوري والرعاة غائبون، واقتصر الامر على شركات الاتصالات فقط على الرغم ان البلد مليء بالشركات والبنوك الكبيرة القادرة على رعاية اكبر الاندية العالمية، لكن غياب الشفافية والوضوح من مسؤولي رابطة دوري المحترفين السعودي بخصوص حقوق الاندية المالية، جعل هذه الشركات بكل تأكيد تبتعد عن دخول دهاليز دوري لايحفظ حقوق أنديته!!
اما التغييرات الاخيرة التي حدثت في عدد من المناصب القيادية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فهي قتلت طموح الكثير من المتفائلين بتعدل الاوضاع الرياضية لدينا نحو الأفضل فماحدث هو تدوير للمناصب فقط فمن تولى زمام الامور وأصبح بيده القرار كان موجودا ضمن المنظومة السابقة بالرئاسة، فما الذي تغير اذاً بعد القرارات الأخيرة، إذا كنا ننشد ونبحث عن النجاح يجب ان تكون لدينا الجرأة بإصدار قرارات تاريخية ومفصلية، تمنح من خلاله الفرصة لجيل الشباب الجديد المدعم بسلاح التطور والانفتاح التكنولوجي القادر على احداث تغيير فعلي لا شكلي فقط، والبعد عن البيروقراطية الادارية التي قتلت كثيرا من طموح وتطور الرياضة السعودية.
جيل للنسيان على الرغم من مقدمات العقود الكبيرة التي حصل عليها لاعبو الجيل الحالي، إلا أنهم لم يقدموا مايشفع لهم بالحصول على هذه المبالغ، ومايحدث حالياً بين لاعب الهلال احمد الفريدي وإدارة ناديه بخصوص تجديد عقده الاحترافي، خير دليل فالفريدي بالغ كثيرا بمطالبة المالية وهو الذي لم ينجح في يوم من الايام بحسم بطولة للهلال، والسؤال الذي يفرض نفسه هل الفريدي قدم مردودا فنيا يوازي مايطالب به من مقدم عقد اعتبره الكثير مبالغا فيه؟، ومايحدث للفريدي ينطبق على جميع اللاعبين السعوديين، فما قدموه مع المنتخبات السعودية من مستوى فني ضعيف يجب ان يكون للنسيان تماما والبدء بصنع جيل جديد يستحق فعلا هذه العقود الكبيرة، والانطلاقة تكون من ادارات الاندية التي يجب ان تكون أكثر تعقلاً في عقود لاعبيها ومنحهم عقودا جديدة توازي مايقدمون من عطاء فني، ويجب ايضا ان يكون هناك قرار تاريخي بالغاء مايسمى بمقدمات العقود، فالسعودية هي الدولة الوحيدة التي تقدم عقودا للاعبيها عند التوقيع بخلاف رواتب اللاعب الشهرية، فهل نحن افضل من الدول المتقدمة كرويا والتي سبقتنا بالاحتراف منذ مئات السنين فجميعها توزع مايتقاضاه اللاعبون مالياً على رواتب شهرية ومن خلالها يبدأ التقييم وتكون الحوافز لدى اللاعب اكثر لتقديم كل مالديه لان راتبه مرتبط بمستواه، وتستطيع الاندية محاسبة أي لاعب ينخفض مستواه، من خلال الخصم من اجره الشهري، أخيراً رياضتنا بحاجة لقرارت تاريخية تعيد لها هيبتها التي فقدتها!
