بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد



العنصرية بمفهومها الدارج هي الانتماء للعنصر البشري والميل له وتفضيله على بقية العناصر والألوان ونبذ ما عداهـ وإستحقار ما سواهـ من الناس

وهذهـ الظاهرة مستمرة منذ بدء الخلق ولا تكاد تختفي حتى تظهر من جديد؛ يؤججها ويثيرها نوازع شريرة تنحصر في نفس تعاني من نقص

وفي هذا العصر تجددت العنصرية على أشكال عديدة بحيث يتعنصر فئات لمعتقداتهم أو أفكارهم أو ميولهم أو حتى مجرد أذواقهم

فيقبلون كل ما يأتي ممن يماثلهم بالميول والأذواق والأفكار؛ ويردون كل ما يصدر من مخالفيهم بتلك النواحي وإن كان حقاً

ثم ينشأ عن هذهـ العنصرية المقيتة تعاملات يومية في الحياة العامة؛ تترتب عليها محسوبية ظالمة تعصباً لفئة دون فئة

ينقاد خلف هذهـ العنصرية من يعتقد أنه يمارس سلوكاً إيجابياً يرفع قدرهـ بين تلك الفئة؛ لكنه في الحقيقة يفعل خطيئة تنزل به أسفل السافلين

فكثير من القدرات والكفاءات وضـِعوا على هامش الحياة وارتقى على حسابهم من هو أقل منهم؛ لأن له من يسندهـ ويرفعه إلى حيث لا يستحق

وهذا الذي يسند ويرفع إنما ينظر للباقين على أنهم نبتة حنظل؛ وأما الذي يعرف فهو نتاج شجرته المثمرة التي سيتفيء ظلالها المجتمع ويتغذى فوائدها الناس أجمعون









أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 6 / 10 / 1433هـ