أولاً: الإدارة:
منذ إقرار الماد 18 من نظام الإحتراف وكل المتابعين يدركون بأنها وضعت اللاعب في قمة التل وإدارة ناديه بسفح الوادي تستجدي منه نظرة ولو بطرف العين...وإدارة الهلال يبدو أنها لم تستوعب سطوة هذه المادة فهي لم تبادر بتدارك وضع اللاعب خصوصاً وأن اللاعب لم يكن واضحاً بثبات موقفه, ومن الجلي بأنه كان ينتظر قرب دخول فترة الستة أشهر ليكون موقفه التفاوضي أكثر شراسة وجسر التواصل فقط (الورقة الخضراء)..وهو ماحدث تماماً...!!
فالإدارة تساهلت كثيراً وتأخرت أكثر وهي ترى بأن موقفها التفاوضي يتآكل وبشكل دراماتيكي مع اللاعب حتى وصل لحد الإستجداء والتعويل على أطراف مؤثرة من دائرة أقارب اللاعب..
ولعل تكرار سيناريو هوساوي هو مايجعلنا نقول بخطأ الإدارة..وأنا هنا أقول تشابه سيناريو هوساوي فقط من ناحية مغادرة النادي بدون أي مقابل مادي يحوزه النادي جراء ذلك..وإلا فللحق وللعدل فلقد كان هوساوي واضحاً برغبته المغادرة وكان يردد ذلك بكل شفافية..
وكان بإمكان الإدارة أن توقع مع هوساوي ومن ثم تبيع عقده أو أن تبيع عقده قبل إنتهائه بسنة ونصف حتى تخرج بفائدة مادية مجزية..
وبالمقابل كان بإمكان إدارة النادي ان تحسم أمر الفريدي منذ سنة ونصف-مثلاً- وذلك بالتفاوض معه حيال تمديد عقده وعند مناورته ومماطلته تقوم الإدارة بعرض عقده للبيع لإنها ستدرك بأن نية اللاعب المغادرة وتفريغ النادي من أي فائدة مادية وهو مايحدث حالياً بكل أسف...
وياليت الإدارة تنتبه وتفطن بالقادم من عقود اللاعبين بالفريق, بحيث تنسى تماماً العلاقة الحميمية مع اللاعب (أي لاعب)..لإن الإدارة إتكأت على هذه العلاقة الحميمية مع الفريدي, وهاهو يصفعها أمام جماهيرها ويجعلها بموقف الضعيف مستقوياً عليها بالمادة 18 , وربما لو فطنت قبل فترة لما كان موقفها بهذا الضعف..
ثانياً: الفريدي:
ليس هناك من شك بأننا في عصر الإحتراف, وأن اللاعب له الحق بأن يبحث عن أفضل العقود, ولكن هل هذا الحق أمراً مطلقاً لانقاش فيه البتة...؟
المعطيات التي أمامنا تقول بأن اللاعب حزم حقائبه للمغادرة وحيث والحالة تلك, فلقد كان حرياً به وهو اللاعب الملتزم بأن يكون واضحاً مع إدارة نادية, ويقولها لهم صريحة: " أنا مغادر لامحالة..وإني ارجو أن يستفيد من صقل موهبتي وأبرز إسمي"...
اللاعب, لم يكن واضحاً ومباشراً..ففي نهاية الموسم الفائت إجتمع معه الرئيس وخرج الرئيس بنفس تفاؤلي وغرد بذلك, ولكن فقط من الغد يتداخل الفريدي مع برنامج إرسال ويقول : "بأني مازلت أرغب التغيير وأني قلت كلاماً لرئيس النادي خلاف رغبتي الكامنة بدواخلي...!! "
كان بإمكان أحمد أن يكون واضحاً ومباشراً حينما إجتمع مع الرئيس ويذكر له رغبته الكامنة بدواخله ولا يفاجيء رئيسه بسماعها عن طريق إرسال كأي مشجع..
هذا من جانب, ومن جانب أخر, أين الوفاء لمن صقل موهبته وكان السبب بعد الله في إبراز مهارته؟
فأحمد يعلم يقيناً بأنه لو كان في نادي مثل النصر, لما برزت مهارته وصقلت بهذا الشكل, وضربت مثلا النصر لتقريب أن البيئة الفنية عامل مهم ومساعد لإبراز الموهبة وأن الموهبة لايمكن أن تنضج وتصقل ببيئة فنية ذات جودة متدنية...
فهل أحمد, هداه الله, رغب بأن يستاثر بكامل كعكة الإنتقال, وليس للنادي حتى شروى نقير...؟
إن الفريدي-على هذه الحال- يمارس أنانية مطلقة ونكران لمعروف بتسويفه وتأجيله حتى يدخل فترة الستة أشهر ويفوز بكامل مبلغ صفقة عقده...
فلو قام النادي –مثلاً- ببيع عقد اللاعب بــ 25 مليون ريال فسيتحصل النادي على نصفها أو ربما ثلثها..فهل أحمد يناور لكي تكون الــ25مليون من نصيبه لوحده دون أن يتحصل النادي على أي نسبة ولو كانت فتاتاً...؟؟
فكلنا ندرك بأن مبلغ بيع عقد اللاعب يتقاسمه طرفان : اللاعب والنادي...
أما الإنتقال قسراً وعن طريق المادة 18 فالمبلغ سيستأثر به اللاعب لوحده...
ولو كانت المادة 18 جافة وظالمة بحق النادي فاين قيم أحمد ومبادئه؟
إن عتبنا على أحمد, ليس إصراره على الإنتقال وحبه للتغيير, فهذه قناعاته وخياراته وله منا إحترامها وتقديرها, ولكن العتب هو أن ينتقل دون أن يتحصل من له الفضل بإبرازه بعد الله على أي مقابل...
بشويش:
@ لو فطنت الإدارة لسطوة اللاعب وقسوة المادة 18, لربما إستفادت خزينة النادي بمبلغ ضخم ببيع عقدي هوساوي والفريدي يضمن لها التوقيع مع إثنين من لاعبي الوسط القادمين بقوة...
@ منذ ثلاثة عشر عاماً, الدعيع يرفض التوقيع للهلال أو النصر حتى يتم إيداع نصيب فريقه الطائي أولاً..ورادوي العام الماضي يمدد عقده لمدة عام وهو مغادر لامحالة لكي يستفيد الهلال من بيع عقده....صور وفاء تسطر بمداد من ذهب...
@ رادوي..أتى للهلال نجماً فذاً وكابتناً لمنتخب بلاده, ولم يأتي لصقل موهبته, ولكنه أبى إلا أن يكون وفياً معنا حتى وهو يمكث بيننا أقل من سنتين فقط لاغير...!!!
@ يفترض أن يكون الخط الأحمر لإدارة الهلال لبدء التفاوض لأي لاعب هو قبل سنة ونصف من إنتهاء العقد, وليس ستة أشهر, وهو ماتفعله الكثير من الأندية الأوروبية, بحيث تتفاوض قبل مدة للتمديد أو تقلب على الخيار الثاني ببيع ماتبقى من العقد لتخرج بعائد مجزي من عقد لاعبها...
@ على الرغم من أن الفريدي يمتلك مايمكن تسميته (الكاريزما المهارية) ...ولكن كاريزما احمد تحديداً تدور في فلك المتعة وجماليات اللعب أكثر منها فائدة عملية.. وبعض الجماهير ترغب أن يتوفر بقائمة فريقها لاعب يجلب المتعة لها...فلذلك في موضوع أحمد غلب على البعض الجانب الإمتاعي أكثر منه الجانب العملي...
@ المدرب يستدعي الحارس السديري ليكون الحارس الثالث بعد العتيبي وشراحيلي...من الواضح بأن فهد الشمري وبعد مرور عدة مدربين لن يقف ببين الخشبات الثلاث , هل يستفيد الفريق من تسويق عقده الأن؟
@ تنسيق أربعة من لاعبي الهلال من منتخب الشباب الذي شارك بالأردن(نصف المنسقين...!!) وخلو التشكيلة من أي لاعب هلالي.. مازالت الصفعات تترى ومازلنا نرجو ونصرخ بان وضع فئتانا السنية يحتاج لجهد وعمل غير...
@ رمضان يطرق الأبواب...ونحن فيه إلى صنفين...صنف أول يترقبه بشوق وهو عاقد العزم على الحرص على الصلوات بأوقاتها... وأن يختم القران عدة مرات..وأن لايفوت صلاة التراويح والتهجد..وأن يصون نظره ولسانه...وصنف أخر يترقبه بشوق لإن السهرات تحلو فيه..ولإن المسلسلات الموسمية تجتمع فيه مالاتجتمع في غيره...وسيراقب ويقوم أي المسلسلات الأجدر بالمتابعة المباشرة وأيهن من سيشاهدها بالإعادة......والعاقل خصيم نفسه...
دمتم زعماء....
