مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #207  
قديم 08/04/2012, 07:21 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
القصص القرآني..و العبــر!!

القصص القرآني..و العبــر!!
إن القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم الذي أنزله على رسوله الأمين لا يأتيه الباطل من بين يديه , و لا م خلفه , قال تعالى :﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ 42 , فُصلّت , كتاب يبين لنا الحكم و الأحكام التي تحقق للمسلم سعادة الدارين , و يسرد لنا القصص و الأخبار و الأحداث في غير إطناب ممل , و من غير إيجاز مخل , و التي تحمل العبر و المواعظ لأولي الألباب . وللقصة في القرآن الكريم أو القصص القرآني معان كثيرة منها : القصة , و النبأ , والخبر , والمَثَل. و من القصص القرآني : قصص الأنبياء، و دعوة قومهم إلى الله ، و ذكر المعجزات التي أيدهم الله بها، كقصص نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون، وعيسى، ومحمد، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعا السلام , و قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، وأشخاص لم تثبت نبوتهم، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف ، و قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد و غيرهما وللقَصَص القرآنيّ خصائص : حيث أعطى القرآن علوا و إجلالا , و زاده بلاغة و إعجازا , و كان القصص أعظم تأثيرا في النفوس , و أكثر بيانا , و صفه الله تعالى فقال : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) 3 , يوسف , و وجود التكرار الهادف المعجز و البليغ و المحكم الذي يؤثر على النفوس , و يرسخ المعنى في عقولهم دون ملل , و اشتمال القصص على الواقعية التاريخية فقصص الأولين هي حقائق تاريخية صادقة توافق العقل , و لا تعارض النقل كقصص الأنبياء مع أقوامهم, أو ما جاء فيه من المعجزات الباهرات , وشمولية القصص القرآني من جوانب كثيرة يدل على البلاغة و الإعجاز منها : تنوع الأساليب و الوسائل الملائمة للفئات البشرية , كي تكون أبلغ في الهداية و الإرشاد إلى سبيل الرشاد , و تتحدث عن الزمن الماضي و الحاضر و المستقبل , و شمولية القصص القرآني حيث يتناول العقائد و العبادات و الأخلاق و الآداب , وللقصص القرآني أهداف كثيرة منها : هداية الناس إلى عبادة الله تعالى , و تثبيت لقلب النبي صلّى الله عليه وسلم و تسلية له , مما وجده من إيذاء قومه له في دعوته , قال تعالى: ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) 120, هود , و إثبات صدق رسالة النبي صلّى الله عليه وسلم , و تصحيح العقائد و الأخلاق , و أخذ المواعظ و العبر التي تكون سببا في صلاح المجتمع و استقامته , قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) 111 , يوسف .
عبد العزيز السلامــة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس