مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #182  
قديم 23/03/2012, 10:06 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الرصيد البـاقي..والرصيد الفــاني !!

الرصيد البـاقي..والرصيد الفــاني !!
إن حب المال فطرة فطر الله الإنسان عليها , و لو كان له واديان من ذهب لتمنى ثالثا , و لا يملأ جوف ابن آد م إلا التراب , يقول تعالى : ( و تحبون المال حبا جما ) 20, الفجر , و يسعى الإنسان جاهدا إلى جمع الموال و متابعة رصيده أو أرصدته في البنوك باستمرار , و يحرص على زيادتها , و يعلق عليها أمنيات عراضا , و إذا ما نقص منها شيء اهتم و اغتم , و أخذ يقلب سجلاته , و يراجع حساباته , علما بأنها أموال فانية قد تنفع أصحابها في الحياة الدنيا لوقت محدود , أو تجر عليهم الحسرات ـ لا قدر الله ـ و ذلك إذا استخدمت استخداما سيئا و إن المسلم الفطن هو الذي يفني جزءا من أمواله في الحياة الدنيا ابتغاء مرضات الله , فتكون له رصيدا باقيا يوم القيامة , و المسلم المتبصر بعواقب الأمور ينفق من أمواله في سبيل الخير المشروعة كصلة الأرحام أو مساعدة الفقراء و المساكين و المحتاجين , أو رعاية الأيتام و المحرومين , أو غيرها من أبواب البر الواسعة , فليس للإنسان إلا ما قدم من عمل , إن صالحا , فنعم العمل و إن كان سيئا , فبئس العمل , و لا يلومن الإنسان إلا نفسه , يقول تعالى : ( و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و ما تقدموا لأنفسكم من خير نجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ) 110, البقرة . و قد يسر الله للمسلمين كثيرا من العبادات الفعلية أو القولية , كي تنفع المسلم في الدنيا , و يحصل على الأجر و الثواب , و تكون رصيدا له يوم القيامة , فإذا ما خلف الإنسان صدقة جارية , أو علما نافعا , أو ولدا صالحا يدعو له , كتب له الأجر و الثواب في حياته , و بعد مماته , و منها :الأمر بالمعروف , و النهي عن المنكر , و حسن الخلق , قال صلى الله عليه و سلم ( مَا شيء أَثْقَلُ في مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ ) و قال صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) و الحرص على كثرة الاستغفار , فقدوتنا و حبيبنا كان يستغفر الله أكثر من سبعين مرة في اليوم , و قراءة الأذكار من تلاوة القرآن و الأدعية , و التسبيح و التهليل و التكبير و التقديس , و تمجيد الله جل جلاله , قال صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ( وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسَاً فَقَالَ : ( يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا الَّذِي تَغْرِسُ ؟ قُلْتُ : غِرَاساً قَالَ : ( أَلا أَدُلُّكَ عَلى غِرَاسٍ خَيْرٍ مِنْ هذَا ؟ سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، تُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ في الْجَنَّةِ ) فبادر ـ أخي المسلم ـ إلى أعمال الطاعات قبل الندامة و فوات الأوان .
عبد العزيز السلامــة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس