مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #148  
قديم 09/03/2012, 06:35 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
المسلم.. والإخــلاص !!

المسلم.. والإخلاص !!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و سيد المرسلين محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: إن من أعظم الحقوق و الأصول في الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، و الأعمال القولية و الفعلية , و الحذر مما ينافي الإخلاص , و يؤثر على المسلم كالرياء و السمعة , و إن إخلاص المسلم بأعماله القولية و الفعلية هو أصل الدين , و الدعوة التي جاء بها المرسلون , و دعوا إليها أقوامهم , و الإخلاص هو أن يبتغي المسلم بأقواله و أفعاله رضوان الله تعالى ، و يراقب الله تعالى , و يكون عمله خالصا لوجه الله تعالى , بعيدا عن ثناء المخلوقين , لا يريد بذلك إلا ثناء الله و الأجر العظيم . فالإخلاص لله في العبادات و سائر الأعمال الطيبة يعطي الله فاعلها الأجر و الثواب الجزيل على العمل القليل , و كلما أكثر المسلم من تلك الأعمال الصالحة , أجزل الله له الثواب و العطاء , و الأجر العظيم , قال تعالى : ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ) 11, الزمر , و قال تعالى : ( فادعوا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون ) 14 , غافر , و إن الإخلاص في العبادة لا بدّ أن يصاحبه الإخلاص في الدعاء، كي تتحقق الإجابة للمسلم بإذن الله تعالى , فيونس عليه السلام عندما ابتلعه الحوت , و صار في ظلمات البحر , دعا الله بإخلاص قال تعالى : ( و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) 87 ـ الأنبياء , فاستجاب الله دعاء نبيه قال تعالى : ( فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين )88 ـ الأنبياء , فالسبب في الإجابة هو المسارعة في الخيرات و الصالحات ، والدعاء رغبة في الأجر و الثواب , و خوفا من العذاب قال تعالى : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين ) 90ـ الأنبياء . لذلك يجب على المسلم إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في أمور العبادات التي تكون بين العبد و ربه , أو الأعمال التي تكون بين المسلم و الآخرين. فأين المسلمون اليوم من صفة الإخلاص , فبعض المسلمين اليوم يحدث الناس عن أعماله , فيدخلها الرياء والسمعة التي تؤثر على الإخلاص , و تنقص الأجر و الثواب , فترى من يزين صلاته ليمدحه المادحون , و منهم إذا تصدق بصدقة من مال أو غيره لعلم به الآخرون , و من الناس من يخلص في عمله , و يراقب الناس في العلانية , و لا يراقب الله القريب الرقيب سرا و علانية . و إذا كان العمل خالصا لوجه الله تعالى فإن له ثمارا طيبة مثل : تفريج الكربات و الهموم عن أصحابها , و الحفظ من كيد الشيطان و أعوانه , و نيل شفاعة الرسول صلى الله عليه و سلم لمن أخلص عمله ابتغاء رضوان الله تعالى , و مغفرة السيئات , و نيل الرضوان و الحسنات , و لعظم الإخلاص و المخلص ذكره الله في كتابه الكريم كثيرا , وذلك بكسر اللام ( اسم فاعل ) قال تعالى : ( وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) 29 الأعراف , و قال تعالى : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ) 11 , الزمر , و بفتح اللام ( اسم مفعول )قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا ) 51 مريــــم.

عبد العزيز الســـلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس