مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 01/03/2012, 10:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ دوق فليد
دوق فليد دوق فليد غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
Smile قيادة المرأة للسيارة.. نظرة أخرى

اللي يدورون عن تأييد أو عدم تأييد لقيادة المرأة للسيارات أقول لهم تراكم دخلتم الموضوع الخطأ.. لأن هذه السالفة أُشبعت طرحاً وضرباً وركلاً ورفساً في المجلس..
وسترون أني بعد ما تقرأون الموضوع إلى النهاية أني لن أتكلم بحرف واحد عن حرام أو حلال أو ما يجوز أو يجوز إلخ إلخ

ما أريد أن أتكلم عنه في هذه الموضوع هو عن أحداث قيادة المرأة في السعودية منذ بدايتها إلى منتهاها.. ولكي نعرف الحكاية سنذهب إلى البداية..

×××

2/8/1990م
اجتاحت قوات الجيش العراقي الكويت واصيبت الحكومة السعودية بما يشبه الهلع وعدم القدرة على التصرف..
إذ أن الجيش الذي أنفق عليه مئات المليارات لم يكن لديه القدرة حتى على الصمود لأيام محدودة أمام فرقة عراقية دع عنك أن يستطيع صد عدوان من الجيش العراقي..

حسب ما يذكر نورمان شوارزكوف ( قائد القوات الأمريكية في السعودية ) أنه حضر إلى السعودية بعد أيام قليلة من احتلال الكويت بغرض أخذ الموافقة على استدعاء القوات الأمريكية ومعه صور للأقمار الصناعية تبين تموضع القوات العراقية الهجومي ( تبين في ما بعد أنها مجرد أكاذيب ) إلا أنه فوجئ ( حسب كلامه ) بأن السعوديين أنفسهم كانت رغبتهم في مجيء القوات أكبر حتى إنه خلال اللقاء الأول يقول شوارزكوف بأن أحد الأمراء قال للملك فهد ( أليس علينا أن نتشاور قليلاً..؟؟ ) فرد عليه الملك فهد بحدة ( الكويتيين انتظروا قليلاً وها هم ضيوف لدينا في فنادقنا..!! ) وبعدها ظهر بيان رسمي باستدعاء القوات ( الصديقة ) ..؟؟
وهكذا أتى إلى السعودية أكثر من 600 ألف جندي أمريكي..!!
وبالطبع لا نحتاج إلى أن نتحدث عن فتوى الاستدعاء من هيئة كبار العلماء إذ أن الكلام في هذا غير مناسب

×××

بالطبع الأمر لم يمر مرور الكرام أو حتى اللئام..
هاجت البلاد بأن الصليبيين سيأتون إلى جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم وأن هذا أمر كارثي وكانت خطب الأئمة في المساجد مزلزلة والجميع يتحدث في هذا الشأن وخرجت الكثير من المحاضرات في التحذير من ذلك وكان أشهر من تصدى لذلك الشيخ سلمان العودة ( محاضرة وستذكرون قولي ) وكذلك الشيخ سفر الحوالي وغيرهما كثير من المشايخ والدعاة الذين لم تخدعهم فتاوى الدولة كان الحراك الذي نستطيع أن نسميه ( الدعوي ) أو خطاب الصحوة كله في هذا الشأن وكانت الأمور على شفا الهاوية..

هنا كان الشعب بحاجة إلى شيء يلهيه عن هذه القضية الخطيرة والعظيمة والتي لا يوجد ما يماثلها في الخطر..
ولكن ما الأمر الذي من الممكن أن يشغل الناس عن خطر قدوم القوات الأمريكية..؟؟

بالطبع الشعب السعودي لديه فوبيا اسمها ( فوبيا المرأة ) فأي شيء يختص بالمرأة من الممكن أن تشتت أذهان الشعب حتى عن قتل أخوانهم وأشقاءهم في أي مكان في العالم..

الحادثة:
كما تقول الدكتورة عزيزة المانع.. ( لا ندري من خطط للموضوع.. الأمر حدث صدفة ودون تخطيط عند أسواق التميمي في طريق الملك عبدالعزيز مروراً بطريق الأمير عبدالله ثم شارع العليا وهكذا دواليك في وضح النهار.. وكنا 47 امرأة بـ 14 سيارة.. وتؤكد مرة أخرى بأنها لا تعرف من خطط للأمر ومن أوعز به وأن ما يهمها هو أنه تم تنفيذه ) انتهى كلامها باختصار من قِبلي..
هذا كلام د. عزيزة المانع الذي كان يعتقد الجميع بأنها هي من خطط لهذه المسيرة وهي تؤكد بنفسها بأنها لا تعرف من خطط لذلك فقط وصلتها مكالمة هاتفية بأن هناك نسوة سيجتمعن للقيادة فذهبت وكذلك فعلن الأخريات..!!!!!!!
وتذكر دكتورة عزيزة المانع أن من ضمن الأسماء اللاتي شاركن في القيادة:
د. عاشة المانع ود.سهام الصويغ، ود. نورة أبا الخيل، ود. فوزية البكر، ود.سعاد المانع، ود. منيرة الناهض، ود. هند الناهض، ود. بدرية الناهض. ود. الفت فودة، ود. نضال الأحمد والأستاذات مديحة العجروش، وسلطانة البكر، ومشاعل البكر، ووفاء المنيف، ومنيرة القنيبط، ومنيرة المعمر، ومنيرة الكنعان، وحصة آل الشيخ، ونورة الصويان، ونورة العذل، وفوزية العبدالكريم، ووداد السنان، وجوهرة المعجل
إلخ مختصر من لقاءها في صحيفة المدينة عام 2004م

وفعلاً..
تحقق المطلوب إذ أن البلاد بعد أن كانت تضج بشأن الوجود الأمريكي وتخاذل الحكومة في الدفاع الذاتي عن البلد اتجهت الأنظار كلياً إلى قضية قيادة المرأة وأصبح الجميع صغاراً وكباراً يتحدثون عن هذه القضية وأن هؤلاء يريدون تغريب البلد وتدمير ثقافتنا وخصوصيتنا.. إلخ إلخ إلخ
فكان موقف الدولة بأننا لن نسمح بتغريب المرأة وأننا دولة إسلامية.. إلخ

وبهذا أتت القوات الأمريكية ولم توجد أي مشاكل وتم حصار العراق من قواعد أمريكا في المملكة لمدة عشر سنوات وأصبح من تبعات أحداث التسعينيات أن أصبح استدعاء الصليبيين إلى أرض محمد وضربهم للعرب والمسلمين أمر عادي ولا يثير في النفس أي حمية دينية أو غيرة..!!!!

×××

الحدث الأخير معاصر لنا جميعاً..
وهو ربيع الثورات العربي
فقد اسقطت الثورة زين العابدين في تونس والاضطراب وصل ليبيا ومصر وحتى المغرب ( التي كان الملك في رحلة علاجية بها ) والسعودية يوجد بها غليان والحديث بدأ يعلو عن الفساد المستشري.. وحتى بعد عودة الملك والقرارات بالحوافز وإعانة العاطلين وغيرها لم يخمد هذا الغليان فاحتاجت الحكومة إلى اللعبة القديمة / الجديدة لاخماد هذا الهياج..!!
الحل مرة أخرى وثالثة ورابعة سيكون في قضية قيادة المرأة..!!

ففي الوقت الذي كان الجميع يتحدث عن توزيع الثروات والحقوق المدنية والسياسية ظهرت وبذات الشكل الغريب في 20 مايو منال الشريف ( وبالمناسبة هي صحفية قديمة ) في مقطع تقود في السيارة وانتشرت مقاطع النساء اللاتي يقدن السيارات فالتفت الشعب بأجمعه إلى هذه القضية مرة أخرى وترك كل المصائب والبلاوي..!!
وهنا أتى موقف الدولة مرة أخرى من قِبل مسؤولين بأننا دولة إسلامية ولن نسمح بقيادة المرأة وأننا دولة سلفية... إلخ إلخ إلخ
وطار السذج بهذه التصريحات والكل يشكر ولاة الأمر الذين لا يحبون الفساد والإفساد

وكالعادة نجحت العملية في وأد الحراك الشعبي.. وإذا انتبه الناس إلى هذه اللعبة قد يأتي دور لعبة أخرى غير قيادة المرأة التي تشغل أنظار الناس عن قضايا جوهرية والأمر لله من قبل ومن بعد