مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #13  
قديم 09/02/2012, 07:23 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ O.s.A.m.A
O.s.A.m.A O.s.A.m.A غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/10/2006
المكان: Khobar
مشاركات: 3,058

ندين الله سبحانه بتجريم كل من شتم رسول الله أو انتقص من قدره أو حتى لو لم يوفه كامل التعظيم والتبجيل، وهو القائل لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين، وأما الجزاء المترتب على هذه الجريمة فهو ما يقرره القاضي بالمحكمة الشرعية حسب الظروف والملابسات.


لايعتبر هذا التجريم تخلفاً ولا رجعية بل هو تمسك بمبادئ دينية، والتمسك بالمبادئ يعتبر منقبة يمدح عليها الإنسان وليس مذمة أو جهلاً، وهذا التمسك والاحترام لذوي المبادئ يوافق عليه حتى اللادينيون والملحدون.


ما قاله حمزة الآن -بغض النظر عما سبق له قوله- يعتبر جريمة دينية لأنه انتقص من مقام سيدي رسول الله باعتبار نفسه نداً لسيد ولد آدم، والأدهى منه أنه قال مخاطباً سيدي رسول الله: فيك أشياء أعجبتني وأشياء كرهتها، وقوله لن أصلي عليك، وهذه مخالفة واضحة بِبُغض سنة رسول الله ورفضها والمجاهرة بذلك.



ما فعله حمزة يعتبر مخالفة أخلاقية صريحة، إذ حتى لو كان لايؤمن أصلاً بالله ورسوله ولم تكن ثمة عقوبة على الإساءة للدين الإسلامي والمسلمين، فالالتزام الأخلاقي المدني يوجب ألا يُسيء إلى الآخرين أو يشتم ما يقدسونه، والعقوبة على ذلك أنه يستحق ما يواجهه من هجوم وشتم ونحوه، وأنه سيضطر لتبيين موقفه مراراً -وربما لكل شخص على حدة- إن شاء أن يصحح من صورته، وقد حاول حمزة ذلك كثيراً فلم يفلح.


لا يفرح المسلم بحصول الذنب ولا بحلول العقوبة، بل يرجو الله الهداية لنفسه وللآخرين، ما رأيته من ردة فعل ضد حمزة كان فيه من الحقد الشيء الكثير، نعم أتفهم الهجوم العاطفي الديني وأقرّه وأراه جزاءً معقولاً لمن أساء لملقدسات، ولكن الواجب أن يصحب ذلك رجاء بهدايته وفرح بتراجعه، لا أن نتمنى له الموت على ماهو عليه فهذا من الحماس الذي لا أصل له في الدين، بل النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يُطبق المَلَك الجبال على أهل مكة، فتَمنِّي الخير والدعوة للدين هما جوهر دعوة الإسلام.


ليس من العقل ولا من الشرع بنظري -إن نظرنا في المصالح والمفاسد- أن يتم نشر ماقاله حمزة وتصوير التغريدات وإطلاع الناس عليها وجعلها قضية رأي عام، خصوصاً أنه شخص مغمور لا يعتبر صاحب منبر شهير حتى يُخشى على الدين أو الناس منه، بل الواجب رفع أمره للقضاء دون ضجيج ليتم التحقيق معه واتخاذ اللازم بحقه حسب ما يراه القاضي لا حسب ما يراه المتحمسون، والذي حصل أن حمزة الآن بسبب تحريض الناس بتويتر ضده قد صار علماً معروفاً وازداد عدد متابعيه ازدياداً هائلاً بين عشية وضحاها، فانتشر الباطل وقرأه الناس وتابع بعضهم صاحبه وتعاطف معه وربما يصير الآن شهيداً في نظر بعضهم.



ما قاله حمزة يخصه وحده، ولا يجوز تعميمه لا على الكتَّاب ولا الصحفيين ولا المثقفين سواءً الذين كانوا موجودين في البهو أو غير البهو، فالتعميم بهذه الطريقة ظلمٌ وجهل ورجم بالغيب، وقد أعلن توبته عنه وتراجعه في بيان طويل بيّن فيه إسلامه وإيمانه بالله ورسوله ونطق الشهادتين تأكيداً على ذلك، والتوبة الصادقة من هذا الفعل مقبولة عند الله إن شاء الله، ويجب أن نفرح بها وما سوى ذلك هو بيد القضاء إن وصل الأمر للقضاء.


لا يسخر أحد منا بمن ابتُلي، ولا يأمن الفتنة على نفسه.
اضافة رد مع اقتباس