مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #12  
قديم 03/01/2012, 07:29 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ دوق فليد
دوق فليد دوق فليد غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
أخي الغالي طارق
اسمح لي بأن أصحح لك
فالخلفاء في بني أمية والعباسيين لم يكن أغلبهم على علم شرعي وأكثرهم كان يعاقر الخمور واللهو والموبقات..
والأمثلة كثيرة ويبدو أنها فاتت عن بالك وتحدثت كتب التاريخ عن الكثير منها.. فمن بعد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان لم يكن هناك خليفة صاحب علم أو فقه إلا ما ندر "عمر بن عبد العزيز في الأمويين وأبو جعفر المنصور في العباسيين" أما البقية فمنهم من بلغت به الزندقة أن يضع المصحف مرمى للسهام.. وآخر كان يجاهر بشرب الخمر.. وآخر كان يسب الدين على رؤوس الأشهاد.. وآخر امتحن العلماء في خلق القرآن.. وآخر تواترت الأنباء عنه بأنه كان منغمساً في الملذات حتى أنه ترك أكثر من ثلاثة آلالاف جارية وآخر... إلخ إلخ

ومع كل فجورهم هذا لم يكن لديهم كنيسة رسمية - كالنصارى - بدعوى الفتوى..
أما عن قولك بأن العلماء كانوا مقربين من السلطان فهو غريب على لبيب مثلك وقارئ حصيف..!!

فالعلماء كانوا أبعد ما يكون عن أبواب السلاطين وتواترت الأنباء في ذلك حتى غصت بها الكتب فالعلماء - الحقيقيين - كانوا يتبعون قول نبيهم صلى الله عليه وسلم: من أتى أبواب السلطان افتتن
والحديث الآخر: ومن لزم السلطان افتتن

أما أقوال العلماء في ذلك فحدث ولا حرج.. حتى أن أصحاب الحديث كاد بعضهم أن يرد حديث من يأتي أبواب السلطان بدعوى أنه مطعون في دينه..!!
قال مهنا: سألت الإمام أحمد عن إبراهيم بن الهروي: فقال: رجل وسخ فقلت: ما قولك إنه وسخ قال: من يتبع الولاة والقضاة فهو وسخ..
وكان هذا رأي السلف وقالوا في ذلك كلاماً شديداً منهم سويد بن غفلة وطاوس والنخعي وأبو حازم وسفيان الثوري والفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك وكثير غيرهم والأقوال في هذا كثيرة جداً ولولا الإطالة لنقلتها كلها حتى تدرك بأنه لم يكن يأتي أبواب السلاطين إلا شخص مفتون ويزعم العلم..

أما عن لقب الإفتاء الذي حدث مؤخراً فهو لم يكن بغرض التخصيص..
فالشريعة حاكمة وقاضية على كل أمور الدولة وليست مستقلة حتى يخصص لها جهازاً منفرداً..!!
بل يجب أن تكون الشريعة حاكمة على كل نواحي الحياة والسياسية والاقتصاد والاجتماع وغيره..

السبب الحقيقي لمنصب الإفتاء هو كي يسيطر الحكام على عقول الناس ويصبح الدين كنيسة بيد ثلة من البشر يسيرون الناس وفق مراد الحكام باسمع واطع..!!

ورأينا ذلك عياناً عندما صدر مرسوم ملكي بمنع الفتوى إلا التي تصدر من الهيئات الحكومية كي تكون الفتوى والدين مفصلاً وفق مزاج الحاكم..!!
اضافة رد مع اقتباس