الموضوع: خاطرة ... الحياة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 07/12/2011, 08:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ محلل صاحب فكر
محلل صاحب فكر محلل صاحب فكر غير متواجد حالياً
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 13/02/2011
المكان: المدينة المنورة ، أرض الطمأنينة .
مشاركات: 1,099
خاطرة ... الحياة

السَّلامُـ عَ‘ــلَيْكُمْ وَرَحْمَة الـلَّــه وَبَرَكَاتُهـْ ..


كَلِمَةٌ تُقَلِّبُنا يَمْنَةً وَيَسْرَةْ ، هِيَ الحَيَاةْ مَنْ تُعَلِّمُنَاْ وَمَنْ نَخُوضُ تَجَارِبَهَا الْقَاسِيَةْ ، هِيَ مَنْ تُسْعِدُنَا أَحْيَاناً وَتُبْكِيْنَاْ أَحْيَاناً أُخْرَىْ ، قَـاسِيَةٌ ظُرُوفُهَاْ مَعْ أَنَّنَا نَتَحَجَّجُ بِـهَا أَحْيَاناً ، تَارَةً تَبْتَسِمُ لَنَا وَأُخْرَىْ تُكَشِّرُ عَنْ أَنْيَابِهَا ، تُقَلِّبُنَا فِيْ أَرْجَائِهَا وَكَأَنَّنَا لُعَبٌ فِيْ يَـدَيْهَا ، هَكَذَا هِيَ الحَيَاةْ ، مُرَّةٌ لْلْبَعْضْ وَلِغَيْرِهِمْ حُلْوَةْ ، الحَيَاة هِيَ مَنْ تُعَلِمُنا الدُرُوس ، تَعَلَّمْتْ أَنَّنَا فِيْ الْمَدْرَسَةْ نَتَعَلَّمْ الدُّرُوْس ثُمَّ نُوَاجِه الامْتِحَانَات لَكِنْ فِيْ الحَيَاة نُوَاجِه الامْتِحَانَاتْ ثُمَّ نَتَعَلَّمُ الدُّرُوسْ ، أَحْرِصُ دَوْماً أَشَدَّ الحِرْص عَلَى أَنْ لا يَتَداخَل مَا أَتَعَلَّمُه فِي المَدْرَسَة عَلَى مَا أَتَعَلَّمُه لِوَحْدِي ، تَعَلَّمْت أَيْضاً أَنَّه إِذَا انْتَقَمْتَ لِنَفْسِكَ مِنَ المُسِيءْ إِلَيْكْ سَاوَيْتَ نَفْسَكَ بِهْ .. وَإِذَا صَفَحْتَ عَنْهْ اسْتَعْبَدْتَه ، فِيْ الحَيَاةْ مَنْ العُظَمَاءْ مَنْ يَشْعُرُ الْمَرْءُ فِيْ حَضْرَتِهِمْ بأنه صَغِيْرْ، وَلَكِنْ العَظِيْمَ بِحَقّ ، هُوَ الذِيْ يَشْعُرُ الجَمِيْعُ فِيْ حَضْرَتِه بِأَنَّهُم عُظَمَاءْ ، لِتَكْتَسَبَ الْمَعْرِفَةْ عَلَيْكَ أنْ تَدْرُسْ ، ولاكْتِسَاب الحِكْمَة عَلَيْكَ أنْ تُلاحِظْ ، مِنَ الأُمُورْ الطَّرِيْفَةْ فِي الحَيَاةْ , أَنَّكَ إِذَا لَمْ تَرْضَىْ سِوَى بِالأَفْضَلْ فَسَوْفَ تَحْصُلُ عَلَيْه ، الحَيَاةْ التِيْ تُبْعِدُ عَنَّا الغَالِيْ وَتُقَرِّبُنَا مِنْهْ ، مَنْ تُـلْصِقُ بِنَا المُنَافِقْ وَمَنْ تُبْعِدُنَـا عَنْه ، الحَيَاةْ هِيَ بَحْرٌ وَاسِع وَنَحْنُ فِيْهَا كَرَبَابِيْن سُفُنْ ، فَكُلَّمَا احْتَرَمْنَا هَذَا البَحْر كُلَّمَا سَلِمْنَا مِنْه ، وَكُلَّمَا اسْتَصْغَرْنَاه قَذَفَ بِنَا إلَى إِحْدَى شَوَاطِئ الْمَوْتْ ، أَوْ الهُمُوْمْ ، أَوْ إِلَى شَاطِئ الفَقْرْ ، مِن الممْكِنْ أَنْ تَكُوْنَ مَصْدَرَ الرُعْبْ لَكْ وَمَصْدَرْ الفَرْحَة أيْضاً ، الحَيَاةْ مَنْ تُعَلِّمُنَا طَعْمَ الرَّحْمَة بَعْدَ مَا تَقْسُو عَلَيْنَا ، لَوْ كَانَتْ قُلُوبُنَا مَدِيْنَةً بُيُوْتُهَا الحُبْ .. وَطُرُقَاتُهَا التَّسَامُحْ ، فَأَجْمَلُ هَنْدَسَةٍ فِيْهَا هِيَ بِنَاءُ جِسْرٍ مِنَ الأَمَلْ فَوْقَ بَحْرٍ مِن اليَأْسْ ، لَوْ لَمْ تَكُنْ الحَيَاةْ صَعْبَةْ لَمَا خَرَجْنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا نَبْكِيْ، الحَيَاةْ لَهَا أَعْدَاءْ وَحُلَفَاءْ .. حُلَفَاؤُهَا هُمْ الذَيْنَ يُسَيِّرُوْنَ الحَيَاةْ عَلَى هَوَاهُمْ .. وَأَعْدَاؤُهَا هُمْ الذِيْنَ يَجْعَلُونَ الحَيَاةْ تُحَرِّكُهُمْ كَالدُّمَى .
في النهاية أقول : هُنَاكَ أَشْخَاصٌ فِيْ الحَيَاةِ يَقُوْلُوْنْ : لِـمَ ؟ ..
وَهُنَاكَ غَيْرُهُمْ مَنْ يَقُوْلْ : لِـمَ لا ؟ ..

بقلمي / فهد



لكم ودي ....
اضافة رد مع اقتباس