( 3 )

بينانغ ( ماليزيا ) – منتصف شهر ذو القعدة

كان الكابتن : صالح وهو قائد زورق صيد كنت استقله مع زوجتي في جولة حول الجزيرة .. كانت آيات الله ونعمه ماثلة في كل ركن من أركان تلك الجزيرة .. عجيبة تلك الأرض التي كساها الله بخضرة شديدة التطرف حتى ان جذوع النخل قد اخضرت من خضرة الأرض ! .. سبحانك ربي كيف تكون الجنة ؟ .. كنت اتبادل معه الحديث عندما تطرقنا الى الحج ورغبته في اداء هذه الشعيرة الدينية وأمنيته بالوفاء بالركن الأخير من أركان الإسلام الخمسة .. كان يتحدث بصوت مليئ بالشجن كأنه يتحدث عن حلم جميل يلامس مخيلته ويداعب فؤاده .. كانت عيناه ترسمان مافي جوفه من شوق عظيم وتعبران عن غاية مراده أن يتدثر جبل الرحمة في يوم عرفة ! .. شعرت بغصة في نفسي وانا استمع اليه .. كما أنني شعرت بالحياء من ربي ! .. فهذا الرجل البسيط يحدثني عن الحج بهذا الشوق وهذا الحنين وهذه اللهفة ويسطر أمامي قصائد عن الموعد المنتظر في عرفة وهو الذي يبعد عن مكة المكرمة الآلاف من الكيلومترات بينما انا مقارنة به على مرمى حجر من المشاعر المقدسة وكل عام يأتي القي به نحو الآخر ولم اتسائل يوما متى يأتي هذا العام ؟! .. طالعت من فوري على التقويم في هاتفي الجوال فوجدت ان اجراءات الحج قد فاتتني وإن لا وقت لذلك مطلقا خلال هذا العام .. فعاهدت نفسي ان العام القادم اذا شاء الله لن اقبل الا ان اكون في عرفة ،،،