بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





العبارة التي عنونت بها الموضوع استخدمت للأسف بطريقة عنصرية بين أوساط العامة للكناية والنكاية بالجاليات التي تقيم في المملكة من أصول غير سعودية

لكن من السهل أن نعيد صياغتها بطريقة دعوية توعوية بحيث نرمز لمن يحج ولا يعود إلى ما كان يفعله قبل الحج من مخالفات بأنه حج بالفعل ولم يعد

لم يعد لما نهي عنه ؛ لم يعد لترك ما أمر به ؛ لم يعد للتفريط بما يفيدهـ في دنياهـ وآخرته ؛ لم يعد للانغماس بالملذات والإكثار من المباحات

ذلك الذي ينطبق عليه مصطلح الحاج القاصد لمكة والمشاعر لأداء الشعائر على وفق ما جاءت به أفضل وأكمل الشرائع

لكن الحاج ( الداج ) التائه الذي لا يعرف لما ذهب إلى هذا المكان ولما رجع منه ؛ وهل ذنوبه ستبقى مثلما هي من حين ولدته أمه أم ستغفر

كل ذلك ليس همه ولا يلقي له بالاً ولا يحذر من الرفث أقوالاً ولا من الفسوق أفعالاً فيصبح حجه عليه وبالاً ؛ حينها نقول عنه : حج ولم يعد من الحج

بل عاد وما استفاد واستزاد من الذنوب و لم يستغل الركن الأعظم ليتوب ؛ فضاعت جهودهـ وخسر نقودهـ ؛ وأفعاله يمقتها الناس فهم في أرض الله شهودهـ


وعود على ذي بدء ؛ فعبارة ( حج ولم يعد ) العنصرية هي انتقاد بانتقاء وإستقصاد ؛ فلا يستعملها البعض إلا للتهكم لكنه في حياته ينتهك كل الأنظمة التي تدحضها

فهو المتستر وهو المتعامل وهو الخانع الخاضع لذلك الذي خالف الأنظمة ومكث في بلادنا بحجة أنه أتى لأداء الحجة فأصبحت حجته حجة العمر وجلس بيننا بقية العمر








أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة غرة ذي الحجة من عام 1432هـ