الإسلام أب ٌ .. والوطن بطن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
عندما نتأصل على بيت شعر اقتبست منه بداية عنوان هذا الموضوع ونتجاذب هذا البيت على أنه من المسلمات فلا يعني أن نرفض تأصيلاً آخر
فالعصر الحديث وأعني به تسييس الدول جغرافياً وتسميتها بأسماء متعارف عليها وأعلام ملونة لها رموز وحدود مرسومة على الخرائط
أوجد لنا مفهوماً جديداً لمصطلح ( الوطن ) .. ذلك المصطلح العظيم الذي مهما تغنى به الشعراء ونزفت أقلام الكتــَّاب فلن يوفوهـ حقه
ولست هنا بصدد التطرق لهذا الحق ؛ ولكن رغبت أن تكون مشاركتي هذهـ في يوم الوطن كبعض جزء من ذلك الحق
وعودة لبيت الشعر الذي نسب إلى الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه حينما تفاخر كلٌ بأصله فقال :
أبي الإسلام لا أب لي سواهـ *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
فهو لا يتعارض أبداً مع كون الإسلام أب لنا وننتسب إليه من أننا نفخر بنسبنا الحقيقي القبلي أو العائلي أو حتى إنتمائاتنا الأخرى
وأهمها بالطبع من وجهة نظري المتواضعة الانتماء للوطن الذي أعتبرهـ كالبطن الذي يحوينا في الصغر رغم اختلاف الشبه
لكن بطن الأم يحتوي الجنين لتسعة أشهر لا تزيد ومع ذلك فحق ذلك البطن عظيم فكيف بالبطن الذي يحتويك سنين
البطن الذي يؤمن لك الأمن وهي نعمة لا يستشعرها إلا من فقدها ؛ البطن الذي يوفر لك الرعاية بكافة أنواعها
حينما أتذكر طفولتي وكيف أنني أذهب للمدرسة وأتلقى الرعاية التعليمية ثم لو تعرضت لعارض صحي وجدت الرعاية الصحية
عرفت أن للوطن عليَّ حق لا يمكن أن أوفيه ؛ وعرفت أن الإسلام أب لي والوطن أم للجميع ومهما كتبت من فخر فالوطن لنا ذخر
أخوكم : الكاتب النحرير
المدينة النبوية ـ طيبة الطيبة
الجمعة المباركة 25 / 10 / 1432هـ
