بسم الله الرحمن الرحيم
الرياضة أساسها المتعة و التسلية وأعني هنا بمتابعيها وليس ممارسيها، ولكنها قليلاً .. قليلاً بدأت تحيد أو بالأصح تُحيّد عن هذا المسار ليُقحموها في أشياء لا دخل فيها ..
وكوني أتحدث عن الهلال فقد تعددت الأسباب و الهدف واحد وهو "إسقاط الهلال و عرقلته عن تحقيق البطولات" وكونهم لايستطيعون مجابهة الهلال في الملعب لجأوا لأساليب ملتوية دنيئة في أهدافها و أغراضها و مسيروا هذه الحملات لايخفون على أحد وكلن له هدفه حتى للأسف يوجد بيننا وأقصد من هو محسوب على البيت الهلالي زوراً من يكون رأسأً في الفتنة و حطباً لنارها !
...
فكارهي الهلال نجدهم يستخدمون كروتاً محروقة بين فينة و أخرى، فالدين قبل كل شيء عندما يكون صليبٌ مُغطّى والدين يسر و سماحة عند الكنيسة المتحركة، و الرياضة لا شأن لها بالسياسة عندما يُضرب رجل الأمن ولكنها السياسة عند خلع صورة على فنيلة، صغير غرير يؤشر بيديه ويبصق على الحكم .. مسموح يا أمير و لاعب لاندري حقيقة مافعل .. مجرم خطير .. سلامي سلامي يا أسير !
و كارهي الهلال نجدهم يُبغضون الهلال أكثر من عشقهم لأنديتهم، فالمهم أن لايروا الهلال يتمخطر صاعداً لتتويج أو يُمتع بفوز عريض أو لاعبه يرفع كأس اللعب النظيف أو حتى هيئة دولية تُشيد به وتاريخه العريق .. والصغير طول عمره صغير !
والغريب أن كل هذا يحدث في مجتمع ينبغي عليه أن يكون قدوة للمجتمعات الأخرى، فالإسلام ديننا و العروبة أصلنا، ومايحدث أمامنا بين فترة و أخرى هو على النقيض بل بعيد كل البعد عن الأخلاق الإسلامية و الشهامة العربية، فالوسط الرياضي على وجه الخصوص أصبح مضرب المثل في السوء و الحقد و الكراهية وحتى القذارة .. والأعمى يقود البصير !
...
وانظم لكارهي الهلال في الفترة الأخيرة نفرٌ يقولون أنهم هلاليين ! وهذا النفر كلن يُغني على ليلاه ..
فهناك المستصحفين و المتمصدرين، فإن أعطيته رفعك للسماء ودافع عنك وإن لم تعطه وآثرت المصلحة العامة و الطريق السليم سخط عليك وقد ينظم لكارهي الهلال .. تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش !
و هناك جماهير اللاعب الواحد، فهذه النوعية من الجماهير تظهر بين فترة وأخرى، وهؤلآء لانفع منهم إن لم يضروا فالمهم هو رؤية لاعبه المفضّل، وإن لم يحصل ذلك يبدأ مسلسل الصياح و العويل و التشغيب، فبعد أن كانت أحسن إدارة في العالم أصبحت أسوأها، ويبدأ مسلسل البحث عن الأخطآء بالمجهر وأحسن طريقة للتعامل معهم هو .. طنّش تعش تنتعش !
وهناك نوعية من البشر لايظهرون إلاّ في أوقات معينة لأهداف معينة، والسبب إما أن يكون لاعب أو مصلحة انقطعت أو شخص ما أو حتى مرض نفسي، و هؤلآء استحالة أن تجدهم عند فوز أو تتويج أو حتى فرح بل عند فتنة أو كبوة.
وجماعة لست أسخر منها بقدر ما أشعر بالأسى عليها فتجد الواحد من هؤلآء قد ارتز امام شاشته التي أعطف عليها وهو مقطّب الحاجبين عابس الوجه وكأنه يمضغ الليمون وقشره، صاحب نظرة سوداوية كئيبة فعندما تقول لأحدهم : مبروك الفوز يأتيك الجواب : أحسن الله عزاك .. فأحسن الله عزآء هلالنا في جماهير أُبتلي بها.
ولا أنسى جماعة .. فيه صح .. فيه خطا .. أنا ناقد .. أنا فاهم .. أنا أحسن واحد ! وهؤلآء حكايتهم حكاية فقولهم الحق وغيرهم باطل .. شوّهوا النقد وأهله لاكثرهم الله.
وخاتمة هؤلآء ما يسمى بـ "جيل PlayStation" وهذه النابتة لاتعرف لأحد قدراً ولا لمجهود شكراً ويظنون أن التشجيع هو فوز ودليلهم في ذلك إنها " ثقافتو الفوزو" وإن حصل ما حصل فالإدارة فاشلة و اللاعبين بريالين والملايين التي صُرفت طفاس .. فلاحول ولاقوة إلا بالله.
...
كم نحن بحاجة إلى وسط رياضي نظيف شريف وإلى جماهير عاقلة واعية وإلى إعلام و صحافة مصلحة الكيان تأتي قبل مصالحهم الشخصية؛ حتى وإن لم يحصل هذا ولا أظنه يحصل فالصبر .. الصبر .. لأن الصبر هو من جعل هلالنا تاجاً على رؤوس الجميع وسيبقى كذلك بإذن الله.
