مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 09/09/2011, 06:23 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ king-hilal
king-hilal king-hilal غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 12/09/2010
مشاركات: 98
الشيخ الدكتور/سعد البريك .. نصيحة للشباب ونحن على اعتاب موسم رياضي جديد

الترويح عن النفس حاجة روحية وعقلية وبدنية ، سيما في مرحلة الشباب ، كونها مرحلة نضج الطاقة الذهنية والمقدرة الجسدية، ، وقد أباح اﻹ‌سﻼ‌م هذا الترويح قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل حنظلة :" ولكن يا حنظلة ، ساعة وساعة ". لكن الشريعة لم تبح الترويح على اﻹ‌طﻼ‌ق بل وضعت له حدوداً وضوابط يجب مراعاتها ، فالقاعدة المقررة عند أهل العلم في المباحات: (أن ما شغل عن الواجبات أو صار وسيلة ﻻ‌رتكاب المحرمات فإنه يكون حراما ).
وإذا ما طبقنا هذه القاعدة الشرعية على ما نراه من واقع التشجيع الرياضي اليوم ، فإننا نلمس الكثير من المخالفات الشرعية والظواهر السلبية المصاحبة لذلك منها : صرعات وافدة وغريبة في التشجيع ، كطﻼ‌ء الوجوه واﻷ‌جسام ، تنابز باﻷ‌لقاب ، تعصب رياضي مقيت، مواﻻ‌ة مشجعي الفريق الذي يؤيده ، ومعاداة مشجعي الفرق اﻷ‌خرى ألخ ... .
وبين الفينة واﻷ‌خرى تطالعنا الصحف ونشرات اﻷ‌خبار ومواقع اﻹ‌نترنت بعناوين مثيرة مفجعة وغريبة: (مشجع يصاب بنوبة قلبية بعد ولوج هدف في مرمى فريقه... شاب يدفع حياته ثمنا للتشجيع الرياضي ... رجل يطلق زوجته بعد هزيمة فريقه المفضل ... أب يسمي ابنه على اسم ﻻ‌عب كرة قدم ...).ناهيك عن ما يحدث عقب المباريات من مشادات وسباب ،وصخب وضجيج بأبواق السيارات ، ومضايقة للمارة ، وتفحيط بالمركبات ، وعرقلة لحركة السير وتكدس للمرور .
هذه التصرفات الخاطئة واﻷ‌حوال الشاذة الغريبة طالت كثيراً من الشباب الذين عرفوا بالصﻼ‌ح وحرصوا على أداء الطاعات، فوقعوا في فخ التعصب الرياضي ، حتى باتوا يحددون عﻼ‌قاتهم مع من يؤيدونهم في الميول ، ووصل اﻷ‌مر بالبعض إلى أن يدعو ويلح على الله بالدعاء بأن ينتصر الفريق الفﻼ‌ني أو ينهزم الفريق الفﻼ‌ني ، وربما كان أكثر إلحاحاً وإخﻼ‌صاً من دعائه ﻹ‌خوانه المسلمين .
وﻻ‌ شك في أن هذه اﻷ‌فعال مذمومة ، ومخالفة لهدي الكتاب والسنة في الترويح عن النفس واللهو المباح ، وفيها إضاعة لﻸ‌وقات فيما ﻻ‌ ينفع واﻻ‌نشغال عن الطاعات والتقصير في العبادات والفروض والتهاون بها ، فضﻼ‌ً عن كونها تؤدي إلى الشحناء والبغضاء ، والشريعة حثت على نبذ الكراهية والبغضاء والشحناء، بل إن بعض أهل العلم منهم شيخ اﻻ‌سﻼ‌م ابن تيمية قد أفتوا بترك بعض النوافل والمستحبات إن كان ذلك لمصلحة تأليف الجماعة ولم الشمل .*
فعلى شبابنا الحرص على أﻻ‌ يفضي بهم اللهو المباح والتشجيع الرياضي إلى الوقوع في المنهيات الشرعية ، فإن ما تنتظره اﻷ‌مة منهم يتطلب الحزم والجد واستغﻼ‌ل أوقاتهم وطاقاتهم وإبداعهم في بناء نهضة اﻷ‌مة وتطورها بهمة عالية وطموح ﻻ‌ يعرف الوهن.*
وما اجمل أن يقوم اﻵ‌باء واﻷ‌مهات والعلماء والدعاة ورجال اﻹ‌عﻼ‌م والمدرسين وأساتذة الجامعات بمزيد من التوجيه والنصح والرعاية لهؤﻻ‌ء الشباب والناشئة ، وبيان خطورة هذه التصرفات من الناحيتين الدينية والدنيوية ، وعلى الجهات المعنية من المؤسسات التعليمية ووزارة الشؤون اﻹ‌سﻼ‌مية واﻷ‌ندية الرياضية وغيرها التوسع في إقامة المحاضرات والندوات والمخيمات والدورات العلمية للشباب لتبصيرهم بمشكﻼ‌تهم وتوعيتهم باﻷ‌خطار الناتجة عنها ، وحثهم على الطاعات التي تكون سبباً في نجاتهم من الوقوع في المحظورات.
اضافة رد مع اقتباس