مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 06/09/2011, 12:12 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهلالي دائماً
الهلالي دائماً الهلالي دائماً غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 20/01/2002
المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
Talking سهرة مع الصعاليك ..!!



بسم الله الرحمن الرحيم


الساعة : الثانية والنصف بعد منتصف الليل .
المكان : غرفة النوم .
الوقت المتبقي : ساعة واربع وثلاثون دقيقة .

صداع غريب استهنت به فستفحل وأصبحت احس بنبضاته في عروق رأسي مما جعلني اتقلب على فراشي
باحثاً بين احضانه عن غفوة يسيرة او نومة هادئة ولكن هيهات هيهات !
من حولي تتناثر الادوية بين مضادات ومسكنات وكأن الالم يخاطبها ساخراً ومتحدياً حين يشتد علي
فأجدني تارة اضغط على راسي بقوة وتارة اخبئه تحت مخدتي مردداً .. ولم ارى الطب هذا اليوم ينفعني !

اتجهت الى جهازي لعل اجد ما يسليني من حديث صديق او رؤية عزيز فإذا به يشتكي مثلي ولكن
من مشاكل الاتصال بالشبكة وكأني وهو في شبكة واحدة من الهم والوجع تشتبك فيها الدموع بالدموع
بانتظار الفرج ولا يتبين فيها من بكى ممن تباكى.

كل شيء حولي يضايقني ويفقدني التركيز ويزيد في ألمي فهواء المكيف يلاحقني في ارجاء الغرفة
ولا استطيع الاستغناء عنه ,وكأنه عدو ما من صداقته بدُ ..
وكذلك الاضاءات التي تنبعث من كل مكان حتى اصحبت عيناي منها في غشاء من نبال!
بل حتى هذا الهدوء الذي احبه اصبح اليوم كريها للغاية ولا يشعرني الا بوحدة قاتلة ..
يقشعر منها بدني وتزداد فيها مخاوفي !

بجانبي ترفرف قصاصات من "كتاب في جريدة" بها ابيات للبائسين يكتمل معها المشهد الدرامي
وترتسم من خلالها لوحة كبيرة تنبض بحياة مابقى فيها غير أنفاس محدودة ,كرماد يصحو تارة ويغفو تارة !

ولم أجد سلوى غير هذه القصاصات التي وجدتها قبل ايام ملقاة بجانبي في احد المطاعم بعد أن خضت
معركة ضروس مع احد الاصدقاء ضد "حبة بخاري "
انتصرنا فيها ببسالة وجعلنا الصحن قاعا صفصفا لا ترى فيه عوج ولا امتا !

أخذت تلك القصاصات التي أراد صاحبي رميها في سلة المهملات بعد ان وجدها مرفقه مع الجريدة
جاهلاً بما فيها من كنز وما تحمله من روائع ! وهكذا نحن دائماً لا نقدر الاشياء الثمينة قدرها !

لذا قررت الليلة السهر مع الصعاليك اتسلى بابياتهم واستمع الى احوالهم ,
وأتجول في هذه النسخة من كتاب في جريدة وما فيها من قصائد مازالت تفوح منها رائحة الرز البخاري
مع ما تحمله من جميل شعر ولذيذ أدب ..
ولقد عجبت من هؤلاء الصعاليك وما يحملونه من منطق فأحدهم يسرق ليطعم الفقراء ..
وآخر يقتل لكي يطهر الارض .. وثاني يفتخر بأنه فقير بائس يجوع ليقسم قوته بين الفقراء
واحدهم يعلن انه لا اصدقاء له الا الذئب والسيف والليل .. وأحدهم يقول :

ولو اجتناب الذام لم يبق مشرب ** يعاش به الا لدي ومأكل !!

وقد اطلقت الكلمة على مر الزمن على كثير من البشر الذين تتفاوت صفاتهم وقصد بها معاني مختلفة
لكن صعاليك الجاهلية هم من كانوا اكثراثارة .. واشد مرارة .. واجزل عبارة ..
ولقد انتابني شعور في هذه الليلة وأنا معهم اني واحد منهم رغم بعد الزمن واختلاف المفاهيم وفارق اللغة !

فقلت في ذلك :

صديقي إسقني موكا
وكثر منها ارجوكا

ولا تعجب لما أفعل
فقد اصبحت صعلوكا

أنام الليل في ألمٍ
واصحو الصبح مفكوكا

وأشرب ماء أفنانٍ
وبعد الماء شكشوكا

ودوماً دائماً عجلُ
لذا سموني ( بازوكا )

اذا جئت الى عملي
يقول الكل لي دوكا

فوقتي كله كرفُ
كأني الفيش ..مشبوكا

وإن عدت الى البيتِ
وكان الجسمُ منهوكا

رأيت الكل يطلبني
نبي ذاكا .. نبي ذوكا

فرفقاً يا بني أمي
لقد اصبحت مهلوكا

وعمري صار يسبقني
وشعري صار (باروكا)

وأضحى الشيب في دقني
وقبلُ كـــان سكسوكا

دعو لي باقي الايام
أعيش السعد محبوكا

وأشرب كأسه صافٍ
وألقى فيه مبروكا

وأنسى الهم والاحزان
وانسى الكافي والكوكا

وآكل في اتيكيتي
مع السكين والشوكا

((الا فاسقني الموكا
وقلي إنها الموكا

ولا تسقني سراً
فلست اليوم مملوكا ))



انتهى الوقت ..البطارية شبه فارغه



بالتوفيق للجميع دائماً .

وكل عام وانتم بخير وعافية ,,,


اخر تعديل كان بواسطة » الهلالي دائماً في يوم » 06/09/2011 عند الساعة » 01:08 AM السبب: ذات الجديلتين ض1
اضافة رد مع اقتباس