مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/08/2011, 02:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ abod_ald3ya
abod_ald3ya abod_ald3ya غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: ضائع من بطولات الهلال
مشاركات: 252
الدعيع نتـلذذ بهفواتك وبين اليد والقدم تتراكم الاسئلة .. المتألق احمد التيهاني يكتب موضوعاً تاريخياً عن الظاهرة.







ومن بلاد طيء، إلى "العريجا" إلى كلّ مواطن النزالات التاريخيّة المليئةِ بالصخبِ الكرويِّ اللذيذِ، والانتصاراتِ التي رفعتْ رايةَ الوطن, وعلّقت القلوبَ بالأخضر؛ بقي الدعيع الثاني متطاولاً قادراً على منحنا الكثير من لحظات الزهو بالقدرة، والدهشة من الإمكانات.. فبكينا مع حارس القرن، في غير مشهد.. بكينا وصرخنا نشوةً وفخراً وحُبّاً.. بكينا، وغضِبْنا من بضعةِ أخطاء لا يمكن أن تؤثّر في رجحان كفّة الصوابات الكثيرة، في وجه تصويبات أكثر.



محمد الدعيّع.. بين "اليد" و"القدم" تتراكم الأسئلة











كتبه : أحمد التيهاني
من رحِم معلومةٍ تقول: إن محمد الدعيع كان حارس كرة يد، ثم تحول إلى حارس كرة قدم؛ تخرج الأسئلةُ، وكل سؤال يأخذ بتلابيب أخيه إلى باحة الأسئلة، بل إن سؤالاً قد يكون جواباً عن سابقه؛ فهل كان من الممكن أن يكون محمد الدعيع نجماً باهراً لو أنه بقي حارس كرة يد؟
هل كانت شهرة شقيقه الأكبر عبدالله، سبباً في التحوّل من لعبةٍ في الظل، ليست لها "يدٌ" طولى، ولا عشّاقٌ يصنعون فيها رموزهم، إلى لعبةٍ في بؤرة الوهج كلّه.. لها "يد" طولى، و"قدم" أطول، وعشاق لا يرضون أن يوصف نجومهم بأقل من "الأسطورة"؟
ولماذا لا تلمعُ أسماءُ الذين يقذفون الكرة بأيديهم، فيما تتألق أسماء الذين يركلونها بأقدامهم؟
الأسئلة تشي بأن محمد الدعيع قد اختار طريقاً سريعة إلى النجومية، بعد أن وجد الأولى متعرّجة. كثيرة الدهاليز.. ولم ير في آخرها "آخرتَها"، وله ذلك، منذ أن بدأ رحلتَه إلى "الأسطرة" من أجا وسلمى، حيثُ الأسرةُ المكوّنةُ من الذائدين الخارقين الذين يبقون في الذاكرة مهما تعاقبت الأزمنة والأجيال.
ومن بلاد طيء، إلى "العريجا" إلى كلّ مواطن النزالات التاريخيّة المليئةِ بالصخبِ الكرويِّ اللذيذِ، والانتصاراتِ التي رفعتْ رايةَ الوطن, وعلّقت القلوبَ بالأخضر؛ بقي الدعيع الثاني متطاولاً قادراً على منحنا الكثير من لحظات الزهو بالقدرة، والدهشة من الإمكانات.. فبكينا مع حارس القرن، في غير مشهد.. بكينا وصرخنا نشوةً وفخراً وحُبّاً.. بكينا، وغضِبْنا من بضعةِ أخطاء لا يمكن أن تؤثّر في رجحان كفّة الصوابات الكثيرة، في وجه تصويبات أكثر.
لاعبٌ هو فريقٌ مع الفريق.. يُعيدُ الأذهانَ إلى أيامِ الحماسةِ الكرويةِ، والفنِّ الممزوجِ بالفدائيّة.
يجعلَنا نلغي المستحيلَ حينَ تَحضرُ الروحُ الوثَّابَةُ لحارس القرن الذي يَقتَرِفُ إسعادَنا اقترافاً، كلما فاجأَنا بتصدٍّ خارقٍ للمألوف.. لأنه يهبُ جسدَه وعقله كليهما للمرمى، حتّى تحارَ المستديرةُ الغادرةُ كيفَ تجتازُه.. فهو كتلةٌ كاملةٌ تذود عن المرمى بكلّ خليّة من خلاياها، وهذا أقصى ما تريده الكرة في حارسها..
باتَ الدعيع الثاني ـ في تاريخ كُرتِنا السعوديّة ـ رمزاً لا نستطيعُ أنْ نتخيّل مبارياتِنا دونه, ولا يمكن أن نسطّر تاريخَنا الرياضيّ دون أن تكون له في كتابه، صفحاتُه الخضراء، لأنه من القلّة الذين لا يُنسيناهم الغياب؛ ذلك أنَّ اسمه محفورٌ في ذاكرة الجماهير الحانّةِ أبداً إلى نجومٍ خارقين لا يُستنسخون ولا يتكرّرون، أولئك الذين نستلذّ منهم حتّى الأخطاء والهفوات، ولا ننساها لأنها نادرة..

اضافة رد مع اقتباس