مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/07/2011, 04:45 AM
طلال المستادي طلال المستادي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 17/01/2010
المكان: الرايس مو الرس !!.. (AL-RAYSE IS VERY NICE)
مشاركات: 159
الطواعة .. بين اصل اللفظة ومفهوم الناس

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة للجميع

واسأل الله عز وجل بمنه وكرمه ان يبلغنا جميعا شهر رمضان وان يعيننا فيه على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا

احبتي لدي اليوم موضوع لطالما وددت الحديث عنه ولكن لم يرد الله ان انشره الا الان , وهو موضوع يتحدث عن لفظة دارجة في مجتمعاتنا ولها مدلولاتها , ولم اطرحه جازما بما فيه انما للفائدة التي قد تكون غائبة عن ذهني بينما هي موجودة في جعبة الكثير منكم ..

قبل ان ابدأ في سرد نقاطي ارجوا من كل من يقرأ ما كتبت ان يقرأ بتمعن وتركيز شديدين ومن اراد التعليق ان يعلق على ما طرحت دون التطرق لاي امور اخرى إذ ان ما يجمعنا هو صفحات هذا المنتدى العزيز لا اقل ولا اكثر ..

فلان مطوع .. فلانة مطوعة .. فلان ملتزم .. فلانة ملتزمة

الفاظ تتكرر كثيرا في مجتمعنا وتتوارثها اجيالنا جيلا بعد جيل ولا اعتقد ان هناك من يمر على الموضوع وتكون مثل هذه الالفاظ بالجديدة عليه ..

للتذكير فقط المطوع سابقا على امام المسجد ومدرس التحفيظ وحاليا على لك من قصر ثوبه واعفى لحيته .. حتى لو قابلت شخص من منطقة اخرى لا تتجمعك به سابق معرفة وكان مقصرا ثوبه معفيا لحيته فانه مطوع بغض النظر عن حقيقته التي تجهلها تماما ..

كان كل ما سبق مقدمة وان كانت طويلة لكن لابد منها كمدخل للموضوع , فمنذ صغري كنت اقف كثيرا عند هذه الكلمة .. فلان مطوع .. وماهي مدلولاتها ولماذا تطلق على الشخص هذا بعينه وليس على الكل رغم ان البقية يصلون ويصومون ويذكرون الله ويعتمرون ويحجون ومنهم من لا يسمع الاغاني وليس له اي علاقة بالتدخين وغيره ومع ذلك لا نطلق عليهم كلمة مطوع .. حتى مرت بي الايام ويبدو اني تأقلمت مع الوضع حتى دون التفكير بذاك القدر الذي كنت عليه عندما كانت تحاصرني الاسئلة في صغري ..

الان وبعد سنوات يبدو اني حنيت الى الماضي واستعدت شيئا من فضولي الذي وأدته دونما اشبعه وكأني فضلت المسير مع التيار حينها حتى لا تتكسر مجاديفي التي كانت في عز نشأتها , لكني الان وبعدما وعيت ان لكل منا الحق في طرح وجهة نظره حتى لو كانت مخالفة للغير وعلى الكل تقبلها من باب الرأي والرأي الاخر اطرح بينكم وجهة نظري هذه واتمنى ان اجد ردودا شافية وكافية حولها ..

هل للفظة الطواعة اصل في ديننا الحنيف ؟؟ ام هي من اختراعنا ؟؟

هل كان اهل العلم على امتداد تاريخ امتنا يوصفون بالمطاوعة ؟؟

بل ما هو الوصف الحقيقي للفظة المطوع ؟؟
واعني هنا من هو المستحق لان نطلق عليه وصف المطوع ؟؟ وماذا عن شخص محب للخير مبغض للشر ولكنه مبتلى بحلق لحيته ؟؟ بل ماذا عن شخص ملتحي مقصر ثوبه ولكنه مبتلى بمعصية ويسال الله ان يخلصه منها فهل نطلق عليه كلمة مطوع ؟؟

والسؤال الاهم هنا هل سيحاسبنا الله على مفهوم الطواعة لدينا ام سيحاسبنا على ماقدمنا في حياتنا ؟؟

ساطرح وجهة نظري الخاصة في الموضوع ولكن قبل ذلك اتمنى ان تعوا جيدا ان كلامي يتعلق باللفظة ذاتها وليس بمن تطلق عليه او من يوصفون بها , اي اني هنا لا اتحدث الابطال من رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ائمة المساجد او من اهل العلم وطلبته وغيره ممن في سيماهم الخير والصلاح فانا مؤيد لما هم عليه وارجو من الله عز وجل ان اكون منهم وان يرزقني بمثل ما رزقهم به , ولكني هنا اتحدث عن اصل اللفظة فقط وهل لها وجود في تاريخنا الاسلامي ام لا ومهم لدي ان ينظر الكل للموضوع من هذه الناحية حتى لا يتهمني البعض بماهو ليس في ..

من وجهة نظري ارى ان اللفظة ليس لها اي اصل في لا في شرعنا ولا حتى تاريخنا ولا حتى بين سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .. فلم اقرأها في كتبهم ولم اسمعها من خلفهم من علماء العصر الحديث رحم الله من توفى منهم ووفق البقية لما يحبه ويرضاه .. ويبدوا انها لفظة انتشرت بين الناس كوصف لفئة من الناس تميزت عن البقية بافعال وتصرفات ومظاهر معينة وكثير منهم نحسبهم والله حسيبهم ولانزكيهم على الله انهم من الصالحين ..

لكنها في زمننا هذا للاسف اصبحت لفظة تؤدي الى التفرقة والتمييز بين الناس لتلغي بذلك ميزان التقوى الذي لايعلم به الا الله عز وجل كما قال تبارك وتعال في محكم التنزيل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وكما ورد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لافرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى ) فكيف نصنف الناس على حسب مظاهرهم ؟؟

ومعلوم لدينا ان كلمة مطوع ليس مجرد كلمة تقال بل هي كلمة لها معانيها وتأثيرها في الكثير من امور حياتنا فمن سمح لنا او لبعضنا بتمييز فئة عن غيرها لمجرد مظاهرهم ؟؟ وحتى لو جاء شخص وقال ان منهم من وافق باطنه ظاهره فنقول كيف نعمم هذا على الجميع حتى على الغرباء عنا ؟؟

لو كان الامر مقتصرا على اهل العلم فقد نقول ان الله ميزهم عن غيرهم بانهم ورثة الانبياء وانهم هم اخشى الناس لله عز وجل لكن الامر ينسحب على الجميع للاسف حتى عامل البقالة الذي تصل لحيته الى بطنه وهو لم يدع حراما الا وقد ارتكبه ( هذا شخص اعرفه وهو عامل اجنبي ) فكيف نصفه بالمطوع بعد ذلك ويكون من صفوة الناس لدينا لمجرد انه ملتحي ؟؟

هل سمعنا بمثل هذه التقسيمات في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ؟؟ ولا يقول قائل ان الوضع مختلف فالصحابة كان منهم من شهد له النبي بالجنة ومنهم من هو عاصي او مقصر فهم كانوا بشر ويعصون ويتوبون وبالتأكيد انكم سمعتم بقصة الزانية وشارب الخمر ومع ذلك لم يكن بينهم مثل هذه المسميات ..

الله خلقنا في هذه الدنيا لعبادته - لنتبع اوامره ونجتنب نواهيه - وعلى ذلك سنحاسب ان خير فخير وان شر فشر - اما المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان فلن تغير في الامر شيئا - نعمل لنرضي الله عز وجل بغض النظر عن مسمى يطلق علينا او مكانة نحصل عليها - للاسف يتردد الكثير من التوبة عن امر ما والجواب صعب اقصر ثوبي ولحيتي !! يربط الكثيرون للاسف امور توبتهم بالطواعة وهذا امر خاطئ .. اذا ابتليت بامر واردت التوبة منه فلاتربطه بلحية او تقصير بل تب الى الله عز وجل منه واسأل الله ان يتوب عليك من بقية الذنوب ولكن لاتنسى ايضا ان اسبال الثوب وحلق اللحية هي ذنوب بحاجة الى ان تتوب منها ايضا .. لاترسم في مخيلتك ان التوبة مرتبطة بالطواعة يعني اذا كنت مبتلى بالخمر اعاذنا الله واياكم منها فليس شرطا للتوبة منه ان تتطوع وتعف لحيتك وتقصر ثوبك مع ان هذا لو حدث فهو الاكمل فالتوبة النصوح من كل الذنوب في كل ساعة مطالبين بها جميعا خصوصا اذ ما علمنا ان النبي صلى الله عليه وسلم يتوب الى الله في اليوم سبعين مرة وفي رواية مائة مرة ..

خلاصة القول مع توجه الذين تطلق عليهم هذه اللفظة ولست ضده ولكني اتحدث عن اللفظة من منظوري وللجميع حق طرح وجهات نظرهم الا ان كان في الموضوع نص من الكتاب او السنة فهي الاولى بالاتباع ويرمى بموضوعي هذا عرض الحائط ..

لكم تحيتي

ابو ياسر

اخر تعديل كان بواسطة » طلال المستادي في يوم » 29/07/2011 عند الساعة » 05:30 AM
اضافة رد مع اقتباس