مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #329  
قديم 26/07/2011, 02:22 AM
وقت الغروب وقت الغروب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
ما بيني.. وبين الفاتيكان!
من دون استباق الأحداث، وبعيداً عن اعتبار البعض أن "أسامة بن لادن" كان دمية أمريكية من حيث لا يدري، ينفذ سياسة تريد الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقها في المنطقة، انتهت صلاحيتها، وآن أوان تصفيتها، أو عكس ذلك كله، فإن إدانة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة مطلب شرعي؛ لتناقضه مع تعاليم الإسلام، واعتباره جريمة بشعة يُعاقَب عليها.

أقول: في الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة مكافحة الإرهاب، وتفكيك خلاياه، والقضاء على الفكر الضال الذي يقف خلفه، فقد استوقفني بيان الفاتيكان، الصادر قبل أيام من أن: "الرب سيحاسب أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة؛ لقتله أعداداً كبيرة من الناس، واستغلاله الدين؛ لنشر الكراهية". وقال الأب "فديريكو لومباردي"، المتحدِّث باسم الفاتيكان: "يأمل ألا يكون قتل ابن لادن سبباً لمزيد من الكراهية، إنما يكون سبباً للسلام".

ونحن مثله نأمل ألا يكون ذلك كذلك، لكن من سيحاسب الذين زرعوا إسرائيل في منطقة العالم الإسلامي، وساندوها ضد العرب والمسلمين، باحتلال الأراضي الفلسطينية، وأجزاء من سوريا ولبنان، وحوَّلتها إلى حقل تجارب لأسلحة دمار شامل، وذخائر حية، تستهدف القتل الأكيد؛ لتشمل جرائم إبادة، وجرائم ضد الإنسانية.. وهي التي تعمل على محو جرائمها البشعة، بقدرتها على توظيف "الهولوكست"؛ لمواجهة الانتقادات التي توجَّه إليها، وتكرّس جرائم الصمت عما ترتكبه إسرائيل؟..

ومَنْ سيحاسب الذين تدخلوا في شؤون دول العالم، بعد أن طُبع النظام العالمي بسياسة "أحادية القطب"، وعمل على إشعال الفتن، والثورات، والحروب الأهلية في أماكن عديدة من العالم، وما نتج من ذلك من عمليات قتل، وإبادة، وتعذيب، وتشريد الملايين من المسلمين؟..

ومَنْ سيحاسب قوات الاحتلال أمام جرائم مارستها، حين استخدمت أكثر الأسلحة فتكاً في التاريخ، التي يندى لها جبين البشرية تجاه العراق، وأفغانستان، بدءًا بجرائم القتل والتشريد، ومروراً بجرائم الاغتصاب، وانتهاك حقوق الإنسان، في مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية، والأعراف الإنسانية، والديانات السماوية، التي تُحرّم ذلك، وبصورة أكثر بشاعة، ووحشية، والتي تمثلت في جرائمهم في سجن "أبو غريب" أو "جوانتانامو"، أو غيرهما، رغم أنف العالم، والشرعية الدولية، وهي التي تُخفي طيلة الوقت الأرقام الحقيقية لعدد الضحايا المدنيين من الشعب العراقي، والشعب الأفغانستاني، حتى كشف موقع "ويكيليكس"، المختص بتسريب الوثائق العسكرية، أن: "عدد القتلى المدنيين في العراق، وأفغانستان، أكثر بكثير مما هو معلن"، ناهيك عن حجم الفظائع المرتكَبَة على أيدي قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؟..

بعيداً عن العيش في انكسارات الماضي فقد كنا نحلم بأن يحكم العالم نظامٌ يقوم على العدل، والمساواة، وسيادة القانون؛ لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والانخراط في حوار صادق؛ من أجل تعايش سلمي، وتصحيح سوء الفَهْم، والتصورات الخاطئة؛ باعتبار أن ذلك من أنجع الوسائل؛ لفض النزاعات، وفرض الاستقرار، كما كنا نحتاج إلى مساحات زمنية شاسعة، يكون فيها العالم مشغولاً بتعزيز مبادئ التسامح، والتصالح بين أتباع الديانات؛ فالحلول - دائماً - متوافرة ضمن البحث العقلاني، وصفاء النوايا، في مشهد يبحث عن الإنسانية جمعاء.
اضافة رد مع اقتباس