مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/07/2011, 08:26 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الظــاهـرة
الظــاهـرة الظــاهـرة غير متواجد حالياً
كاتب هلالي مميز
تاريخ التسجيل: 06/04/2006
المكان: بين أوراقي القديمة ..!!
مشاركات: 1,155
من قتل الطفل .. أحمد الغــامدي ..!!



من قتل أحمد الغامدي ..!!

صرخات مؤلمة متناثرة تصور بكل ألم واقعنا المحزن الذي أنتج لنا قصص يشيب لها الرأس ؛ أدرك أن الجريمة جزء لا يتجزأ من واقع هذه الحياة بل ومن سننها الكونية التي خُطت في لوح محفوظ .. ولكن أن تكون الكفتان جزء من الجريمة فهي القاصمة التي لن نجد لها أي مخرج سوى فساد نخر حتى هشّم العظم ..!!

أحمد الغامدي .. طفل لم يبلغ الخامسة من عمره تداعت عليه الحوادث وهوان عدد من الجهات الحكومية التي وجدت في الأصل لتكون عونا له ولأمثاله إلا أنها وبكل أسف كانت جزء من مسرح الجريمة وسياطها التي مزقت جسد الطفولة ونحرت براءتها في ليلة سوداء ترامت فيها صرخاته .. و آهاته .. ولكن لا مجيب حتى الأب ..!!

لن نلام حين نرفع الصوت عنوة : إنّ نحتضر وبصورة أسرع مما يتوقعه أشد المتشائمين وعلى كافة الأصعدة هكذا تقول قضية أحمد الغامدي .. ويكفي أن السوس نخر قطاعات حيوية كان يـُؤمل عليها أن تكون سند لكل مقهور ومظلوم ولكنها غدت فرعون بل و مطرقة تزيد ألم الصارخين..!!

وما يزيد الطين بلة أننــا سنسمع أصواتاً ستشمر عن ساعديها لتوهمنا أن ذلك الشرطي الذي رفض شكوى والدته قد قام بواجبه على أكمل وجه ؛ فقطرات لؤمه ليست كما نظنها فهي دهاء استدرج الجانية حتى تكبل بجرمها المشئوم .. فهل يليق بمثله أن يكون متخاذل .. ولكن عزاؤنا أن الجزاء متربص به هو وأمثاله عند الفرد الصمد مهما غردت التبريرات والتأويلات وتطامرت ( تكفون ونخيناكم ) ليكون حرا طليقا ؛ تلك الثقافة البليدة التي اخترعناها لنكون كمن يهدم بنيانه على رأسه ..!!

والأدهى والأمر بل والألم في أقسى صوره حين يصبح الملجأ بعد الله إلى سوط أخر يوازي سوط وركل تلك الجانية ، ذلك الشريك الذي رفض حضانة الأم لطفلها رغم تلك العلامات التي تمتمت من على سلم ذلك المبنى المهجور ( بأي ذنب قـُتلتُ ) ليزيد الحزن علقما ؛ ويكفي أنها شكلت الصورة التي نعيشها بلا رتوش تنتشلها من واقعها المخزي .. مهما أمطروا إسماعنا بوابل من معسول العلل والمسوغات التي لن تزيد على ( دق ماء في نجر ) ..!!

أما أثقلها على أخيكم .. فحين تُحول الخلافات والصراعات أطهر قلب إلى حجر صلب يتحطم على قسوته أجمل المعني ( بابا ) لا أدري هل حقا تعامل والد أحمد مع الموقف كما يجب أم أن كيدهن جعله ينقاد إلى شوك يحصده في حاضره .. ولكنّ ما أدركه جيدا أنه لن يسلم من صوت يتردد صداه في كل ليله ( أمه كانت الحضن الأمثل ) إلا أنه حُــرم منها لسبب ما .. فكيف سيجب هناك حين يلتقي الجميع .. وكان الله في عون من قصر .. فالديان يمهل ولا يهمل ..!!





الظاهرة



اضافة رد مع اقتباس